خبير يشرح قيمة كشف دهشور الأثري: يفتح الباب أمام المزيد من الاكتشافات
جانب من الكشف الأثري
موسم أثرى ثري اختتمته، أمس، وزارة الآثار، بكشفها عن أثر جديد عثرت عليه البعثة الأثرية المصرية، بعد ما يقرب من عام عمل في جنوب شرق هرم امنمحات الثاني، حيث أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار أن بعثة اثرية مصرية استطاعت العثور على جدار أثري متعرج يمتد بطول 60 متر تقريبا إلى الناحية الشرقية، وغيرها من القطع الأثرية القيمة.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وزيري، إنهم عثروا على عدد من التوابيت الحجرية و الفخارية و الخشبية والتي يوجد بداخل بعضها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى عدد من الأقنعة الخشبية بعضها غير مكتمل، ومجموعة من أدوات الظران التي كانت تستعمل كأدوات تقطيع والصقل من الدولة المتأخرة ما يشير إلى أن الموقع قد أعيد استخدامه في فترات لاحقة للدولة الوسطى.
توابيت حجرية وفخارية وخشبية
تضمن الكشف الأثري توابيت حجرية وفخارية وخشبية داخلها مومياوات في حالة جيدة من الحفظ، ويقول الدكتور حازم الكريتي خبير الآثار، إن التوابيت الحجرية والفخارية والخشبية تختلف من شخص لآخر مثلا لو تابوت ملكي يكون مختلفا عن تابوت كبار رجال الدولة أو توابيت الأشخاص العادية.
وأوضح الكريتي في تصريحاته لـ"الوطن"، أن المصريين القدماء لهم عاداتهم في الدفن حيث أنه يحنطون المتوفى ويلفونه بالكتان ثم يضعونه في توابيت خشبية، وبعد وضعه في تابوت خشبي يوضع في تابوت حجري والتابوت الحجري سواء من الجرانيت أو الفخار أو الحجر فهذا يعود لمنصب المتوفى.
وأشار خبير الآثار إلى أن المميز في توابيت عصر الدولة الوسطى أنها يكتب عليها نصوص دينية اشتهرت بنصوص التوابيت، وهي تشبه نصوص الأهرامات في الدولة القديمة وكتاب الموتى في الدولة الحديثة.
وأوضح الكريتي أن نصوص التوابيت هي عبارة عن نصوص دينية تساعد المتوفى دخول "حقول أيارو"، أي دار الخلود، ومواجهة صعوبات العالم الاخر للوصل إلى الهدف من كل الطقوس وهو الخلود.
خبير آثار: إعادة استخدام المقابر متعارف عليه في مصر القديمة
وتضمن الكشف أقنعة خشبية بعضها غير مكتمل، ومجموعة من أدوات الظران التي كانت تستعمل كأدوات تقطيع والصقل من الدولة المتأخرة، ما يشير إلى أن الموقع قد أعيد استخدامه في فترات لاحقة للدولة الوسطى.
وتابع خبير الآثار، أن ليس من الغريب أن تعاد استخدام مقبرة في مصر القدية، حيث كان مباء المقابر مكلف فكان يلجأ البعض إلى استخدام المقابر المهجورة التي لا توجد عليها حراسة وليس هناك من يزروها لكنهم يحترمون التوابيت المتواجدة بها، وهذا الأمر منتشر بين كبار رجال الدولة والأكثر بين العامة.
وتعليقا على العثور على "أقنعة خشبية" قال الكريتي، إن الأقنعة الخشبية كانت تتخذ شكل المتوفى، ويوضع على وجه المتوفى بعد لفه في الكتان حتى إذا عادت الروح "البا"، يجب أن تعرف عليه حال فساد ملامح التحنيط.
وأشار خبير الآثار، إلى أن الاكتشاف الذي نقبت عنه البعثة المصرية في الفترة من شهر أغسطس عام 2018 وحتى أبريل 2019، مهم جدا ويزيد من قيمة المقبرة.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وزيري، في تصريحات، إن البعثة الآثرية بدأت أعمال الحفائر بالموقع منذ شهر أغسطس عام 2018 واستمرت حتى أبريل 2019.
وأشار إلى أنه جرى اختيار البعثة لعمل حفائر في ذلك الموقع يرجع إلى ظهور بعض الكتل الحجرية الكبيرة الحجم، وكذلك ظهور بعض كسرات الحجر الجيري والجرانيت ما يدل على وجود دفنات آثرية في تلك المنطقة، مؤكدا أن البعثة ستستمر في أعمال الخفر الأثري لكشف النقاب عنما تحويه هذه المنطقة من آثار وأسرار.