عندما نسمع كلمة «نقد» يتبادر إلى أذهاننا تلقائياً ذلك المعنى المُشَوه عنه على أنه الهجوم على الطرف الآخر وإظهار عيوبه بطريقة مهينة وغير لائقة لسبب اعتيادنا على ذلك، ولكن هذا المفهوم مغلوط لأن ذلك لا يُعبر إلا عن نصف الحقيقة فقط وبطريقة خاطئة.
كلمة نقد فى الأصل تعنى إظهار محاسن الشىء، ومن ثم ذِكر الأخطاء وطريقة تصحيحها من وجهة نظر الناقد، على أن يكون للنقد أيضاً أسلوب ننتقد فيه فعلاً أو شيئاً معيناً وليس هجوماً شخصياً إجمالياً على طباع الطرف الآخر، أما إذا اتبَع النقد أسلوب التوبيخ والإهانة فقط، فذلك لا يسمى نقداً على الإطلاق ولكنه يسمى حماقة، أما إذا انتقد أحد شيئاً أو شخصاً آخر دون وعى كاف ومعرفة بالمعلومات تفصيلاً عن ظروفه الخاصة، فهذا أيضاً يسمى جهلاً وليس نقداً. يمكنك الآن تعلم فن النقد السليم واكتسابه كصفة شخصية ملازمة لك، وذلك بالوعى بمعناه الصحيح والتدريب باستمرار على النظر إلى إيجابيات الأشياء وسلبياتها بنظرة حيادية وبدون مبالغة.
وأخيراً تذكر أن من تعلم النقد بصورته الصحيحة ربح هدوء النفس وسلامتها فى حياته، ومن لم يتعلم ذلك عاش فى دائرة من الشقاء والمعاناة، شاكياً باستمرار من عدم حصوله على ما يريده من الآخرين.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
تعليقات الفيسبوك