النقاد يصدمون الجمهور قبل طرح «The Lion King»: فيلم وثائقى خال من الحياة
مشهد من الفيلم
شكّلت تقييمات النقاد مفاجأة غير سارة هدمت توقعات الجمهور حول النسخة الجديدة من فيلم الرسوم المتحركة «The Lion King»، الذى سيُطرح فى دور العرض السينمائى حول العالم خلال الأيام المقبلة، وذلك فى الذكرى الـ25 من طرح النسخة الأصلية من الفيلم، حيث بلغ تقييم النقاد للفيلم 57%، مقابل 93% للنسخة الأصلية.
النسخة الجديدة من «The Lion King» تحمل توقيع المخرج جون فافرو، وأداء أصوات الفنانين دونالد جلوفر، جيمس إيرل جونز فى دور «موفاسا» الذى قدمه فى النسخة الأصلية، بالإضافة إلى كل من بيونسيه، سيث روجين، وبيلى إيتشنر، والملحن هانز زيمر الذى عمل على النسخة الأصلية من الفيلم.
معظم الانتقادات التى وُجهت للفيلم كانت متعلقة بالصورة الحية التى قام بتقديمها المخرج جون فافرو، حيث جعلت الفيلم أقرب إلى الأعمال الوثائقية، وأن النسخة الجديدة دقت «وتداً» فى الشخصيات المحبوبة فى الفيلم، فقد يكون إنجازاً على المستوى المرئى ولكن السرد يفتقر إلى الطاقة والروح التى جعلته محبوباً من البداية، بينما أشاد بعض النقاد بإخلاص صناع الفيلم إلى النسخة الأصلية، واستعرضت مجلة «فارايتى»، أبرز آراء النقاد حول «The Lion King».
"ديبروج": التضحية برسوم اليد"أمر مُخْزٍ"
أشار الناقد بيتر ديبروج إلى أن الفيلم تجربة تسعى جاهدة إلى خلق نوع من التناغم بين الجماهير ومملكة الحيوانات، ولكن من وجهة نظره فإن التضحية بالرسوم المتحركة المرسومة باليد أمر مخز، مقابل باستخدام تكنولوجيا الرسوم المتحركة الحالية لإقناع الجمهور بأنه يشاهد شيئاً حقيقياً، بينما.
"إيرليتش": "ديزنى" أفلست.. والفيلم"كارثة ووصمة عار"
ووصف الناقد ديفيد إيرليتش ما تقوم به شركة «ديزنى» بـ«تناول ذيلها»، حيث إنها أصبحت مفلسة بشكل كبير، وأن تجربة «The Lion King» التى كانت بمثابة كارثة ووصمة عار على حد تعبيره، جاءت دون روح، ولا تتجاوز كونها عرضاً تقنياً جيداً مثيراً للإعجاب، وبالتالى النسخة الجديدة أقل من نسخة عام 1994.
بيلج إبيرى يتساءل.. "هل هذا ما أردنا مشاهدته؟"
ويرى الناقد بيلج إبيرى أن الفيلم أعجوبة من الناحية التقنية، حيث يضم كل التفاصيل المبهرة والفورية الملموسة فى الأفلام الوثائقية الجيدة، من الصعب أن نتخيل أن كل هذا تم إنشاؤه فى الاستوديو، ولكن هل هذا ما أردنا مشاهدته؟ متابعاً: «النسخة الجديدة مرتبطة بالأصلية، وفى بعض الأحيان تكرر نفس اللقطات وأنماط التحرير المستخدمة فى النسخة الأصلية ولكن باستخدام لقطات حيوانية تبدو حقيقية، ولكن ذلك لا يساعد الشخصيات فى بعض الحالات، فقد تم تقديمها بهذه الواقعية لدرجة أنها فقدت كل أشكال التعبير الإنسانى، فهم ما زالوا يتحدثون ويغنون، إلا أن وجوههم أصبحت الآن غير جذابة».
وتساءل الناقد براين ترويت: هل كانت النسخة الأصلية من الفيلم تتطلب إعادة تقديمها، ليجيب بـ«لا»، قائلاً: «على عكس الأعمال التى أعادت «ديزنى» تقديمها مثل (Maleficent) و(Dumbo) هذا العام، فإن فيلم (The Lion King) تمسّك بقربه الشديد من الرسوم المتحركة الكلاسيكية، ما يلفت النظر هو أن الأمر برمته يبدو وكأنه فيلم وثائقى طبيعى، يبدو أن الصور المرئية التى استخدمها فافرو منذ ثلاث سنوات فى فيلم (The Jungle Book) عفا عليها الزمن مقارنة بما أطلقه هنا، الاهتمام بالتفاصيل كان رائعاً».
واعتبر تود مكارثى، من موقع «هوليوود ريبورتر»، أن الفيلم أقل شأناً من الأصلى، أما فى «الجارديان»، فوجد بيتر برادشو أن الفيلم رائع وممتع، متابعاً: «لكن فاتنى بساطة ووضوح الصور الأصلية المرسومة يدوياً».
وذهب أحد النقاد فى موقع «إيه فى كلوب» المتخصص فى مراجعات الأفلام، إلى وصف الفيلم بأنه عمل فنى خالٍ من الروح، قائلاً: «إننا نشاهد تنفيذاً أجوف لأحد الأفلام الرائجة، ونعتمد على عاطفة الجمهور المحددة مسبقاً للنسخة السابقة منه».
وأشار شون بيلى، رئيس الإنتاج فى «ديزنى»، إلى أن المؤثرات المرئية المستخدمة فى الفيلم تُعد شكلاً جديداً من أشكال صناعة الأفلام، حيث تم استخدام بعض التقنيات التى يطلق عليها تقليدياً الرسوم المتحركة ولكنها تجعل العمل أقرب إلى التصوير الحى، لمحاكاة الواقع الافتراضى.
وفى تصريحات لصحيفة الـ«تلجراف»، قال المخرج جون فافرو إن صانع الأفلام الوثائقية ديفيد أتينبارا كان له تأثير كبير فى صناعة الفيلم، موضحاً: «كنت حريصاً على أن تبدو الحيوانات فى الفيلم واقعية قدر الإمكان، لذا اعتمدت على أفلام وثائقية خاصة بـ(BBC) لديفيد أتينبارا، كمصدر إلهام لمحاكاة السلوك الحيوانى الطبيعى، وعملنا على تقديم إرشادات للرسامين لإنشاء لقطات أكثر تفصيلاً، المزج بين جودة العرض والتقنيات التى نستخدمها يعطى شعوراً بأن ما تشاهده ليس مؤثرات بصرية، بل عالم واقعى للغاية، تشعر بالواقعية كما لو كنت تشاهد كائنات حية، وهذه هى الخدعة هنا لأننى لا أعتقد أن أى شخص يريد رؤية نسخة رسوم متحركة جديدة من الأسد الملك».
الفيلم يحقق فى الصين 13٫4 مليون دولار فى أسبوعه الأول
وعلى جانب الإيرادات يسير «The Lion King» على الطريق الصحيح ليصبح واحداً من أنجح أفلام «ديزنى» تحقيقاً للإيرادات، فى أول عرض له فى الصين قبل أسبوع من عرضه الأول فى الولايات المتحدة، حقق الفيلم 13.4 مليون دولار، وهذا يتجاوز بالفعل إجمالى «Toy Story 4» على مدار ثلاثة أيام، وذلك وفقاً لمجلة «فارايتى».