جف الورد وبقى الأثر فقط، أركان معرض الزهور الخاص به، الكائن بمنطقة دوران شبرا، تنطق بالكثير من الحكايات التى يأبى صاحبها الستينى نسيانها، محمد على إسماعيل، صاحب أقدم معرض للزهور بمنطقة شبرا، يتذكر معرضه وهو مزيَّن بالورود مختلفة الأشكال منذ أكثر من 60 عاماً، ويقاسم فكره الشارد بالماضى علامات الحزن التى تسكن ملامح وجهه بسبب خلو معرضه من الزبائن: «المعرض زمان كان ليه زبونه، الناس كان لازم ينزلوا يجيبوا الفطار هنا ويجيبوا فازة تتملى بالورد البلدى، دلوقتى المشهد ده اختفى».
وبحسب «محمد» فإن عائلته كانت تمتلك 4 معارض للزهور بشبرا، لم يتبق منها الآن سوى واحد فقط: «اتهدوا واتفتح بدل منهم محلات، زمان كان معظم زباينا من الخواجات»، يتحسر «محمد» بنبرة يملؤها الحزن على حالة الورود وعدم زراعة الورد البلدى بكثرة: «دلوقتى بقت الأفضلية للورد المستورد كله من هولندا، مفيش الورد بتاعنا إلا قليل، الكيماوى غلى والزراعة بقت مكلفة».
يروى «محمد» أنه تمر عليه أشهر طويلة، يبقى فيها جالساً على مقعده يتابع المباريات من شاشة تلفاز صغيرة داخل المحل: «بقعد بالـ4 شهور مش بعمل غير بوكيه ورد واحد، زمان كنت بعمل 60 بوكيه فى اليوم».
يتذكر فروع الورد الخاصة بالمواليد الجدد وهى عادة قديمة كان المصريون يهتمون بها: «دلوقتى بيشتروا ورد صناعى من درب البرابرة يعيش معاهم لحد ما يجيبوا المولود التانى، أو يدبحوا عقيقة، محدش بقى يهتم بالمعرض ولا بالورد القديم زى زمان».
تعليقات الفيسبوك