مكتبة البرلمان.. شاهد على عراقته وتاريخه
قبة البرلمان
مكتبة مجلس النواب، أحد الشواهد على حكايات عديدة شهدها البرلمان على مدار تاريخه، بغرفتيه "مجلس الشعب والشورى"، وفقا لاسميهما السابقين.
بمجرد دخولك إلى هذا المكان، تستطيع استحضار كل الشخصيات التى أثرت الدولة المصرية والبرلمانية على مدار الأزمنة الماضية.
تحتوي المكتبة الموجودة بمبنى المجمع التابع لملحقات البرلمان المصري، عددا ضخما من الكتب القانونية المصرية والأجنبية، كما تضم اختيارات مميزة لبعض الكتب الخاصة برؤساء البرلمانات السابقة، وكذلك جميع المضابط التي تعكس العمل البرلماني في مصر، باعتباره أقدم البرلمانات في الوطن العربي.
يرجع تاريخ نشأة البرلمان إلى الخديوي إسماعيل عام 1866، حيث أسس أول برلمان نيابي عرف باسم مجلس الشيوخ، واستدراكا من المشرع بأهمية تسجيل وحفظ ما يدور تحت قبة البرلمان تم إنشاء مكتبة البرلمان، التى عرفت عام 1957 باسم "مكتبة مجلس الأمة"، ثم تغير اسمها لتصبح "مكتبة مجلس الشعب" عام 1971، ومنذ عام 1989 أضيفت للمكتبة إدارة أخرى وأنشئ قطاع المعلومات.
تضم المكتبة البرلمانية مضابط الجلسات التي تؤرخ حقب زمنية متعددة، المسطر عليها كثير من الحكايات والحكايات لنواب أثروا الحياة البرلمانية.. تستطيع أن تلتقط مضبطة هامة تحتوي على خطاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات عقب إعلانه توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأثرها على تحقيق السلام بالمنطقة.
مضبطة ثانية يعترف فيها الرئيس السادات بأنه أخطأ في التعامل مع جماعة الإخوان، وربما المحب للعمل البرلماني يتحمس لقراءة الهوامش التي تضمها تلك المضابط والتي تم رصدها بعناية من إدارة المضابط بالبرلمان، وهي إحدى الإدارات المختصة بتدوين وكتابة كل ما يدور تحت قبة البرلمان.
وتعد مكتبة البرلمان المصري أحد أكبر المكتبات البرلمانية في العالم العربي، حتى أن طلبة العلم والقانون كثيرا ما يلجأون لها طمعا فى الحصول على معلومة تفيد في الدراسة أو البحث الذين يعدونه.
وخلال السنوات الماضية ضُم إليها قطاع المعلومات، ويضم ثلاثة طوابق الثالث والرابع والخامس من مبنى المجمع.
وخلال الفترة الماضية، حرصت الأمانة العامة لمجلس النواب إلى تحويل هذه المكتبة بما تحمله من كنوز العمل البرلماني إلى مكتبة رقمية، كما شددت إجراءات الحصول على نسخة مصورة من هذه المضابط، حفاظا على هذا الإرث الذي يجسد التطور الذي شهدته الحياة النيابية في مصر.