كيف يرى نواب البرلمان ثورة 23 يوليو؟
ثورة 23 يوليو
67 عاما مرت على قيام ثورة يوليو التي أزاحت عصرا من الملكية والاستبداد، ليحل محلها عصر امتلك فيه المصريين زمام أمورهم.. فكانت لهذة الثورة السبق فى استعادة المصري لكرامته التى نهبت بسبب سطوة الأسرة المالكة على مقدرات الدولة.
وقامت الثورة على عدة مبادئ، أهمها القضاء على الإقطاع، والاستعمار، وسيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة، وبناء جيش وطني، وتميزت هذه الثورة أنها كانت ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء، وقدمت وجوها وطنية شابة اجتمعت على حب هذا الوطن.
وفى الآونة الآخيرة انتشرت "بوستات" زائفة، وصورا تتحدث عن جمال مصر ونهضتها فى عصر الملكية على غير الحقيقة، وهو ما يؤكده عددا من نواب البرلمان.
وقال النائب كمال أحمد عضو مجلس النواب لـ"الوطن" إن من لايقرأ لايعرف كيف كان حال المصريين قبل ثورة 23 يوليو، فالحقائق كلها تشير إلى أن المصريين لم يذوقوا طعم الحياة الحقيقية إلا بقيام الثورة، بعد أن قاد الضباط حركة التحرر لشعب ذاق كل أنواع الذل على يد إقطاعيين استحلوا مقدرات الوطن.
وأشار إلى أنه لأول مرة تشهد مصر ثقافة جمهرة السلطة، والتي كانت تقتصر على الآثرياء وأبنائهم. وتساءل: "هل المتشدقون بأيام الملكية يعرفون حقيقتها كاملة؟ لم تكن المسألة تندرج فقط على شوارع نظيفة، ولكن ابحث عن الحقوق المهدرة لشعب تكبد كل أنواع الشقاء، فكان الفلاح يعيش داخل الزريبة مع الماشية، وانتشرت الأمراض ومن بينها السل، وربما يرجع ذلك إلى نقص الرعاية الصحية وعدم وجود مستشفيات لخدمة الفقراء، فكانت المستشفيات لايدخلها إلا علية القوم".
وتابع: "هل راجع من تحدثوا عن الملكية كيف عانت مصر من الاحتلال على مدار 72 عاما، وكيف كان حال الأحزاب السياسية المهلهلة مابين خضوعها للملك أو لللاستعمار".
وشدد أحمد، على أن ثورة يوليو كانت ملهمة للطبقات الفقيرة، الذين راحوا يبحثون عن العلم، لتنخفض بموجبه وعلى مدار سنوات نسب الأمية بين المصريين.
وقال إن الثورة أعادت حقوق العمال والفلاحين، وأصبح للمصريين تأمينا صحيا لأول مرة، ومستشفيات مجانية للعلاج، وحظيت المرأة باهتمام بالغ، وفى دستور 1956 لم يكتف فقط بمساواة الرجل والمرأة في الانتخابات، والتصويت، بل وضع قوانين العمل والإجازات التي تكون في صالح المرأة، ونص على أن الدولة تساعد المرأة على الجمع بين مسئوليتها وواجابتها الأسرية والعمل.
ومُثلت المرأة لأول مرة في البرلمان بـ4 نائبات، حسب النائب، وعينت كذلك أول وزيرة مصرية للشئون الاجتماعية، وهي حكمت أبو زيد.
وقال الدكتور صلاح حسب الله المتحدث باسم مجلس النواب، لـ"الوطن" إن الثورة كانت بمثابة انتقال مختلف لإدارة الدولة المصرية من دولة ملكية إلى جمهورية، الشعب فيها سيد قراره.
وأضاف أنه بموجبها تحقق الكثير والكثير من المكتسبات على كافة المستويات.
وقال النائب تامر عبد القادر عضو لجنة الثقافة والآثار والإعلام بمجلس النواب، إن ثورة 23 يوليو مثلت الانطلاقة الحقيقية لاسترداد العزة والكرامة للمصريين، فكانت بداية حقيقية للقضاء على الفساد والظلم والاستبداد الذي عانت منه مصر والمصريين على يد قوات الاحتلال لسنوات.
وأشار إلى أن الحماية الاجتماعية للمصريين لم يعرفوها قبل ثورة 23 يوليو، والتي أزاحت الستار أمام أبناء الفقراء والبسطاء للالتحاق بالوظائف القيادية.