بالتفصيل.. تعرف على أسس فن الاستجواب في الجرائم الجنائية
أستاذ بأكاديمة الشرطة يشرح طريقة الحصول على الحقيقة
صورة ارشيفية
خلف جدران غرف التحقيقات المغلقة، وبعيدا عن الأعين، تدور معركة ذهنية بين 2، "المحقق، والمجرم أو المشتبه به"، وبينما يحاول الأخير التملص من جريمته أو نفي التهمة عنه، يسعى الأول جاهدا للوصول إلى الحقيقة، وما بين الهروب من الحقيقة و السعي وراءها، يتسع المجال لمبارزة ذهنية، يلجأ فيها المحقق إلى استخدام تقنية توجيه الأسئلة بغرض الوصول إلى الحقيقة.
"لا يُلقي المحقق في العادة، الأسئلة، جزافا، بل إن طرحها يخضع لضوابط معينة ومحكمة بشكل دقيق" بحسب اللواء دكتور عبد الوهاب الراعي، الأستاذ بأكاديمة الشرطة، بحيث يبدأ الأمر سهلا إذ يلتقي المحقق والمتهم أو المشتبه به، دون أن يعرف كلا منهما الآخر، وفورا تبدأ الهوة بينهما في الظهور، خاصة كلما تعمق التحقيق.
وقال الراعي إن المحقق في هذه الحالة، يكون مدربا على فن الاستجواب، وبالتالي تكون صياغة الأسئلة أمرا في منتهى الدقة، لافتا إلى أن عملية الاستجواب كلها تمر بعدة مراحل، وهي "التخطيط والتحضير" ثم "بناء علاقة ودية" وبعدها "السرد الحر" ثم "التوضيح والإفصاح" و"تقييم الاستجواب".
وشرح الراعي أن التحقيق يبدأ بالسماح للمتهم بالسرد الحر للواقعة، وما يعرفه عن الحدث محل التحقيق، دون مقاطعة، وذلك قبل طرح أي أسئلة، وتكون مهمة المحقق هنا، هي الإصغاء الفعال للحصول على سرد كامل ودقيق، وعقب ذلك ينتقل المحقق إلى استخدام عبارات محددة، مثل "قل لي، إوصف لي، حدد لي، اشرح لي، بالتفصيل، بالضبط".
وأوضح الأستاذ بأكاديمة الشرطة، أنه بعد ذلك، يتم الانتقال إلى مرحلة التوضيح والإفصاح عن المسائل ذات الصلة بالقضية، بطرح أسئلة مفتوحة واستقصائية، مثل التي تبدأ بـ"ماذا، ومتى، وكيف، ومن".
وأضاف عبد الوهاب الراعي، أنه على المحقق الحرص قبل البدء في التحقيق الجنائي، على أن يعرف جميع الأدلة المتاحة، وكل الاحتمالات البديلة لارتكاب الجريمة.