المؤتمر الشعبي اللبناني يحتفل بالذكرى 56 لـ"الجمهورية العربية المتحدة"
أحيا مجلس بيروت في المؤتمر الشعبي اللبناني الذكرى الـ٥٦ لقيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، باحتفال حاشد أقامه في مركز توفيق طبارة، وحضره حشد من الشخصيات تقدمهم محمد خواجة ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس الوفد، والمنسق العام لتجمع اللجان والروابط معن بشور على رأس وفد المستشار الإعلامي للسفارة المصرية صبحي عبدالبصير ممثلاً السفير المصري، ورئيس التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار، وعضو قيادة حزب الاتحاد المهندس علي صالحة، ونقيب الصحافة اللبنانية محمد بعلبكي، ومفتي فلسطين في الشتات الشيخ محمد نمر زغموت، ورئيس التنظيم القومي سمير شركس، وعدد من ممثلي الأحزاب والقوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية والشخصيات السياسية والاجتماعية والفعاليات الشعبية.
وبعد النشيد الوطني اللبناني، قدّم الكلمات مدير المركز الوطني للدراسات عدنان برجي، وتحدث كمال شاتيلا فأكد أن الاحتفال بذكرى الوحدة لأنها شكلت مجموعة الحلول للأمة التي جزأها الاستعمار والاستغلال حتى أصبح كل قطر عاجزاً عن تنفيذ التزاماته الصغرى وتحقيق التنمية الذاتية وحماية أمنه واكتفائه الذاتي دون الحاجة للأقطار العربية الأخرى مهما بلغت إمكاناته، خاصة وأن الإستعمار عمل على إقامة ديمقراطيات استعمارية في لبنان والعراق ومصر تتمثل بمجلس نيابي محكوم غربياً وممنوع من التكامل مع محيطه العربي، ودعم إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين، لذلك شكلت الوحدة رداً على الإستعمار والصهيونية والاستغلال، وهي مصلحة لكل الشعب العربي للنهوض والعدل الاجتماعي، وهذا ما تجسد باجتياح تيار القومية العربية للأمة بأكملها بعد انتصار جمال عبدالناصر على العدوان الثلاثي البريطاني-الفرنسي-الإسرائيلي عام 1956، فانتشرت ثورات التحرر العربي من المحيط إلى الخليج بشكل لا مثيل له، في حين لم تقدم الحركات الطائفية وبعض الليبراليين والقطريين أي شيء للنهوض بالأمة.
وشدد على أن المشاريع التي طرحت بعد كامب دايفيد ونكسات الانفصال وموجة العولمة بدلاً من المشروع الوحدوي العربي، لم تحقق التنمية والتحرر من الاستعمار الأمريكي والاحتلال الصهيوني، بل عملت طوال 40 عام على ترويج مقولات ضرورة عمل كل قطر عربي على تنمية ذاته، وإقامة نظام اقتصادي وحشي والاستعانة بمشاريع طائفية ومذهبية واستدعاء الاستعمار للتدخل في الشؤون العربية الداخلية، فهل هذه هي بدائل ناجحة لنهوض الأمة.
وأكد شاتيلا أن الأمل اليوم بثورة التي صححت مسار ثورة 25 يناير التي حاول الطائفيون واللوبي الأمريكي الاستئثار بها وتدمير وحدة مصر وعروبتها واستقلالها، فانتفض الشباب المصري بقيادة حركة تمرد ومعه الشعب المصري في 30 يونيو بالملايين وانحازت إليهم القوات المسلحة التي كان لها الدور الأساسي في نجاح الثورة، مشيراً إلى أن ما تواجهه مصر من حلف أميركي- صهيوني- تركي- أطلسي مع حركات طائفية ومنظمومة إعلامية كونية ستنتصر عليه ثورة 30 يونيو وعلى مشروع الشرق الأوسط الكبير.
وقال إن "الثورة جاءت لتعيد الوحدة الوطنية لمصر بعد محاولات إثارة النعرات الطائفية والعصبيات والتقسيم وتهجير الأقباط وغيرهم، كما يحاولون القيام به اليوم في سوريا ونجحوا فيه في السودان وليبيا"، متسائلاً من يستطيع هزيمة الشعب المصري المتمسك بحريته واستقلاله ووحدته ودستوره الحضاري الذي يؤكد على أن مصر جزء من الأمة العربية تسعى لوحدتها وتكاملها وتسعى لتحقيق أهدافها في ظل الوحدة بين الجيش والشعب، مؤكداً أن فكرة حركة تمرد المصرية بدأت الانتشار في الأقطار العربية، وهو ما يظهر الأهمية الكبرى لدور مصر ويؤدي لهزيمة مشرو ع الشرق الأوسط الكبير، مما يؤدي إلى تحول الولايات المتحدة من دولة عظمى إلى دولة كبرى، كما حول جمال عبدالناصر بريطانيا بعد هزيمة العدوان الثلاثي.
ورأى أن سوريا تتعرض لأكبر مؤامرة استعمارية صهونية لتقسيمها وإلغاء دورها في الصراع العربي الإسرائيلي، لكن معظم الشعب السوري صامد رغم مآسيه ومتمسك بالدولة الجامعة ضد كل أنواع الانفصال، وشدد على أهمية المقاومات العربية في لبنان وفلسطين والعراق لتسديد ضربات لمشروع الشرق الأوسط الكبير، مؤكداً أننا في مرحلة جديدة بدءًا من مصر التي تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وفي حال وصول المشير عبدالفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية فهذا لا يعني حكم الجيش لمصر لأن حكم العسكر والحزب الواحد انتهى في العالم بأجمعه، فالجيش المصري هو جيش الوطن وليس جيش شخص أو حزب، والدستور المصري واضح في تأكيده على النظام الديمقراطي، لافتاً إلى أن الأزهر الشريف تحوّل إلى منارة حصينة تدرّس المذاهب الإسلامية الخمسة الأساسية وترفض تدريس مذهب جديد أسميّه المذهب الأطلسي والذي يحمله المتطرفون والإرهابيون.