"السيسى" لـ"حميدتى": نساند خيارات الشعب السودانى لصياغة مستقبل بلاده
الرئيس «السيسى» خلال استقباله الملك «عبدالله»
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى الروابط الأزلية التى تجمع الشعبين المصرى والسودانى، والترابط التاريخى بين شعبى وادى النيل، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة، لافتاً إلى الموقف المصرى الاستراتيجى الثابت، الداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق، وحرص مصر على مواصلة التعاون والتنسيق مع السودان فى كل الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائى وخط السكك الحديدية، من أجل شعبى البلدين.
وأشار الرئيس خلال لقائه الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتى»، نائب رئيس المجلس العسكرى الانتقالى السودانى، إلى متابعته الحثيثة لكل التطورات الراهنة على الساحة السودانية، مؤكداً مساندة مصر لإرادة وخيارات الشعب السودانى الشقيق فى صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، واستعدادها لتقديم كل سبل الدعم للأشقاء فى السودان، لتجاوز هذه المرحلة، بما يتوافق مع تطلعات الشعب السودانى، بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وأعرب الرئيس عن ثقته فى قدرة الشعب السودانى ومؤسسات الدولة على استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن والحفاظ على مقدرات دولة السودان، مؤكداً أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمساعدة السودان الشقيق على تحقيق استحقاقات هذه المرحلة ومواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السودانى. وأوضح السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الفريق أول «حميدتى» نقل تحيات الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكرى الانتقالى السودانى، مؤكداً التقارب الشعبى والحكومى المتأصل بين مصر والسودان، ومشيداً بالدعم المصرى غير المحدود للحفاظ على سلامة واستقرار السودان.
كما استعرض نائب رئيس المجلس العسكرى الانتقالى، حسب المتحدث، تطورات الأوضاع فى السودان، والجهود المبذولة للتعامل مع المستجدات فى هذا الصدد، بما فيها التوقيع مؤخراً على الاتفاق السياسى الخاص بترتيبات المرحلة الانتقالية مع تحالف «الحرية والتغيير»، وأعرب عن تقدير بلاده لدور مصر الداعم للسودان، من خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقى، وهو ما يسهم بشكل فعال فى دفع الجهود القائمة لمؤازرة السودان على النجاح فى تحقيق استحقاق المرحلة الراهنة.
وأضاف المتحدث أنه «تم التوافق بين الجانبين على استمرار التنسيق المشترك، والتشاور المكثف بهدف التباحث حول أفضل السبل للمساهمة فى التعامل مع المستجدات الراهنة على الساحة السودانية، سعياً نحو إيجاد رؤية واضحة وطويلة الأمد لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين للشعب السودانى».
الرئيس وملك الأردن يؤكدان أهمية استئناف مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط وفقاً للمرجعيات الدولية
وفى سياق آخر، أكد الرئيس، عقب استقباله الملك عبدالله الثانى، عاهل الأردن، اليوم، استمرار التشاور بين الجانبين، ومواصلة تعزيز العلاقات الثنائية على شتى الأصعدة، كما ثمن الرئيس مستوى التنسيق القائم بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربى المشترك، بما يسهم فى التصدى للتحديات المتعدّدة التى تواجه الأمة العربية فى المرحلة الراهنة.
وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأنه عقب انتهاء مراسم الاستقبال، عقد الرئيس جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردنى، تلتها جلسة مباحثات موسّعة ضمت وفدى البلدين. وشهد اللقاء استعراض مستجدات عملية السلام فى الشرق الأوسط، حيث تم تأكيد أهمية تكثيف جهود استئناف المفاوضات، وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما تباحث الجانبان حول الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
واستعرض الزعيمان كذلك الجهود الجارية لتسوية الأزمات القائمة فى عدد من دول المنطقة، خاصة فى سوريا وليبيا واليمن، حيث تم تأكيد الدعم للمؤسسات الوطنية بهذه الدول، وصولاً إلى تسوية سياسية توقف العنف وتحسن الأوضاع الإنسانية، وأشاد العاهل الأردنى بدور مصر المحورى فى المنطقة، وجهودها فى ترسيخ الاستقرار ومواجهة الإرهاب، وأضاف المتحدث أن اللقاء شهد تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات.