ساحة اعتاد الصغار اللعب فيها منذ الصباح الباكر وحتى غروب الشمس، غزتها فجأة مواسير صرف صحى متراصة فوق بعضها بأعداد كبيرة وأحجام أكبر، المشهد كان لافتاً لنظر الأطفال، وقرروا اللعب فيها، مستغلين عدم وجود أفراد حراسة أو عائق يمنعهم من الوصول لها، حتى وقعت الكارثة بسقوط «عاطف» ضحية للإهمال، قبل أن يلتحق بالصف الأول الابتدائى.
حسرة كبيرة انتابت أهالى قرية صان الحجر بالشرقية، وتحولت ساحة لعب الأطفال إلى سرادق عزاء كبير، بعد أن فقدوا عزيزاً على قلوبهم فى لحظة، وبحث الأب عن وسيلة ليأخذ المتسببون فى الواقعة جزاءهم، بمجرد دفن ابنه.
منتشرة فى شوارع قرية "صان الحجر" بالشرقية.. وتزن أكثر من 600 كجم
«كيف يمكن لشركة ترك عشرات المواسير تزن الواحدة منها أكثر من 600 كجم وبارتفاع 3 أمتار فى الشارع دون رقيب؟»، سؤال طرحه ببكاء شديد عبدالرحمن حسينى، والد الطفل «عاطف»، مؤكداً أن كلامه ليس بسبب فقد «ضناه» وتجرع مرارة الفراق، وإنما تفادياً لوقوع حوادث أخرى فى القرية، أو أماكن أخرى تشهد نفس الإهمال، مطالباً بمعاقبة المقصر على الفور: «وجود المواسير كان جذاباً للأطفال، التف حولها 10 منهم، لا يدركون خطورة الوضع، ثم سقطوا جميعاً، وعناية الله أنقذتهم، ما عدا ابنى عضمه اتكسر، لأن المواسير وقعت عليه».
يحكى الوالد أن أهالى القرية لم يستطيعوا رفع الماسورة من فوق «عاطف» لضخامتها، وأسرعوا به إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة قبل أن يصلوا: «للأسف إلى الآن لم يحاسب أحد»، والغريب انتشار المواسير فى المكان منذ أكثر من أسبوعين، ويضاف إليها المزيد كل يومين، دون البدء فى أعمال التركيب، أو وضع كشك للحراسة، أو حتى تنبيه الأطفال: «الأهالى طوال ساعات النهار يسعون للرزق، ويصعب التحكم فى أطفال القرية، ومنعهم من اللعب».
تعليقات الفيسبوك