جد الطفلة ضحية زوجة أبيها: تفننت في تعذيبها.. وسأقتص من ابني بالقانون
الطفلة الضحية
بنبرات ممزوجة بالحزن والقهر، لم تتوقف الطفلة الصغيرة "هبة" عن البكاء تتحسس أماكن "الوجع" في جسدها نتيجة تعذيبها على يد زوجة أبيها حرقا وضربا وركلا، تتذكر أنها لم تعد تقوى على اللعب مرة أخرى، نتحدث عن هبة السعدني، 8 سنوات، ابنة قرية الشعراء بمحافظة دمياط ضحية الظلم والوحشية.
"الوطن" تحدثت مع أقارب الضحية وجيرانها، الذين حرصوا منذ اللحظة الأولى على الالتفاف حولها وعدم تركها مقدمين لها كافة سبل الرعاية والدعم قدر الإمكان. تقول مها فهمي سالم، 49 عاما، إحدى أقارب الضحية لـ"الوطن": "كانت هبة تقيم معنا وبعد ذلك طالب والدها إقامتها معه بعد وفاة جدتها، وقال لنا زوجتي ستتولى تربيتها وكان متزوجا حديثا، والطفلة كانت قد أقامت معي نحو 6 سنين قبل أن تنتقل للعيش مع زوجة أبيها التي كانت تعذبها دائما".
وتابعت: "سبق وقامت الزوجة في أخر مرة بضربها بالحزام على رأسها ما تسبب لها في إصابات عديدة، علاوة على لكمها في وجهها، وتعرضها للضرب المستمر على يديها وقدميها خلاف ظهرها الذي بات كله مشوره بآثار الضرب والحرق والعقر، كانت تخشى البنت الإبلاغ عن زوجة أبيها خشية التعدي عليها، حاول جدها أخذها من المدرسة ذات مرة، خشيت البنت الذهاب معه لكي لا تعلم زوجة أبيها وتعذبها مجددا".
وطالبت "مها" الجهات المعنية بالتحقيق وإعادة حق الطفلة الضحية، خاصة وأنها كانت ستلفظ أنفاسها الأخيرة حيث ربطتها زوجة أبيها قبل وصولها لجدها هربا، وبرقبتها حبل يطوقها، عندما رآها جدها لم يتعرف عليها من آثار التعذيب، وبعدها توجه بها إلى مركز شرطة دمياط لتحرير محضر بالواقعة.
الجد: ملامح حفيدتي تشوهت من التعذيب.. لم أستطع التعرف عليها
ويلتقط محمد عمر الهواري، 52 عاما، سائق، أحد أفراد العائلة، طرف الحديث قائلا: "زوجة أبيها دائمة تعذيبها بعدما ما أخذتها وحاولنا أخذها لتربيتها معنا مرارا وتكرارا، فكان رد أبيها دائما عدم الموافقة وعدم تصديقه لما نقوله عن زوجته من تعذيبها لابنته".
والدة الطفلة تنازلت عن حضانتها مقابل 7 آلاف جنيه
أما رضا السعدني جد الطفلة فيروي تفاصيل الاعتداء على حفيدته، قائلا: "أول أمس التقيت (هبة) على السلم لم أعرفها بسبب تغير ملامحها بشكل كامل نتيجة التعذيب حيث كان جسمها كله متورم وتغير لونه للأزرق، وبات شكلها غريبا عليّ، زوجة أبيها لم تكن تمل من تعذيبها لمطالبتها للقيام بعمل البيت من غسيل المواعين والملابس والكنس والمسح وخلافه، بينما تلهو هي على الإنترنت، حينما واجهت الأب بما حدث لابنته، قال: (أنا مشفتش حاجة دي أول مرة أشوفها قبل كدة)، وللأسف والدها وزوجته يتعاطيان المخدرات وطلق زوجته الأولى لخلافات عائلية لتعيش معي الصغيرة منذ كان عمرها عام ونصف، حتى تخطت الست سنوات لتعيش مع أبيها بعد زواجه من زوجته الحالية، لتتزوج أمها من شخص آخر وتقيم بمسقط رأسها بالسنبلاويين محافظة الدقهلية بعد تنازلها عن طفلتها الرضيعة التي لم يتخطى عمرها حينذاك عام ونصف مقابل 7000 جنيه، تحصلت عليهم من أبيها الذى تزوج بأخرى لم تترك فن من فنون التعذيب الا وكيلته لحفيدتي".
اتهم الجد نجله وزوجته في محضر رسمي بمركز شرطة دمياط بالشروع في قتل حفيدته، "أنا مش عايز غير تطبيق أقصى عقوبة عليهم مع ضم حضانتها ليّ، أنا أهل بتربيتها ولن أتخلى عنها، ولن يهدأ لي بال قبل محاكمة المتهمين بتعذيب حفيدتي والشروع في قتلها، حتى لو كان المتهم نجلي".