صبيحة يوم عرفه تكتسي الكعبة المشرفة بثوبها الجديد، بلونه الأسود والخيوط الذهبية التي كتب عليها آيات قرآنية وكلمات الحمد والثناء، وهو حدث ينتظره المسلمون في جميع بقاع الأرض، ولا يتكرر إلا مرة واحدة سنويًا.
تقليد مصري
ظلت صناعة كسوة الكعبة تقليدا مصريا لقرون طويلة، وكانت تصنع بحي الخرنفش في القاهرة، وتنسج من الحرير الأسود المنقوش عليه آيات قرآنية من ماء الذهب، ثم تولت المملكة العربية السعودية تلك الصناعة من العام 1962.
ويعتبر المسلمين ان المشاركة في تلك الصناعة هو شرف وفخر، فهي واحدة من التقاليد الإسلامية التي قام بها الرسول في حجة الوداع، وحرص على أدائها الخلفاء الراشدون، ثم الملوك والرؤساء على مر العصور.
كسوة الكعبة
باستخدام التقنيات الحديثة والأدوات التقليدية والعمل اليدوي، تصنع كسوة الكعبة التي تحتاج إلى 675 كيلو جراما من الحرير الأسود الخام للجزء الخارجي والأخضر للبطانة الداخلية، و100 كيلو جرام من خيوط الفضة المطلية بماء الذهب، و120 كيلو جرام من خيوط الفضة الخالصة، لكتابة الآيات القرآنية المنقوشة، وتتكلف المملكة ما يقرب من 24 مليون ريال سعودي، أو ما يعادل 6.4 مليون دولار.
ويكتب على كسوة الكعبة، جمل دينية مثل "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، "الله جل جلاله"، "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، "يا حنّان يا منّان"، وسورة الإخلاص، بشكل جمالي وبارز، بزخارف كوفية.
العمل اليدوى
ويقول أحمد بوعنتر وكيل العلاقات العامة في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، إن صناعة الكسوة بدأت داخل المملكة رسميا عام 1962، ويتم استخدام الآت الحديثة إضافة إلى العمل اليدوي، لعدم وجود آلات قادرة على نقش الحروف بالشكل البارز المعروف من الكسوة، وفقا لما صرح به لإذاعة مونت كارلو الدولية.
ويعمل نحو 100 شخص في تصنيع الكسوة والستارة التي توضع على باب الكعبة، والصمديات وهي التصاميم التي توضع على الأركان، ويتم كتابة سورة الإخلاص.
يبدأ الخطاط برسم الأشكال والآيات، ثم ينسج العامل فوق الخطاط، ويعتبر أصعب الحروف في كتابتها هي الهاء والواو، لكن مع الخبرة يمكن إتقانها، ويستمر العمل لمدة 9 أشهر.
بعد الانتهاء من صناعة الكسوة يقام احتفال سنوي في مصنع كسوة الكعبة، وتسلم إلى كبير سدنة البيت، ويتم استبدال الكسوة.
ويتم تعيين فرقة كاملة في الحرم على مدار الساعة، للتعامل مع أي تلفيات تحدث للكسوة الجديدة، حيث يقوم البعض بتعليق فيها أو قص أجزاء منها للتبرك أو للذكرى.
مصير الكسوة القديمة
وتقام المملكة بتقطيع الكسوة القديمة، ويتم إهدائها إلى الملوك والرؤساء، في المناسبات والاحتفالات الدولية.
ويقوم العمل حاليا على قدم وساق في الحرم المكي استعدادًا لارتداء الكعبة ثوبها الجديد، قامت لجنة الفحص ومعاينة كسوة الكعبة المشرفة للعام الجديدة لعام 1440 التى سوف تكسى بها، لتستقبل أول أيام عيد الأضحى، حيث تم التأكد من تثبيت القطع المذهبة في أماكنها الصحيحة وطريقة سلامة أطرافها فنيا، إضافة إلى أخذ القياسات اللازمة للكسوة من كل جانب من جوانبها وستارة باب الكعبة المشرفة، ، وفقا لوكالة "واس" السعودية.
تعليقات الفيسبوك