إسلاميون: عودة التنظيم الخاص للإخوان تثبت فقدان الجماعة لـ«البوصلة»
قال عدد من قيادات تيار الإسلام السياسى إن عودة التنظيم الخاص لجماعة الإخوان فى صورة حركات شبابية عنيفة بعد ثورة 30 يونيو، تعود جذورها إلى أفكار سيد قطب، القيادى الإخوانى الذى حكم عليه بالإعدام فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكتاباته التى كفّرت المجتمع وروجت لذلك بين شباب الإخوان جيلاً بعد جيل.
وقال خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، لـ«الوطن»، إن حركات «مولوتوف والجلاشة وولع» وغيرها تكشف فقدان الإخوان البوصلة الحقيقية، على الرغم من أن التاريخ أثبت أن الصدام بين الحركات الإسلامية والدولة لا يأتى فى صالحها أبداً، وإنما يمنح المتربصين بهذه الحركات فرصة للتخلص منها.
وأكد «الزعفرانى» أن جماعة الإخوان كانت تتشدق بالسلمية منذ عقود، على الرغم من أن تاريخها عبارة عن سلسلة صدامات مع السلطة، بدءاً من الملك فاروق والرؤساء السابقين جمال عبدالناصر و«السادات» وحسنى مبارك، وبعد ثورة يناير دخلت فى صدام هو الأكبر فى تاريخ الحركة الإسلامية مع مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء وأجهزة حكومية. وأضاف: «تنظيم سيد قطب للإطاحة بنظام عبدالناصر، هو تنظيم مسلح، وقد أقر بذلك قطب وتلاميذه فى أكثر من مناسبة، لكن التنظيم ضبط فى أولى مراحل تكوينه وتسليحه، أما المجموعات الحالية فتتسم بالفردية فى الأداء والتخبط فى الأهداف والتكتيكات، وهو ما يرجع إلى انفصال رأس الجماعة عن جسدها بعد اعتقال وهروب كل قادتها إلى قطر وتركيا ولندن».
وقال الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى السابق فى الجماعة الإسلامية، صاحب فكرة المراجعات ووقف أعمال العنف عام 1997، إن أبرز خطأ تقع فيه الحركات الإسلامية ومنها الإخوان، هو اللجوء إلى تكوين ما يسمى الجناح العسكرى أو التنظيم الخاص، ليمارس العنف والقتل والاغتيال. وقال سيد أبوخضرة، رئيس جمعية أنصار الشريعة، القيادى بالسلفية الجهادية، إن المجموعات الشبابية التى تعمل على حرق السيارات واستهداف الضباط تختلف نوعياً عن أساليب واستراتيجيات التنظيم الخاص للإخوان تاريخياً. وقال الشيخ محمود صابر، أحد مشايخ الجمعية الشرعية بالإسكندرية، إن الانطلاقة الثالثة للتنظيم الخاص للإخوان بدأت من الإسكندرية، عام 1967، وكانت الأولى فى 1946 والثانية فى 1964، فى العاصمة، وكان مركزها مسجد الحجاج بن الثقفى فى منطقة غيط الصعيدى. وأضاف «صابر»: «جمع الشيخ محمد بسيونى، أحد مشايخ جمعية أنصار السنة المحمدية وقتها، عدداً من شباب المرحلة الثانوية وطلاب الجامعات، لتدارس رسائل حسن البنا وكتب سيد قطب، واستخدم الشيخ طلال الأنصارى، حين كان طالب ثانوى بمدرسة الناصرية الثانوية، وأنشأ كتلة صلبة للتنظيم قبل أن يقبض عليهم فيما بعد».