الأمم المتحدة: التغير المناخي يهدد إمدادات الغذاء في العالم
منظمة"الأمم المتحدة"-صورة أرشيفية
ذكر تقرير جديد للأمم المتحدة، اليوم، أن موارد الأراضي والمياه في العالم يتم استغلالها بمعدلات غير مسبوقة، إلى جانب ظاهرة التغير المناخي ليؤدي العاملان معا إلى ضغوط شديدة على قدرة البشرية على إطعام نفسها.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن التقرير الذي أعده أكثر من 100 خبير من 52 دولة ونشر بشكل موجز في جنيف اليوم، توصل إلى أن النافذة التي يمكن التصدي من خلالها للتهديد آخذة في الانغلاق بسرعة، حيث يعيش نصف مليار شخص بالفعل في أماكن تتحول إلى صحراء، وتتآكل التربة أسرع مما تتشكل بمعدل يتراوح ما بين 10 إلى 100 ضعف.
وأضاف التقرير، أن التغير المناخي سيؤدي إلى جعل هذه التهديدات أكثر سوءا، حيث تهدد الفيضانات والجفاف والعواصف وغيرها من الأحوال الجوية القصوى إلى تعطيل الإمدادات الغذائية العالمية وتقليصها بمرور الوقت، وبالفعل لا يزال أكثر من 10% من سكان العالم يعانون من سوء التغذية.
وحذر بعض القائمين على التقرير في تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، من أن نقص الأغذية قد يؤدي إلى زيادة موجات الهجرة عبر الحدود.
وقالت سينثيا روزنزويج، عالمة الأبحاث البارزة في معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، إحدى القائمين الرئيسيين على التقرير، إن هناك خطرا يتمثل تحديدا في أن الأزمات الغذائية يمكن أن تنشأ في عدة قارات في آن واحد، لافتة أن هذا الخطر يتزايد.
لكن التقرير الأممي قدم - كذلك - قدراً من الأمل، حيث حدد مسارات لمعالجة أزمة الغذاء التي تلوح في الأفق، على الرغم من أنها تتطلب إعادة تقييم كبرى لاستخدام الأراضي والزراعة في أنحاء العالم وكذلك سلوك المستهلكين.
وتشمل المقترحات زيادة إنتاجية الأراضي، والتقليل من إهدار الطعام وإقناع المزيد من الناس بإبعاد أنظمتهم الغذائية عن الأبقار وغيرها من أنواع اللحوم.
وصدر التقرير الملخص، اليوم، عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي مجموعة دولية من العلماء أسستها الأمم المتحدة وتجمع مجموعة واسعة من البحوث القائمة لمساعدة الحكومات على إدراك التغير المناخي واتخاذ القرارات السياسية.
وصدر عن اللجنة سلسلة من التقارير المتعلقة بالمناخ، بما في ذلك تقرير العام الماضي عن العواقب الوخيمة المتوقعة إن ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فحسب، فوق مستوياتها خلال عصر ما قبل الثورة الصناعية، بالإضافة إلى تقرير قادم عن حالة محيطات العالم.