مدير جودة"نوفال": الحصول على العلامة أصعب من "الأيزو"
المهندس وائل يتحدث لـ«الوطن»
بوابة حديدية كبيرة، تعلوها لافتة مكتوب عليها بالعربية والإنجليزية «نوفال» للأدوات المنزلية، يجلس إلى جوار البوابة أفراد الأمن مرتدين زياً موحداً، أما فى الداخل فالحركة مستمرة طوال اليوم، وأصوات الماكينات لا تنقطع وتتواصل كاللحن الموسيقى الجذاب.
الشركة التى حصلت على علامة «بكل فخر صُنع فى مصر» قبل عامين، تنقسم إلى 5 مبانٍ كل منها مخصص لمنتج معين، وفقاً لكلام الحسين محمد، رئيس قطاع الجودة بالشركة، الذى أكد أن حصول منتجاتهم على هذه العلامة لم يكن أمراً سهلاً رغم تطبيقهم معايير الجودة وحصولهم على أكثر من شهادة معتمدة دولياً من بينها شهادة الجودة الشاملة وشهادة السلامة والصحة المهنية، وبرر ذلك بأن إجراءات مركز تحديث الصناعات لتقييم مصنعهم كانت أشمل وأقوى وأكثر دقة: «إحنا تعبنا جداً عشان ناخد العلامة، وكان الحصول عليها أصعب بكتير من شهادات الأيزو اللى أخدناها لأنهم كانوا بيفحصوا كل حاجة موجودة فى المصنع وبيراجعوها ولو فيه أى حاجة حتى ولو بسيطة بيطلبوا منا تعديلها».
6 أشهر كاملة احتاجها «الحسين» لتجهيز كافة متطلبات مركز تحديث الصناعة قبل تقييمه، حيث قام بمجرد سماعه عن العلامة ومميزاتها بتجهيز ملف يضم كل المستندات والأوراق المتعلقة بشركته ومنتجاتها المتنوعة بين أدوات منزلية وأجهزة كهربائية بسيطة، ووفقاً لكلامه تحتاج لجنة التقييم إلى تحديد المواد الخام المستخدمة ونسبها فى كل منتج، ومراحل إنتاجه، بجانب معايرة الماكينات المستخدمة فى صناعته ومدى صلاحيتها، بجانب ملفات خاصة بالموظفين والفنيين داخل الشركة للاطلاع عليها والتأكد من وجود عقود ثابتة بينهم من ناحية، والتدريبات التى حصلوا عليها خلال فترة وجودهم داخل الشركة من ناحية أخرى.
أضاف: «العلامة تعنى تطبيق نظام الجودة الشاملة وده مش بيركز على جودة المنتج فقط ولكن هى متخصصة بمراجعة النظام الكامل للمؤسسة، وتلزم مديرها بتطبيقها بمجرد حصوله عليها، لأنها تطلع على اللائحة التنفيذية للمصنع، والإجراءات المتعلقة بالمبيعات، وتطالب المنتج أن يكون عنده خطة لتسويق منتجاته وتطويرها، يعنى بتخلينا نبص للمستقبل ومانكتفيش باللى بننتجه حالياً».
وتابع «الحسين»: هناك بنود عديدة يجب توافرها فى أى شركة حتى تتمكن من الحصول على العلامة، من بينها وجود رؤية ورسالة وأهداف واضحة للمؤسسة والمصادر الداخلية والخارجية التى تؤثر على عملية الإنتاج فى المصنع والأطراف المهتمة بالمنتج، بجانب وجود دراسة متكاملة للبيئة المحيطة بالمصنع لمعرفة مدى تأثير العوامل الجانبية على البيئة والعمالة الموجودة، وهو الأمر الذى يميز بين شهادة «بكل فخر صُنع فى مصر» وغيرها من الشهادات.
وواصل: «اللجنة طلبت منا تقريراً بطرق التخلص من مخلفات المصنع ومدى خطورتها على البيئة المحيطة به وإزاى بنتجنب خطورة أى عملية تصنيع بها، لأن المركز قبل منحنا العلامة كان هدفه توفير بيئة متكاملة خالية من المؤثرات السلبية على عملية الإنتاج أو على العمالة»، مشيراً إلى أنه كان من ضمن بنود الحصول على العلامة القيام بإجراء قياسات بيئية للمصنع من الداخل للتأكد من تحقق السلامة والصحة المهنية، وكذلك للبيئة الخارجية فى أحد المراكز المعتمدة حكومياً.
وتابع: «جت لنا لجنة من المعهد العالى للتكنولوجيا، المعتمد من جهاز شئون البيئة، وعملوا كل القياسات اللى كان المركز طلبها منا بأحدث الأجهزة، زى قياس شدة الضوضاء وقياسات الهواء العامة والاهتزازات، وبعدها حصلنا على شهادة معتمدة منهم وقدمناها للمركز».
وقبل منحه العلامة قام «الحسين» باختبارات عديدة حيث يتطلب الحصول عليها إجراء اختبار من جهات معتمدة على المواد الخام التى تستخدم فى عملية التصنيع للتأكد من مطابقتها للمواصفات سواء المحلية أو العالمية، واختبار كل مرحلة من مراحل الإنتاج وصولاً للمنتج النهائى، وأوضح أن اللجنة تطلب وجود شهادة معايرة من المركز القومى للقياس والمعايرة للأجهزة والماكينات التى تستخدم داخل المصنع لضمان سلامة القراءات الخاصة به، مضيفاً: «بعض الأجهزة لو ماتمش تحديثها ممكن تدى أرقام متفاوتة وبالتالى ده هيأثر على المنتج ونسبة كل مادة فيه، فالمركز بيدفع المُصنع إنه يطور الماكينات اللى عنده لو فيها أى مشكلة، وده بيساعده بشكل غير مباشر فى الحصول على منتج عالى الجودة بمواصفات دقيقة تميزه عن أى مصنع آخر».
"الحسين": توقعنا 100% وحصلنا على 89%
«الحسين» وفر، حسب كلامه، كافة الشروط التى طلبها مركز تحديث الصناعات وتم تنفيذها داخل المصنع إلا أن تقييمه فى التقرير النهائى قبل منحه العلامة كان 89%، وعن هذه الخطوة، قال: «كنا متوقعين إننا هناخد 100% فى التقرير، لكن بعد ما اللجنة أجرت زيارة ميدانية للمصنع كان فيه بعض الملاحظات وبالفعل اشتغلنا عليها، وحالياً بنجدد العلامة مرة تانية».
"وائل": وجودها على المنتج يضمن حق المستهلك
والتقط منه وائل أحمد، مدير مصنع الأجهزة الكهربائية بالشركة، أطراف الحديث، بقوله إن وجود العلامة يضمن للمستهلك الحصول على منتج ذى جودة عالية وضمان وتكون له مراكز متخصصة للصيانة، مشيراً إلى أن كافة منتجاتهم يتم تصنيعها بالكامل داخل مصانعهم، بمواد خام محلية وأخرى مستوردة على حسب المنتج المطلوب.
أضاف: «لكل منتج خط إنتاج وأجهزة معينة داخل المصنع، فعلى سبيل المثال، الميكرويف يتم تصنيع الصاج والاستانلس والعيون والجسم الخارجى كل على حدة، ثم تدخل هذه الأجزاء قسم التجميع، وبعد تركيبه يتم تلميعه، وآخر مرحلة تكون التغليف بحيث يكون جاهزاً للبيع»، موضحاً أنه يقوم بعد كل مرحلة من مراحل الإنتاج باختبار خاص لها فى كل الأجهزة الكهربائية.