مدير شركة هندسية: المستقبل للمنتجات الحاصلة على "شهادة الفخر"
«شبيطة» يستعرض أحد منتجات مصنعه
بعد حصول مصنعه على مراجعة شهادة الجودة الشاملة «الأيزو»، نصحه والده بتقديم طلب لمركز تحديث الصناعات للحصول على علامة «بكل فخر صنع فى مصر»، لكنه فى البداية كان غير متحمس لها، باعتبارها شهادة محلية، حتى تصفح الصفحة الخاصة بالمركز على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ليفاجأ بوجود مصانع عديدة بعضها فى مجاله حصلت على العلامة، حينها قرر «نور شبيطة»، مدير عام الشركة الدولية للأعمال الهندسية، اتخاذ الإجراءات اللازمة حتى يصبح مصنعه المتخصص فى صناعة المنتجات الكهربائية ضمن قائمة المصانع الحاصلة على العلامة.
فقبل 5 أشهر تواصل «شبيطة» مع المركز بعدما تأكد أن مصنعه مستوف للشروط المبدئية للحصول على العلامة، لتحديد يوم معين لإجراء زيارة ميدانية للمصنع لمعاينته وتقييمه على أرض الواقع، لكنه لم يتمكن من الحصول على العلامة من أول مرة، بسبب وجود بعض الملاحظات التى تم رصدها من خلال فريق الخبراء، بحسب كلامه: «فوجئنا إن فيه ملاحظتين من اللجنة عن المصنع، أولهما كانت متعلقة بإدارة الموارد البشرية والأخرى بإدارة التسويق، وده لأن باعتبارنا شركة عائلية ما كانش فيه اهتمام بوجود إدارات عديدة داخل المصنع».
"شبيطة": ضوابطها أصعب من الشهادات الدولية والمعاينة على أرض الواقع وليست بمراجعة الأوراق فقط
لم يعلم «شبيطة» الذى يعمل بالشركة منذ 20 عاماً، أن إجراءات حصوله على العلامة ستكون أصعب من الشهادات المعتمدة دولياً التى حصل عليها من قبل، إذ فوجئ بأن فريق اللجنة لم يكتف بمراجعة الأوراق الخاصة بكل قسم داخل مصنعه، وإنما يتأكد من تطبيقها على أرض الواقع، وفقاً لكلامه: «لما شفت أول تقرير من اللجنة جالى إحباط لأنى كنت متوقع إننا هناخدها بسهولة، لكن والدى صمم إننا نكمل لأنه شايف إن المستقبل للمنتجات الحاصلة على العلامة، وبالفعل إحنا كنا أكتر ناس مستفيدين من اللجنة دى، لأن لما بيقول لنا على ملاحظة معينة كانت بتبقى فى محلها».
بعد انتهاء زيارة اللجنة لمصنعه، بدأ «شبيطة» فى وضع خطة لتسويق منتجاتهم فى الأسواق المحلية والعالمية بشكل أكبر بالتعاون مع المركز، بعدما كان يعتمد فى بيع منتجاته على بعض الزبائن التى كانت تتعامل مع والده من قبل: «كنا بنعتمد على اسمنا فى السوق وما بنعملش أى دعاية، فالعملاء بيتعاملوا معانا من سنين وعارفين شغلنا، لكن بعد زيارة اللجنة عرفنا إن ده ما ينفعش وإن لازم يكون فيه خطة تسويق واضحة نشتغل عليها»، إضافة إلى تفعيل قسم الموارد البشرية، باعتباره يمثل النسبة الأكبر من نجاح أى مؤسسة.
بعد مرور نحو 4 شهور على الزيارة الأولى للجنة، طلب «شبيطة» من المركز إجراء زيارة ميدانية للمصنع مرة أخرى بعد تعديل كافة الملاحظات التى كُتبت فى تقريرهم، حيث سعى الشاب الأربعينى خلال هذه المدة لإيجاد حلول وطرق لمعالجتها بما يتناسب مع متطلبات المركز للحصول على العلامة: «والدى خلانا نشتغل ليل ونهار على كل اللى طلبته مننا اللجنة، وبدأنا نحط لها خطط قابلة للتنفيذ، بحيث إنه مع الوقت يتم تفعيلها داخل المؤسسة، ولما جت اللجنة كان فيه تحسن كبير»، ويشير «شبيطة» إلى أنه فوجئ قبل يومين بـ«إيميل» من المركز يفيد بمنحه علامة «بكل فخر صنع فى مصر» ووضعها على المنتجات الخاصة به بداية من شهر أغسطس المقبل، حسبما قال: «وقتها حسيت إن العلامة دى مش مجرد شهادة بتتطبع على المنتج بس، لكن هتساعدنى كمُصنع إنى أطور المؤسسة بأكملها، بجانب أنها فتحت قدامى فرص لتسويق منتجى بشكل أكبر».
منتجات عديدة يُقدمها مصنع «شبيطة» تتنوع بين «لوحات كهربائية، ولوحات ضغط منخفض، ومفاتيح وبرايز»، ونظراً لخطورتها حال تصنيعها بشكل خاطئ، يجرى اختبارات عديدة لها داخل المصنع وفى الموقع بعد تركيبها للتأكد من سلامتها، وهو ما راجعته اللجنة على كافة خطوط الإنتاج، مضيفاً: «لو المنتج فيه أى مشكلة فى التصنيع ممكن يتسبب فى ضياع أرواح مواطنين، لأننا بنتعامل فى منتجات متعلقة بالكهرباء، فبنعمل اختبارات قبل ما نبدأ التصنيع ومع نهاية كل مرحلة، لحد ما نوصل للمنتج النهائى، وبعد ما يتم تركيبه بنختبره عشان نتأكد من خلوه من عيوب التصنيع»، وعن تكلفة الحصول على العلامة، يوضح «شبيطة» أنه دفع نسبة بسيطة من تكلفتها، نظراً لدعم المركز له، مقارنة بالشهادات الأخرى التى تجبره على دفع مبالغ باهظة مقابل الحصول عليها.