"من جاءني زائرا حق علي أن أكون له شفيعا".. آداب زيارة الحبيب
المسجد النبوي الشريف
تعد زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل القربات إلى الله جل جلاله؛ حيث يقول الله تعالى"ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما".
وبها ينال المسلم الشفاعة حيث قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: "من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي؛ كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة"، وقال صلى الله عليه واله وسلم: "من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي".
- آداب زيارة النبي الكريم
تقول دار الإفتاء المصرية في تقرير لها ومن آداب زيارته صلى الله عليه وآله وسلم: الوقوف أمام مقامه الشريف بأدب، ويلتزم بخفض الصوت، ويسلم قائلا: "السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته".
وأجمع العلماء على أن البقعة التي ضمت أعضاء الجسد الشريف للنبي صلى الله عليه واله وسلم أفضل بقعة في الأرض؛ قال القاضي عياض في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى": "لا خلاف أن موضع قبره صلى الله عليه وآله وسلم أفضل بقاع الأرض".
قال العلامة السمهودي في "وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى": قد انعقد الإجماع على تفضيل ما ضم الأعضاء الشريفة، حتى على الكعبة المنيفة، ... وحكاية الإجماع على تفضيل ما ضم الأعضاء الشريفة نقله القاضي عياض، وكذا القاضي أبو الوليد الباجي قبله كما قال الخطيب ابن جملة، وكذا نقله أبو اليمن ابن عساكر وغيرهم، مع التصريح بالتفضيل على الكعبة الشريفة، بل نقل التاج السبكي عن ابن عقيل الحنبلي أن تلك البقعة أفضل من العرش.
ثم قال: وقال التاج الفاكهي: قالوا: لا خلاف أن البقعة التي ضمت الأعضاء الشريفة أفضل بقاع الأرض على الإطلاق حتى موضع الكعبة، ... قال الزركشي: وتفضيل ما ضم الأعضاء الشريفة للمجاورة، ولهذا يحرم للمحدث مس جلد المصحف.
ثم قال: فالرحمات والبركات النازلة بقبر النبي صلى الله عليه واله وسلم يعم فيضها الأمة، وهي غير متناهية؛ لدوام ترقياته عليه الصلاة والسلام، وما تناله الأمة بسبب نبيها هو الغاية في الفضل، ولذا كانت خير أمة بسبب كون نبيها خير الأنبياء، فكيف لا يكون القبر الشريف أفضل البقاع مع كونه منبع فيض الخيرات؟
وقال العلامة الرحيباني في "مطالب أولي النهى": موضع قبره عليه الصلاة والسلام أفضل بقاع الأرض؛ لأنه صلى الله عليه واله وسلم خلق من تربته، وهو خير البشر، فتربته خير الترب، وأما نفس تراب التربة، فليس هو أفضل من الكعبة، بل الكعبة أفضل منه إذا تجرد عن الجسد الشريف. -ثم قال:- وقال أبو الوفاء علي بن عقيل في كتابه "الفنون": الكعبة أفضل من مجرد الحجرة، فأما والنبي صلى الله عليه واله وسلم فيها؛ فلا والله ولا العرش وحملته والجنة؛ لأن بالحجرة جسدا لو وزن به سائر المخلوقات لرجح.
- زيارة المدينة من أجل النبي
يقول الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء أن قصد المدينة لزياة النبي صلى الله عليه واله وسلم أمر مشروع بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، والقول بالمنع من ذلك باطل لا يعول عليه ولا يلتفت إليه، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: «من جاءني زائرا لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة» رواه الطبراني.وأما قوله صلى الله عليه واله وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه واله وسلم، ومسجد الأقصى»، فمعناه أن الرحال لا تشد إلى مسجد ما من أجل تعظيمه والتقرب بالصلاة فيه إلا إلى هذه المساجد الثلاثة، ويدل على هذا المعنى قوله صلى الله عليه واله وسلم في حديث اخر: «لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد يبتغى فيه الصلاة، غير المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا»
- زيارة الحائض لقبر النبي
وفي فتوي لأمانة الفتوي بدار الافتاء المصرية حول حكم زيارة الحائض لقبر النبي، أكدت أنه يمكن للحائض أن تتحين فترات انقطاع حيضها، أو تتناول دواء يمنع نزول الدم باستشارة أهل الطب، ثم تغتسل وتزور، فإن لم ينقطع دمها واقترب موعد السفر فلا مانع من أن تزور وتسلم وهي حائض إذا أمنت التلويث؛ إذ الزيارة النبوية من أعظم القربات واكد المستحبات، وحاجة الحجاج إليها متأكدة، وقد نص جماعة من الفقهاء على أن طواف الحائض المعذورة هو بمنزلة المرور الجائز في المسجد، ولا شك أن الزيارة النبوية حينئذ أولى بالجواز من الطواف.
- تقبيل قبر النبي
أوضحت دار الافتاء المصرية أن تقبيل القبر الشريف وقبور الأولياء الصالحين جائز تبركا
- الحلف بالنبي ﷺ والترجي بها
اتفق العلماء على أن الحالف بغير الله لا يكون كافرا حتى يعظم ما يحلف به من دون الله تعالى؛ فالكفر حينئذ من جهة هذا التعظيم لا من جهة الحلف نفسه.والحلف بما هو معظم في الشرع؛ كالنبي صلى الله عليه واله وسلم والإسلام والكعبة، لا حرج فيه شرعا، ولا مشابهة فيه لحلف المشركين بوجه من الوجوه؛ لأنه لا وجه فيه للمضاهاة، بل هو تعظيم لما عظمه الله، ومن هنا أجازه كثير من العلماء
- التوسل بالنبي
أكدت دار الافتاء المصرية ان التوسل بالنبي صلى الله عليه واله وسلم أمر جائز ومرغب فيه شرعا؛ لقوله تعالى"ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما"وكذلك الحال في التوسل بالأولياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم؛ لقوله تعالى"يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة"، وليس هذا من الشرك؛ لأنه بقصد التقرب إلى الله عز وجل مع تمام العلم بأن النفع والضر بيد الله وحده.