الشرقية: "وحدة الطب الرياضى" بطبيب وحيد و9 إخصائيين.. وأجهزة تحتاج صيانة
عدد من الأجهزة والأدوات الرياضية المتهالكة
لافتة كبيرة تتوسطها عبارة «وحدة الطب الرياضى»، تقودك إلى بوابة تؤدى إلى مبنى يتبع «إدارة الاستثمارات والمنشآت الرياضية»، بمديرية الشباب والرياضة فى محافظة الشرقية، وبمجرد أن تطأ قدم أى زائر الوحدة، يجد حالة من الهدوء تخيم على المكان، الذى كان من أكثر المناطق حيوية قبل 10 سنوات، فلم تكن هذه الوحدة تخلو من الحركة والنشاط، وتعج أركانها بالرياضيين والمواطنين المترددين عليها طلباً للعلاج، ولكن وضع الوحدة تغير تماماً الآن، فأصبحت مجرد جدران تضم عدداً من الأجهزة والأدوات الرياضية المتهالكة، التى اختفى ضجيجها، بعدما تراجع الإقبال على المكان خلال السنوات الأخيرة.
المدير: الإقبال تراجع بسبب تهالك الأدوات الطبية وانتشار المراكز الخاصة
«إيمان فوزى»، مدير وحدة الطب الرياضى بالزقازيق، أكدت لـ«الوطن» أن هذه الوحدة تم إنشاؤها خلال فترة الثمانينات من القرن الماضى، لتكون مركزاً لتقديم خدمات مميزة فى المجالات المختلفة للطب الرياضى، الذى لا يقتصر على تشخيص أو علاج الإصابات الرياضية فقط، بل باعتباره اختصاصاً مهنياً متعدد الأوجه، بدايةً من علاج اللاعب المصاب، مروراً بالوقاية، ووصولاً إلى العناية بصحة الرياضى بشكل عام، وأيضاً جموع المواطنين، الذين يقصدون الوحدة بحثاً عن علاج من إصاباتهم، أو للعلاج الطبيعى ولمرحلة التأهيل بعد العلاج، وأضافت أن وحدة الطب الرياضى قدمت العديد من الخدمات للرياضيين والمواطنين على حد سواء، بأسعار واشتراكات رمزية، وضربت مثالاً على ذلك بقولها إن الاشتراك بقسم التمرينات الرياضية لا تتجاوز قيمته 80 جنيهاً شهرياً، وإذا كان الاشتراك بالساعة، تكون القيمة 8 جنيهات لكل ساعة، لافتةً إلى أنه يتم تحديد مواعيد منفصلة للإناث والذكور، كما أشارت إلى أن قيمة الاشتراك الشهرى لـ«الساونا» تبلغ 100 جنيه، أما الجلسة لمدة ساعة كاملة فتكون مقابل 10 جنيهات، بالإضافة إلى بعض الخدمات الأخرى، ومنها قياس نسبة الدهون بـ10 جنيهات، وجلسة الليزر 10 جنيهات، والموجات الصوتية 15 جنيهاً، ولفتت مدير الوحدة إلى أن الإقبال عليها قبل نحو 10 سنوات كان كبيراً للغاية، وتصل نسبته إلى أكثر من 90%، أما الآن فقد تراجع الإقبال بنسبة كبيرة، تصل إلى 50%، خاصةً بعد انتشار مراكز العلاج الطبيعى الخاصة، فى الوقت الذى تحتاج فيه الوحدة إلى أعمال تطوير وصيانة كاملة للأجهزة والمعدات بها، وتزويدها بأجهزة حديثة بدلاً من الأجهزة القديمة والمتهالكة، بحيث يمكنها تقديم الخدمات المناسبة بأسعار معقولة، وتكون قادرة على منافسة المراكز الخاصة، مشيرةً إلى أنه تم إجراء بعض أعمال التطوير البسيطة قبل نحو 8 أو 10 سنوات، إلا أن الوحدة تحتاج إلى مزيد من التطوير، بما يعود بالنفع على الرياضيين والمواطنين والعاملين والمحافظة بشكل عام، مضيفةً أن الوحدة تضم حالياً طبيباً واحداً، إضافة إلى 9 إخصائيين من خريجى كلية التربية الرياضية.
أما الدكتور «حسن الحاوى»، المشرف على وحدة العلاج الطبيعى، عضو الجمعية المصرية للطب الرياضى، فأكد لـ«الوطن» أن الوحدة يوجد بها عدة أجهزة تستخدم فى العلاجات المختلفة، مثل جهاز الليزر، لعلاج الالتهابات والكدمات والتورمات، وجهاز الموجات الصوتية، لعلاج التمزق الغضروفى والتهابات الأوتار والعضلات والأربطة وحالات التورم العضلى والكدمات، وجهاز الأشعة الحمراء، ويستخدم فى تنشيط الدورة الدموية وتقليل الألم وتصريف الجهاز الليمفاوى، بالإضافة إلى جهاز لإعادة تأهيل الرباط الصليبى، والتوازن والتوافق العضلى، ومجموعة من «الأساتك» المطاطية لتقوية العضلات، بالإضافة إلى تجهيزات العلاج والتأهيل اليدوى، الذى يساعد فى تقليل الآلام المحتملة للجسم، وما يترتب على الانزلاقات الغضروفية من ألم وضعف فى الحركة، باستخدام ميكانيكية الجسم، ما يساعد على تقليل الألم وممارسة الحياة بشكل طبيعى.
"السيد": الألعاب الفردية لا تحظى بالدعم
وقال «أحمد السيد»، لاعب «كونغ فو» سابق بنادى «السكة الحديد» فى مدينة الزقازيق، إن الألعاب الفردية لا تحظى بأى دعم، خاصةً فيما يتعلق بالخدمات الطبية، مشيراً إلى أهمية إنشاء أماكن لعلاج الرياضيين، أو توفير أماكن لهم بالمستشفيات العامة والمركزية، مشيراً إلى أنه أصيب فى إحدى المباريات عام 2012 بتمزق فى الرباط الصليبى، واضطر إلى استصدار قرار علاج على نفقة الدولة، حتى يتسنى له إجراء عملية جراحية بمستشفى الزقازيق الجامعى، مشيراً إلى أنه احتجز بالمستشفى حتى حصل على القرار، وأجرى العملية، ثم استكمل العلاج فى أحد مراكز العلاج الطبيعى الخاصة.
وشدد «حسين فتحى»، عضو مجلس إدارة منطقة الشرقية لكرة القدم سابقاً، على ضرورة التفرقة بين الألعاب الجماعية والفردية، فالأولى تكون هناك عقود بين اللاعب والنادى، تتضمن بنوداً تنص على أحقية اللاعب فى العلاج على حساب النادى فى حال إصابته، خاصة ألعاب مثل كرة القدم والهوكى، أما بالنسبة للألعاب الفردية، مثل «التايكوندو» و«الكاراتيه» و«كمال الأجسام» وغيرها، فاللاعب هو من يتحمل تكلفة العلاج والتأهيل فى حال إصابته، مشيراً إلى أنه على سبيل المثال، تصل تكلفة الأشعة الواحدة إلى نحو 600 جنيه، وتتكلف جلسة العلاج 50 جنيهاً، كما تتراوح تكلفة عملية الرباط الصليبى بين 20 و30 ألف جنيه.
وتحدث «فتحى» عن حركة العمل داخل وحدة الطب الرياضى قبل نحو 10 سنوات، مؤكداً أنها كانت مغايرة تماماً لما عليه الحال الآن، مشيراً إلى أن الوحدة كانت تعمل بكامل طاقتها، حيث كان يتردد عليها مئات الرياضيين وغيرهم من المواطنين، واعتبر أن الإهمال بدأ يضرب المكان منذ توقف حمام السباحة، التابع لمديرية الشباب والرياضة، وأيضاً بسبب توقف استقبال الرياضيين فى نزل الشباب، الذى كان يضم نحو 60 سريراً، بالإضافة إلى توقف المطعم والكافتيريا الملحقين بحمام السباحة، وأكد أن كل هذه العوامل كانت سبباً فى عدم الإقبال على وحدة الطب الرياضى بمدينة الزقازيق، وأضاف أن المركز يحتاج إلى انتفاضة من قبل وزارة الشباب والرياضة لتزويده بالأجهزة والمعدات الحديثة، أو توفير الميزانية اللازمة وإيداعها فى حساب المديرية بالشرقية، لتتولى مهمة تطوير المركز، بالإضافة إلى الاستعانة بشباب مؤهلين من خريجى كليات التربية الرياضية والعلاج الطبيعى، حتى وإن كان بعقود عمل موسمية، وتنفيذ حملات إعلامية وإعلانية للتعريف بالخدمات التى يقدمها المركز، خاصةً أن مديرية الشباب والرياضة تتبنى مشروعات قومية لرعاية الموهوبين فى الألعاب الرياضية المختلفة، ما يعكس أهمية تطوير الوحدة، لعلاج أى من هؤلاء الموهوبين، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة، فى حالة تعرضه للإصابة.