اختلاسات وسرقات بالملايين.. قيادات "التنظيم" تستولى على التبرعات لشراء سيارات فارهة وشقق
مكتب إرشاد تنظيم الإخوان
«اختلاسات وسرقة أموال» أمور كان مسكوتاً عنها داخل «الإخوان» على مدار عقود طويلة، يتهامس بها بعض المقربين من قيادات «الجماعة»، ولكن هناك خوفاً من أن تصل أصوات همسهم هذا إلى قواعد «التنظيم» فتنهار قدسيته، إلا أن الشتات الذى ضرب الجماعة عقب فض اعتصام رابعة وهروبهم إلى تركيا وقطر، طفح بتلك «الخطايا» إلى السطح ليضرب قدسية الجماعة فى مقتل ويضرب مفاصلها بالكامل.
لكن المفاجأة الأكثر هى أن تلك الفضائح والاختلاسات، لم يكشفها أحد لديه عداء أو ثأر مع التنظيم، وإنما قياداته هم أنفسهم من فضحوا الأمر، بعد أن اشتد الصراع و«الشتات» بين أجنحة «الجماعة» للاستيلاء على كرسى «مرشدها» وأموالها.
وآخر فضائح السرقات والاختلاسات التى طفحت على السطح خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت تسجيلاً صوتياً مُسرباً للقيادى الإخوانى أمير بسام، عضو مجلس شورى الإخوان، تحدث خلالها عن سرقة كل من محمود حسين، أمين عام التنظيم، وإبراهيم منير، القيادى بالتنظيم الدولى، وآخرين، لأموال «الجماعة» بعد حصولهم على تمويلات كبيرة كانت مخصّصة للتنظيم، إلا أنهم حولوها لحساباتهم الشخصية، فى الوقت الذى يتعرّض فيه عدد من شباب الإخوان لـ«التشرد».
عضو مجلس شورى: محمود حسين اشترى سيارة "BMW".. والطلاب يتعرضون لـ"الذل" فى تركيا
وقال «بسام»، خلال التسجيل المسرب له، إن محمود حسين اعترف أمام عدد من قيادات «التنظيم»، بأنه بدد أموال التبرعات والتمويلات التى جاءت لـ«الجماعة» هو وعدد من قيادات التنظيم، واشتروا بها شققاً وعقارات بأسمائهم. وتعجّب «بسام» من صمت أعضاء التنظيم على هذه الانتهاكات والسرقة. وأوضح أن محمود حسين اشترى بأموال الجماعة سيارة BMW يركبها بـ100 ألف دولار، فى حين أنّ الطلاب فى تركيا يتم إذلالهم ليحصلوا على 200 ليرة و40 دولاراً، وثمن هذه السيارة يكفى احتياجات أموال الطلاب لشهور عديدة، لهذا لا يشرفنى العمل مع هؤلاء.
وأضاف «بسام»: «أنا زهدت فى هؤلاء الناس، ولم يعد لهم اعتبار عندى، عاوزين يجمّدوا عضويتى يجمدوا، فأنا لا أعتبرهم قيادتى، وبالتالى قراراتهم لا اعتبار لها، فلم أعد أرغب فى الاستمرار تحت مظلة هذه القيادة التى مدت يدها على أموال أعضاء الجماعة».
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يفضح فيها القيادى الإخوانى أمير بسام، حجم السرقات والاختلاسات الموجودة داخل «التنظيم»، فقد بث رسالة له، عبر أحد المواقع التابعة للتنظيم عام 2017، كشف خلالها أيضاً حجم الاختلاسات والسرقات الموجودة داخل «الإخوان»، وطالب خلالها «بسام» بمحاسبة قيادات التنظيم التى سرقت أموال «الجماعة» قائلاً: «يجب تفعيل الشفافية والمحاسبة، ويجب مراجعة المبالغ التى يتم صرفها على السفر والإقامة فى الفنادق، التى تكون فى الغالب خمس نجوم على الأقل، وامتلاك البعض شققاً سكنية بأسمائهم، لذلك يجب وضع ضوابط للإنفاق، لكن أن تظل الماليات سراً ودون محاسبة فهذا باب للمفسدة، لذلك تحولت الجماعة إلى مشروع ملاكى».
أما الفضيحة المالية الثانية فكانت بالملف الإعلامى، كشفها أحد قيادات الإخوان الإعلامية المُحرضة على العنف والإرهاب، وهو عمرو فراج، مؤسس شبكة «رصد»، الذى بث رسالة له عبر مواقع التواصل قال خلالها: «الفساد فى الجماعة أصبح منتشراً بصورة كبيرة، وهناك فساد مالى واختلاسات، خاصة فى الملف الإعلامى تجاوز كثيراً المليون دولار، كان الأولى والأجدر بها أهالى المسجونين من الجماعة، بينما يعربد آخرون فى شوارع إسطنبول غير عابئين بتضحيات الكثيرين فى مصر لأجل حفنة من الخونة أمثال محمود حسين والإبيارى ومنير ومن عاونهم ووافقهم».
اختلاس أكثر من "مليون دولار" فى قنوات التحريض.. والاستيلاء على أموال أسر القتلى والسجناء فى مصر
فالفساد المالى للإخوان دفع العاملين بقناتى «الشرق ووطن» الإخوانيتين لإصدار بيانات لفضح الاختلاسات التى تحدث من جانب قيادات التنظيم، البيان الأول صادر عن العاملين بقناة «الشرق»، كشفوا من خلاله أنه تم السطو على أكثر من نصف ما يقدم للقناة من الداعمين والرعاة، الأمر الذى وصل إلى استخدام معدات متهالكة ومُستعملة داخل القناة بهدف الاستيلاء على الأموال. وهو ما أكدته صفية سرى، إحدى العاملات بقناة «الشرق»، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى، قائلة: «أتحدث عن الغباء أم الفساد أم الإهمال أم الاستعباط أم التواطؤ أم السفالة أم الوقاحة أم انعدام الشرف والضمير، أم عن العصابات التى استباحت كل الحرمات باسم الحرية.. أتحدث عن أموال الفقراء التى ابتلعوها فى بطونهم، باسم الدفاع عن الحرية، وهم أول مغتصبيها؟.. أم الملايين التى ينعمون بها حالياً فى كل مكان.. فى قصورهم وسياراتهم وجنسيات اشتروها وضمير باعوه.. أم أموال اليتامى والأرامل والقتلى والمحبوسين التى تضيع فى كروش الوسطاء العفنة».
أما فضائح قناة «وطن»، فأظهرتها رسالة مسربة من داخل التنظيم عام 2016، بعد أن كشفت قيام إسلام عقل، القائم بأعمال مدير قناة «وطن»، بتغيير عقد إيجار القناة دون الرجوع للقيادات، وأسس شركة صورية جديدة باسمه هو ومدحت الحداد، مسئول مكتب الإخوان فى تركيا فى ذلك الوقت.
وقالت الرسالة المسربة: «هذا عمل غير أخلاقى ومريب، خصوصاً قبل ذكرى 25 يناير ويسىء إلى الجماعة أمام الدول المضيفة، فهذه الممارسات غير الأخلاقية التى من شأنها أن تهدم قيماً ومبادئ ربت عليها الجماعة أبناءها طوال عقود طويلة قد تكررت خلال العام الماضى أكثر من مرة، سواء استيلاء على أموال وممتلكات أو مؤسسات خاصة بالجماعة». وتوعدت الرسالة بمحاسبة المتورطين فى هذه المخالفات قائلة: «لن يفلت أحد من هؤلاء من المحاسبة والعقاب أياً كان موقعه».
أما الفضيحة الثالثة، فكانت من نصيب الأموال المخصصة لأسر قتلى ومساجين التنظيم، وكشفها فى ذلك الوقت أحد كوادر التنظيم الشبابية، وهو عزالدين دويدار، الذى قال فى رسالة له عبر «فيس بوك»: «أموال دعم أسر قيادات الجماعة بالسجون والهاربين، تحتكرها قيادات معينة بالتنظيم، ويمنعونها عن مستحقيها الأصليين فى مصر والسودان وتركيا». وطالب «دويدار» بوقف أعضاء التنظيم الدولى عن دفع تمويل جديد لقيادات التنظيم منعاً لسرقتها، قائلاً: «لو أنت من الإخوان فى قُطر من الأقطار التى تجبى اشتراكاتها الرابطة، اجمع مع إخوانك أسهمكم وأرسلوها إلى مصر مباشرة، أو أكفل شقة من شقق الهاربين».