"فارم بيديا".. مشروع "محمد" لتأهيل طلبة صيدلة لسوق العمل مجانا
مؤسس المشروع: "حسيت إني لازم أستفيد بسنين الكلية"
مشروع فارم بيديا
مجموعٌ كبيرٌ في الثانوية العامة، كان الطريق الممهد له نحو الالتحاق بكلية الصيدلة، على غير رغبته أو إرادته، إلا أنه قرر ألا يستسلم للدراسة التي لا يريدها وتتحول حياته إلى روتين يصبح بعده مجرد موظف يؤدي واجباته اليومية في العمل، ليفكر في طريقة يستفيد من خلالها من سنوات الدراسة في الكلية لتطوير نفسه وإفادة الآخرين، ليخرج من تلك الأفكار مشروع "فارم بيديا".
"مشروع فارم بيديا في الأساس يستهدف طلبة صيدلة لتقليل الفجوة بين المحتوى الاكاديمي وسوق العمل" كلمات بدأ بها محمد شاهين، مؤسس مشروع "فارم بيديا" حديثه لـ"الوطن"، واصفًا الهدف الرئيسي من مشروعه الذي بدأه حين كان طالبًا في الفرقة الثالثة لكلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية.
عدم حبه للكلية في البداية وذهابه إليها لمجرد الحضور ورؤية أصدقائه كان الدافع له لتغيير ذلك الوضع "حسيت إني لازم أستفيد بسنين الكلية ولازم أتعلم صح وأستثمر الكلية عن طريق تطوير نفسي" ليبدأ في اقتحام سوق العمل منذ الدراسة من خلال العمل في صيدليات والتدرب في شركات أدوية.
مرحلة أخرى أدركها "محمد" في رحلته نحو تقليل الفجوة بين سوق العمل والدراسة الأكاديمية، تمثلت في رغبته في نشر ما تعلمه وما يرغب به بين باقي طلبة الصيدلة، ليبدأ في عام 2016 مع صديقين آخرين تأسيس المشروع "أول خطوة كانت إني لازم آخد دعم من الجامعة وده تم عن طريق المعيدين اللي عجبتهم الفكرة ومنهم ناس قالتلي كانت عندي وأنا طالب".
ومن خلال أماكن عامة مثل جامعة الإسكندرية بدأ "محمد" مرحلته الأولى في المشروع، والتي تعتمد على شرح أساسيات العمل الصيدلي للطلبة وإلغاء التفاوت بينهم في المجال العملي "بنعمل ورش عمل بيننا كطلبة وبنبسط الأساسيات لبعض زي قراءة الروشتات والحاجات الأساسية".
المرحلة الثانية للمشروع يقوم بها صيادلة من سوق العمل، لهم خبرة في مجال الصيدليات وشركات الأدوية "بيفهموا الطلبة من واقع خبرتهم إزاي يتعاملوا مع كل اللي بيقابلهم في السوق وبيشرحوا لهم طريقة الشغل والفرق بين الدراسة والتطبيق" في محاولة جادة لتقليل الفجوة.
"تالت وآخر مرحلة بتبقى محاكاة للمؤسسات الطبية والدوائية الموجودة في مصر ونطلع بتوصيات ونوديها للجهات المسئولة" كلمات لخص بها "محمد" المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروعه التطوعي لطلبة كلية الصيدلة، الذي تستغرق مراحله الثلاث فترة لا تزيد عن ثلاثة شهور ونصف، وبدأ في عامه الأول بـ120 طالبا فقط.
"الصيدلي مش مجرد بياع" شعارٌ وضعه الشاب منذ البداية لمشروعه، وأراد به أن يخرج بالصيدلي من العباءة التقليدية المعروفة عنه "إحنا وصلنا لحوالي 1100 طالب اتدربوا في المشروع التطوعي واستفادوا منه" حيث أصبحوا عن طريق "فارم بيديا" مؤهلين لدخول امتحانات الكلية دون مذاكرة، وأكثر قدرة على التعامل مع العمل بعد التخرج "اللي واخد المشروع بيوصل بسرعة لمراحل في الشغل غيره مش بيقدر يوصلها".