وفاة جيفري تفتح النار على رؤساء أمريكية
أصبح الملياردير جيفري إبستين حديث العالم بعدما وجد ميتًا في زنزانته بسجن مانهاتن، السبت الماضي رغم أنه كان موضوعا تحت المراقبة، وأخذت نظريات المؤامرة تنتشر واحدة تلو الأخرى، خاصة وأن أصابع الاتهامات موجهة لشخصيات عامة ومعروفة.
بداية المؤامرة
تلقت الشرطة عام 2005 بلاغا من امرأة تدعي أن ابنة زوجها تعرضت لاعتداء جنسي، من قبل أحد الأثرياء، وتبين فيما بعد أنه جيفري، الذي كان يستغل القاصرات غالبيتهم من أسر فقيرة ومفككة ويتيمات ونزيلات دور رعاية، وكان يمنح الفتاة ما بين 200 إلى 300 دولار للمرة الواحدة، وكان يشجع الفتيات على استقطاب أخريات ليقمن بنفس العمل.
وعندما داهمت الشرطة منزله وجدت صور كثيرة لفتيات صغيرة عارية، وأدوات جنسية متعددة، وتم اتهامه بالاعتداء على أكثر من 50 فتاة.
حوكم رجل الأعمال البارز والملياردير جيفري إبستين بتهمة استغلال قاصر بغرض ممارسة الجنس، ووقتها كان واسع النفوذ، فقد كان المدعي العام نفسه يخشاه، فقد كان صديق شخصي ومقرب للرئيس الأمريكي بيل كليسنتون، وحتى دونالد ترامب، والأمير أندرو ابن ملكة بريطانيا شقيق ولي العهد الأمير تشارلز.
كما أن فريق دفاعه، كان يضم أساتذة قانون وأحد كبار المدرسين في جامعة هارفارد، وأملى هذا الفريق كل بنود الاتفاق بين الادعاء العام والمتهم وهو أمر يعد سابقة في القضاء الأمريكي، وفقا لتقرير نشره موقع بي بي سي.
كان يسمح له بالبقاء 12 ساعة في اليوم خارج السجن، وأمضى الملياردير 13 شهرًا في السجن، وأخلى سبيله لحسن سلوكه، وأقام حفلا كبيرا بمناسبة "الإفراج" وكان من بين المدعوين الأمير أندرو.
وأدرج أسم إبستين في قائمة الدرجة الثالثة من المتهمين بارتكاب جرائم جنسية في نيويورك، وهو يعني أنه يمكن أن يرتكب جرائم مشابهة، ومع ذلك احتفظ بكل ثروته ولم يتم اتخاذ أي إجراء.، وفقا لتقرير CNN الأمريكي.
وخلال حوار مع جيفري لصحيفة "نيويورك بوست" في 2010، قال إنه ليس متوحشًا يبحث عن طرائد لإشباع رغباته الجنسية، أنا مجرد مذنب، والفرق بين الأمرين مثل الفرق بين جريمة قتل، وسرقة كعكة.
اتهامات شنيعة
والآن بعد أكثر من عقد أعيد فتح التحقيق مرة أخرى، لكن تلك المرة لم تكن التهمة استغلال قاصر جنسيًا، بل تهريب بشر بغرض استغلالهم جنسيًا، وهو أمر أكبر بقليل من سرقة كعكة.
وألقي القبض على رجل الأعمال البارز في 6 يوليو الماضي، ووجهت له تهم إدارة شبكة استغلال القاصرات في الجنس التجاري، لكنه أنكر تلك التهم، وقبل بدء محاكمته التي كان من المفترض أن تبدأ خلال أيام، عثر على جثته السبت الماضي، وعلي رقبته آثار "خنق" وكان التقرير الأولي أنه انتحر.
انتحر أم قتل
واليوم فقط، كشف تقرير تشريح جثة المليونير الأمريكي جيفري إبستاين عن كسور في عدد من عظام الرقبة، وهي قد تحدث نتيجة الانتحار "شنقًا" وقد تحدث للأشخاص الذين يتعرضون للخنق، وفقا لما نشر بصحيفة واشنطن بوست.
وذكرت صحيفة الصن البريطانية، أن إبستاين الذي يصل طوله 1.82 متر لم يكن باستطاعته تعليق حبل في السقف، أو أن يستخدم الغطاء لعقدة وربطه في مكان مرتفع من السرير، موضحه أنه عثر عليه بعد عدة ساعات، وكان فاقد الوعي تماما، ولم يتمكن المسعفين من إنقاذه.
لكن السؤال الذي لا يزال يحير الجميع، هو أن تلك لم تكن المحاولة الأولي لجيفري، ففي وقت سابق حاول الانتحار، لكن تم إنقاذه وقتها وخضع لما يعرف بنظام "مراقبة الانتحار" والذي يتم وضع الشخص تحت المجهر، فكيف تمكن الملياردير من الانتحار؟
وعلى الرغم من أن إجابة إدارة سجن مانهاتن كانت حاضرة، وهي إنه تم إعفاؤه من "مراقبة الانتحار" قبل وفاته بيوم واحد فقط، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
الشبهات تحوم حول بيل كلينتون
وفاة جيفري إبستاين أو انتحاره، لا شك أنها وضعت عددا من رؤساء الولايات المتحدة في مرمي النار، وعلى الأخص الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
لكن عقب توجيه الاتهامات قام كلينتون بإصدار بيان أكد خلاله، أنه لا يعرف شيئًا عن هذه الجرائم المروعة.
وأضاف أنه سافر 4 أو 5 مرات على متن طائرة الملياردير الخاصة، والتقي به في اجتماع، مؤكدًا أنه لم يتحدث مع إبستن منذ 10 سنوات.
ولم يفوت الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الفرصة، فبدأ يثير الشكوك حول بيل كلينتون، فقام بإعادة تغريدة للناشط والكوميدي المؤيد له "تيرنس وليامز" قائلا خلالها "ابستاين انتحر وهو يخضع لمراقبة لمنعه من الانتحار .. هراء، كيف يمكن لذلك أن يحدث؟"
وأضاف أن جيفري كان بحوزته معلومات حول بيل كلينتون، والآن هو ميت".
صور محرجة لبيل كلينتون في منزل جيفري
وما زاد الطين بلة، هو نشر صحيفة الديلي ميل تقرير، عن اكتشاف لوحة فنية مرسومة لبيل كلينتون وهو يرتدي فستان أزرق مثير وحذاء أحمر بكعب عالي، ويجلس في وضعية مستفز جنسيًا.
ملابس كلينتون كانت تشبه الفستان الذي ظهرت به مونيكا لوينسكي عندما بدأت محاكمته في اتهاماته الجنسية، كما أن الفستان يشبه الفستان التي ارتدته هيلاري كلينتون في حفل تكريم كيندي 2009.
وتسمي اللوحة Parsing Bill للفنانة الأسترالية الأمريكية بيترينا ريان كلايد، والتقطت صور اللوحة سرًا في أكتوبر 2012.
الفضائح عرض مستمر
لم تتوقف الفضائح عند هذا الحد فقط، بل نشر موقع قناة الحرة الأمريكية الناطقة باللغة العربية تقرير نقلته عن الديلي ميل البريطانية، عن شهود أكدوا رؤية رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك يتردد على المبني الذي يسكنه إبستين.
وأعلن إيهود باراك عزمه مقاضاة صحيفة "دايلي ميل" البريطانية بتهمة التشهير، بعد نشرها صورا له وهو يدخل مقر إقامة إبستين في نيويورك في عام 2016 مخفيا وجهه.
تعليقات الفيسبوك