اعتقال الفلسطينيين.. سياسة إسرائيلية منذ بدء الاحتلال
الطفلة «ملاك» أصغر أسيرة فلسطينية
«اعتقال الأطفال».. مسلسل مستمر لم يتوقف يوماً واحداً منذ أن سقطت فلسطين فى قبضة الاحتلال الإسرائيلى، كما أن المعاناة التى وجدها الشعب الفلسطينى لم يكن الأطفال بمعزل عنها، بل كانوا فى مقدمة الضحايا.
وعلى الرغم من أن هناك اتفاقيات ومعاهدات وقوانين دولية تنص على حقوق الأطفال، مثل اتفاقية «حقوق الطفل»، إلا أن سلطات الاحتلال لم تراع ذلك، وكان شأنهم شأن الكبار.
منذ عام 1967 اعتقل الاحتلال عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين، ومنذ انتفاضة الأقصى اعتقل أكثر من 10 آلاف طفل، بمعدل 700 طفل سنوياً، بحسب إحصائيات وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، التى أكدت أن هؤلاء الأطفال يتعرضون لما يتعرض له الكبار من قسوة التعذيب والمحاكمات الجائرة، والمعاملة غير الإنسانية، التى تنتهك حقوقهم الأساسية، وتهدد مستقبلهم بالضياع، بما يخالف قواعد القانون الدولى و«اتفاقية الطفل»، لافتة إلى أن سلطات الاحتلال تحرم الأطفال الأسرى الفلسطينيين حق عدم التعرض للاعتقال العشوائى، والحق فى معرفة سبب الاعتقال، والحق فى الحصول على محامٍ، وحق الأسرة فى معرفة سبب ومكان اعتقال الطفل، والحق فى المثول أمام قاضٍ، والحق فى الاعتراض على التهمة والطعن بها، والحق فى الاتصال بالعالم الخارجى، والحق فى معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل، كما لا يراعى الاحتلال حداثة سن الأطفال أثناء تقديمهم للمحاكمة، ولا تشكل لهم محاكم خاصة، بالإضافة إلى أن الاحتلال يحدد سن الطفل بما دون الـ16 عاماً، وذلك وفق الجهاز القضائى الإسرائيلى الذى يستند فى استصدار الأحكام ضد الأسرى الأطفال إلى الأمر العسكرى رقم «132»، الذى حدد فيه سن الطفولة، حتى سن السادسة عشرة، ما يشكل مخالفة صريحة لنص المادة رقم «1» من «اتفاقية الطفل» التى عرفت الطفل بأنه «كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة».
أصغر أسيرة: عاملونى بعنف ورشوا علىّ الغاز المسيل للدموع وكلبشوا يدىّ من الخلف
بتهمة حيازة سكين فى عام 2017 حكمت المحكمة الإسرائيلية على الطفلة الفلسطينية «ملاك محمد الغليظ» البالغة من العمر آنذاك 16 عاماً بـ8 أشهر وقضتها بالفعل خلف قضبان السجون الإسرائيلية كأصغر أسيرة فلسطينية، ربما تكون أبرز مثال على ما يلاقيه الأطفال الفلسطينيون فى السجون الإسرائيلية، حيث تقول «الغليظ» لـ«الوطن»: «منذ البداية عاملونى بعنف، وفى الاعتقال رشوا علىّ الغاز المسيل للدموع وكلبشوا يدىّ من الخلف»، موضحة أنها تعرضت لـ«السب» خلال التحقيقات، فضلاً عن الضرب التى تعرضت له من تلك المجندة الإسرائيلية التى ظلت تسبها طيلة طريقها إلى السجن الإسرائيلى.