بروفايل | حمد بن خليفة.. أمير الانقلابات فى خدمة «العم سام»
«أمير الانقلابات، وكيل القواعد الأمريكية فى قطر»، وألقاب أخرى التصقت باسم الأمير القطرى السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى، الذى تولى إمارة قطر بعد انقلابه على والده الشيخ خليفة آل ثانى وتولى الإمارة عام 1995.
بمجرد أن تولى «حمد» حكم قطر بعد انقلابه على أبيه، عيَّن نفسه وزيراً للدفاع، ما فتح أمامه المجال لتوطيد أقدام أصدقائه من الولايات المتحدة فى قطر، وبدأ عهده بفتح الأراضى القطرية أمام الأمريكان ودعوتهم لإقامة قواعد عسكرية فى بلده. فى عام 1999 وافق الأمير «حمد» رسمياً للولايات المتحدة بوجود ما يقرب من 10 آلاف جندى أمريكى للعمل فى قاعدة «العُديد»، وهى أول قاعدة عسكرية أمريكية فى قطر، إضافة إلى 24 طائرة من النوع المخصص لتجهيز الوقود فى الجو. واستُخدمت هذه القاعدة أثناء غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، حيث قل عدد الجنود بها ليصل إلى 2000 جندى.
ولم يكتفِ الشيخ «حمد» بما قدمه من خدمات لمساعدة الجيش الأمريكى لغزو أفغانستان، بل تشاور أيضاً مع «البنتاجون» بشأن منح الولايات المتحدة ومقاتلاتها إذناً باستخدام القواعد القطرية لضرب الأهداف التى تريدها، كما سمح للجيش الأمريكى بالإعداد لإنشاء مركز قيادة للقوات الأمريكية على أرض بلاده.
وما إن مرت عدة أعوام، حتى أصبحت القواعد الأمريكية فى قطر هى المركز الرئيسى لقيادة عمليات الشرق الأوسط، ولم يكتفِ «حمد» بذلك فحسب فى خدمة الأمريكان، بل سعى دائماً إلى تقديم فروض «الولاء والطاعة» وجاء ذلك فى عام 2002 عن طريق عرضه على أمريكا أن تنفق قطر نحو 400 مليون دولار للتوسع فى منشآت القاعدة الأمريكية، بما فى ذلك السكن الدائم للجنود، وصهاريج بسعة مليون جالون لوقود الطائرات، ومقر للقيادة والسيطرة.
وكانت كل هذه الخدمات وإشارات الولاء من جانب الأمير القطرى السابق «حمد بن خليفة آل ثانى» بمثابة الطريق الذى هيأه «أمير الانقلابات» للمارينز الأمريكى للبقاء فى الشرق الأوسط، وكانت أيضاً مسوغات منطقية وتاريخية لاتهامات ظلت تلاحقه بـ«العمالة للولايات المتحدة وخيانة أبناء وطنه العربى»، خاصة بعد استخدام القواعد الأمريكية الموجودة على أرضه لضرب العراق.