«الدوحة».. من هنا ينطلق «الدمار»
تمثل قاعدتا «العُديد والسيلية» الأمريكيتان فى قطر نقطة انطلاق للولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه ضربات للدول العربية أو أى أهداف أخرى معادية لواشنطن أو تهدد مصالحها، كما أنها تكون ملعباً للعديد من المناورات العسكرية المشتركة بين قطر وأمريكا، والتى تهدف فى المقام الأول إلى استعراض العضلات الأمريكية، بتسهيلات قطرية، على العواصم العربية الأخرى.
فى ديسمبر عام 2002، أشرف الجنرال تومى فرانكس، قائد القوات الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، على بداية تدريبات عسكرية على شن هجوم عسكرى افتراضى على العراق بواسطة شبكة من أجهزة الكمبيوتر المتقدمة من داخل قاعدة «السيلية» العسكرية.
وقاد الجنرال «فرانكس» التدريبات الافتراضية التى أطلق عليها «نظرة داخلية» من داخل غرفة الحرب بقاعدة «السيلية» العسكرية، التى تحولت إلى مقر رئيسى للعمليات.
وأصبحت قاعدة «السيلية» العسكرية، وفق صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، جاهزة للعمل تماماً، وقال مسئولون فى القيادة المركزية إنه «بوسع فرانكس مباشرة مهامه من مركز القيادة الجديد فى قطر على نفس النحو الذى كان يعمل به بمركز القيادة المركزية فى تامبا بولاية فلوريدا». وذكرت الصحيفة أن قطر آثرت فيما يبدو تجاهل النشاطات التى تجرى فوق أراضيها، إذ إن الحكومة لم تتحدث عن التدريبات أو حول احتمال أن تلعب البلاد دوراً حيوياً فى الحرب على العراق.
وفى السياق ذاته، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن مصادر دبلوماسية غربية فى الدوحة قولها إن نموذجاً لقصر الرئيس العراقى صدام حسين فى بغداد أقيم مؤخراً فى قاعدة «العُديد» بناء على صور التقطت من الأقمار الصناعية.
وأوضحت أن جنود كوماندوز أمريكيين يتدربون فى هذا النموذج على تصفية «صدام» أو أسره. وفى الفترة من 21 أبريل وحتى 6 مايو 2013، انضمت القوات الأمريكية إلى شركائها من القوات القطرية المضيفة وقوات مجلس التعاون الخليجى فى منطقة الخليج لبدء تدريبات «إيجل ريزولف» (إرادة النسر) وهى مناورات سنوية متعددة الأطراف بحرية وأرضية وجوية. وجرت المناورات فى عدة مواقع من قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين.
وصُممت «إيجل ريزولف» لدعم الدفاع المشترك، وركزت سيناريوهات هذا العام على الدفاعات الصاروخية والجوية المدمجة وإدارة العقبات وحماية البنى التحتية الحساسة.
ويقول العميد روبرت كاتالانوتى مدير المناورات والتدريب فى القيادة المركزية الأمريكية: «تعتبر مناورات إيجل ريزولف المناورات الرئيسية للقيادة المركزية الأمريكية، ونحن ممتنون لدولة قطر لاستضافتها المناورات وتوفير أماكن ومجالات تحقق المعايير الدولية وتدعم الدول الـ14 المشاركة».
ومن قطر تنطلق القوات الأمريكية لحماية البعثات الدبلوماسية الأمريكية، فعقب الفيلم المسىء للنبى صلى الله عليه وسلم فى 2012 تحركت من قطر وحدة من قوات المارينز الأمريكية لحراسة السفارة الأمريكية فى اليمن بعد الأضرار التى لحقت بها من الاحتجاجات الشعبية الرافضة للفيلم المسىء.
وفى اتصاله مع «الوطن»، قال الدكتور مصطفى العانى الخبير الأمنى العراقى، مدير مركز الدراسات الأمنية والدفاعية بمركز الخليج بالإمارات سابقاً، إن «قاعدتى العُديد والسيلية لا تعتبران جزءاً من الأراضى القطرية وهما تخضعان للسيطرة التامة للولايات المتحدة الأمريكية، وقطر لا تملك أى شىء فيهما». وأضاف: «قاعدة السيلية لعبت دوراً فى قيادة الحرب الأمريكية على العراق، ومثلت المكان الخلفى للقيادة المركزية فى فلوريدا، كما أنها إلى الآن تمثل أهمية بالنسبة للقوات الأمريكية الموجودة فى أفغانستان».