تخطيطٌ متكامل لتوفير منتجات صديقة للبيئة بتكاليف أقل من المنتجات المشابهة، هدفٌ وضعه عبد الباقي حلمي ومحمد طه، أمام أعينهما، بحثًا عن فرصة يمكن أن تجد صدى في سوق العمل، فبعد أن بدءا في تربية الماشية، كان البحث عن بدائل للأعلاف غالية الثمن، سببا لاعتمادهما حينذاك على مخلفات مصانع الأغذية كأعلاف منخفضة الثمن لماشيتهم، فأصبح ذلك مشروعهم التجاري.
قبل التوجه لتربية الماشية، كان حلمي وطه يجمعان المخلفات الصلبة من المصانع مثل الكرتون والزجاج والبلاستيك، ومن ثمَّ يقومان بالفرز والتوجه بهم لمصانع إعادة التدوير، مما جعلهما يطلعان على خبايا المخلفات بنوعيها "صلبة ومخلفات الأغذية"، والتي يكون مصيرها إما الدفن أو الحرق أو التسريب مرة أخرى للسوق، فمن هنا بدءا رحلة إضافة جمع مخلفات الأغذية لمواشيهم، فأسفرت التجربة عن استحسان النتيجة، تم إضافته لمؤسستهما لتدوير المخلفات كنوع جديد من الأعلاف غير التقليديه بديل للأعلاف التقليدية المعروفة منذ 5 سنوات.
عبد الباقي:حصلنا على موافقة وزارة البيئة ونسعى لإنتاج أعلاف عضوية مستقبلا
شيكولاتة وبسكويت ومكرونة، مخلفات غذائية تصدر بكميات كبيرة عن المصانع وتذهب إلى مكبات للحرق أو الدفن، وقد تضل طريقها غير الصحيح من الأساس إلى السوق مرة أخرى عبر تسريبها، فخلق حلمي وطه لها طريقا جديدا "بواقي المصانع المفروض بتروح تتحرق وتدفن وده مضر للبيئة وغير كده فيه ناس مش أمينة بتسربها وتبيعها في السوق وهي مخالفة للمواصفات أصلا" وذلك بحسب عبد الباقي حلمي، 32 عاما، في حديثه لـ"الوطن".
يقوم الصديقان بجمع المخلفات الغذائية كما كانا يجمعان الصلبة ولكن هذه المرة يعيدان تدويرها لحسابهما وليس بالبيع لمصانع التدوير، فبعد أن أثمرت التجربة مع المواشي خاصتهما، تواصلا مع أحد أعضاء هيئة التدريس بقسم التغذية بجامعة عين شمس، كي يتابع معهما علميًا في مجال لم يكن يومًا مجال دراستهما، فعبد الباقي تخرج في كلية التجارة الخارجية، تمنى أن يعمل في الاستيراد والتصدير ومحمد حاصل على مؤهل متوسط صناعي، لكن حياتهما في كرداسة بالجيزة حيث البيئة الزراعية كانت سببا في انشغالهما بمثل هذه الأمور التي أصبحت حلم حياتهم أن يتطور ويصبح شركة كبيرة.
عبد الباقي: سحبنا عينات واتحللت في مركز البحوث وثبت أنها مغذية وصحية
"جمع وفرز وخلط وفرم" خطوات بسيطة يقوم بها ابنا كرداسة ولكنها بنسب معينة حتى يصبح المنتج النهائي يحتوي على نفس نسبة البروتين في الأعلاف التقليدية بين 17% و18%، قبل ذلك يتم سحب عينات من كل نوع من المخلفات على حدة، ثم في النهاية بعد الخلط والفرم يتم عمل تحليلات مرة ثانية للتأكد من سلامة العلف وقيمته الغذائية، "الأعلاف التقليدية نتيجة الإضافات أحيانا بتحتوي على بكتيريا وسموم، لكن تحليلات أعلافنا خالية من ميكروب السالمونيلا وميكروب الإيشيريشيا كولاى ومن سموم الأفلاتوكسين" وذلك بحسب نتائج التحليلات فى وحدة خدمات صحة الحيوان التابعة لمعهد بحوث صحة الحيوان بمركز البحوث الزراعيه التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، على حد قول عبد الباقي.
تحويل مخلفات الأغذية إلى أعلاف غير تقليدية، فكرة لاقت حماسا من بعض المصانع والشركات وخصوصا ذات العلامات التجارية عالية السمعة، وذلك خوفا على سمعتها من تسريب مخلفاتها للسوق مرة أخرى، كما استحسن مربو الماشية وأصحاب المزارع استخدام الأعلاف لتساوي قيمتها الغذائية مع التقليدية مع انخفاض سعرها الذي يصل لأقل من نصف سعر غيرها، وكان حصولهم على موافقة وزارة البيئة بابا يفتح أملًا أن يستطيع الشابان الثلاثينيان تطوير مؤسستهما وإدخال نوع جديد من الأعلاف هي العضوية حيث تدوير بواقي أطعمة المنازل والمطاعم لأعلاف ولكن الأمر يحتاج لرأس مال كبير وأسطول سيارات لجمع المخلفات العضوية، ويدفعهما في ذلك "نشر التوعية بتحويل النفايات بعيدا عن المكبات".
تعليقات الفيسبوك