علي الجفري: بيان هيئة علماء اليمن يُحرض على القتال واستباحة الدماء
الحبيب علي الجفري
استنكر الداعية اليمني الحبيب علي الجفري، البيان الصادر من الجهة المسماة بـ"هيئة علماء اليمن"، وقال إن البيان الخاص بهم يدعو لاستباحة الدماء والتحريض على القتال داخل الدولة اليمنية.
وأضاف في تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "طالعت البيان الصادر عن الجهة المسماة بهيئة علماء اليمن، وهي هيئة لا تمثل من علماء اليمن إلا من كان منتميًا إلى توجهاتهم السياسية، فوجدت البيان أبعد ما يكون عن البيان الشرعي الذي يرشّد الواقع السياسي، بل هو بيان سياسي تم إلباسه لباس الشريعة".
وأوضح الداعية اليمني، أن البيان استشهد بآية كريمة وحديث شريف لا صلة لهما بالواقع المراد بيانه، بل جاء على نحو يجعل من إيراد النصوص المعصومة مقدِّمةً لاستباحة الدماء والتحريض على الاقتتال، والعياذ بالله، على حد قوله، حيث استفتح البيان بقول الله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ".
وتابع: "البيان يُعد إعادة لفتاوى الدم التي استباح بها بعضهم دماء أهل الجنوب في حرب 94، حين اتهموا من يحاربونهم بالكفر والشيوعية، وخاطبوا الناس في المساجد بقتالهم، ونسجوا القصص عن كرامات جهادهم المزعوم، ووصل الأمر بهم حينئذ إلى استباحة ما حرّم الله من قتل المدنيين الأبرياء من أهل مدينة عدن ملصقين باطلهم بفتوى التترس".
وعرضت قناة "مداد نيوز" السعودية، تقريرا مصورا على موقع "يوتيوب"، رصدت فيه فتوى عبد المجيد الزنداني، رئيس ما يُسمى بهيئة علماء اليمن تدعو لمقاتلة الجنوبيين في اليمن وتفتح الباب لعودة خطر تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن.
وواصل الجفري: "الآية الكريمة نزلت في قتال المشركين الذين يقاتلون المسلمين على دينهم، لذلك اعتبر القتال قتالًا في سبيل الله، فهل يُكررون الحكم بكفر خصومهم من أهل الجنوب ليجعلوا قتالهم جهادًا في سبيل الله؟!"، موضحًا أن القتال الدائر اليوم ليس قتالا في سبيل الله، ولا هو شق لعصا الطاعة، ولا تفريق لجماعة كانت على قلب واحد، بل هو قتال على نسق الحكم وتشكيل الحكومات، وفيه من يشتكي ظلما رآه، وفيه من يدّعي شرعية في معترك بين الفريقين على دولة لا وجود لحقيقتها على الأرض ولا بسط لسلطانها على الرَعِيّة.
وتابع: "ولقد كان الاكتفاء بالدعاء بالفرج ونصرة الحق هو المسلك الذي اخترناه منذ بداية الأحداث، تجنبًا لالتباس الرأي الشخصي بالحكم الشرعي في أذهان المتابعين، وثباتًا على مسلك مشايخنا من عدم المشاركة في النزاعات السياسية على السلطة؛ فلما ظهر هذا البيان وما حواه من التلاعب بالخطاب الشرعي و العمل على تسخيره للأغراض السياسية لم يكن هناك بُدٌّ من بيان زيف صلته بالشريعة وإيضاح بُطلانه".
وواصل: "أُحذّر الجميع من مآل الاسترسال في العبث بدلالات النصوص المعصومة والفتاوى الشرعية في سياق إشعال الحروب وإزهاق الأنفس وتدمير الأوطان؛ فإن نتاج هذا الاسترسال هو خروج شرائح متسعة من الشباب عن دين الله تعالى إلى ظلمات الإلحاد أو النفور والإعراض متوهمين أن هذا العبث وسفك الدماء وتدمير الأوطان هو دين الله تعالى".