"راهبات فرنسيسكان" بنى سويف أحرقها "الإخوان" فأعادتها الهيئة الهندسية إلى الحياة
أطفال مدرسة راهبات بنى سويف العريقة بعد أن استعادت نشاطها
أقل من عام واحد، هو ما احتاجته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لإعادة تأهيل وإعمار مدرسة «الراهبات الفرنسيسكان»، بمدينة بنى سويف، بأعمال بناء وترميم ودهان، لكامل وحدات المدرسة من فصول وغرف إدارية، لتتحول إلى لوحة فنية رائعة، بعدما حرقها وخرّبها عناصر جماعة «الإخوان الإرهابية»، وسرقوا محتوياتها، فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة.
وتُعد مدرسة الراهبات إحدى أقدم المدارس فى بنى سويف، بدأت خدماتها التعليمية منذ عام 1898 كأول مدرسة خاصة على مستوى المحافظة، ورفعت شعار «لا فرق بين مسلم ومسيحى»، وظلت تقدم خدماتها التعليمية لأكثر من 120 عاماً دون توقف، ليتخرج منها قامات علمية وسياسية وتنفيذية على مدار تاريخها، إلا أنه وفى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، اقتحمت عناصر الجماعة الإرهابية المدرسة، ضمن عدة منشآت تم استهدافها بالمحافظة، منها مبنى ديوان عام المحافظة، والمحكمة الابتدائية، وعدد من مراكز وأقسام الشرطة.
وخلال تلك الأحداث، تعرضت المدرسة للنهب والحرق والسرقة والتعدى على الراهبات بالسب والإهانة، بالإضافة إلى الاعتداء على الممتلكات الخاصة لعدد من المدرسين والعاملين بإدارة المدرسة، قبل أن يوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعادة ترميم المدرسة، وإظهارها فى أبهى صورة لها، لتصبح أفضل مما كانت عليه، وبالفعل تسلمت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المدرسة، وبدأت فى تأهيلها، حتى انتهت من كافة أعمال البناء والدهان والتطوير خلال أقل من عام، ليتم افتتاحها من قبل اللواء أركان حرب طاهر عبدالله، رئيس الهيئة الهندسية وقتها، وأحد أبرز من تلقوا تعليمهم الابتدائى داخل المدرسة، فى حضور محافظ بنى سويف الأسبق، المستشار مجدى البتيتى.
مديرة المدرسة: نشكر الرئيس وقواتنا المسلحة.. وولى أمر: المبنى أصبح أفضل
«فيرونيكا نجيب»، مديرة مدرسة «الراهبات الفرنسيسكان»، قالت لـ«الوطن» إن المدرسة تعد الأولى فى محافظة بنى سويف، ومنذ بدء الدراسة بها قبل نحو 120 عاماً، قدمت خدماتها التعليمية للجميع، من المسلمين والمسيحيين، دون تفرقة، إلا أنه وفى أعقاب فض اعتصامات جماعة «الإخوان» فى ميدانى النهضة ورابعة، تعرضت المدرسة لموقف لم تشهده من قبل، حيث امتدت يد عناصر الجماعة الإرهابية إليها بالغدر، ما بين حرق وتخريب وسرقة، عقاباً للموقف الوطنى الذى تبنته إدارة المدرسة، وموقفها الصريح الداعم لثورة 30 يونيو، لكن بفضل القوات المسلحة، ممثلة فى الهيئة الهندسية، تمكنت من إعادتها إلى أفضل مما كانت عليه.
ووجهت مديرة المدرسة الشكر للقوات المسلحة وإلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، لما يقومون به من إنجازات حقيقية لصالح الشعب المصرى بأكمله، بالإضافة إلى دورهم الكبير فى إعادة ترميم وتأهيل المدرسة، وتابعت بقولها: «المدرسة عليها إقبال كبير للغاية من أولياء الأمور، سواء من المسلمين والمسيحيين، نظراً لثقتهم فى القائمين على المدرسة وفى أعضاء هيئة التدريس، مشيرةً إلى أن المدرسة تطبق أحدث النظم التعليمية الحديثة، وتأخذ على عاتقها الابتعاد عن وسائل الحفظ والتلقين، مما جعل منها مركزاً لإعداد جيل قادر على تحمل المسئولية، وبث قيم التعايش والولاء وحب الوطن والبذل والعطاء، دون فرق بين مسلم ومسيحى.
وأضافت «فيرونيكا» أن المدرسة حريصة على المشاركة المجتمعية، من خلال العديد من الأنشطة، ومشاركة المجتمع المحيط فى كافة الفعاليات الوطنية والخيرية، من خلال زيارة الملاجئ ودور المسنين، والمشاركة فى المبادرات التى يتم إطلاقها، سواء عن طريق ديوان عام المحافظة أو من خلال مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، وغير ذلك من المبادرات.
أما «جرجس وهيب»، أحد أولياء الأمور، فاعتبر أن «ما حدث لمدرسة الراهبات يعد إعجازاً بمعنى الكلمة، فخلال يوم واحد تم تدمير المدرسة تماماً على يد جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أنه وبتكليفات المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت، ورئيسنا الحالى، تم إعادة ترميم المدرسة وإعمارها وتأهيلها، لتكون أفضل مما كانت عليه، لتستمر المدرسة فى المحافظة على تاريخها، واستكمال رسالتها فى تعليم القيم والأخلاق»، مشيراً إلى أن كثيراً من المسلمين، ومنذ عشرات السنين، يحرصون على إلحاق أبنائهم بالمدرسة، لما تتمتع به من نظام تعليمى جيد، خاصة فيما يتعلق بالأخلاق القويمة والقيم العليا.