الغذاء العالمي: الأمطار تعزز إنتاج المحاصيل الزراعية في سوريا
برنامج الغذاء العالمي
ذكر تقرير جديد أصدره برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم في جنيف، أنّ الأمطار الغزيرة التي سقطت على المناطق الزراعية في سوريا وتحسن الأمن العام أدى لتعزيز إنتاج المحاصيل مقارنة بالعام الماضي، موضحا أنّ ارتفاع أسعار المواد الغذائية مازال يفرض ضغوطا أكبر على العديد من السوريين، وأنّ إنتاج القمح بلغ 2.2 مليون طن متري مقارنة مع 1.2 مليون طن متري في العام الماضي.
وأوضح برنامج الغذاء العالمي أنّ إنتاج القمح رغم ذلك يظل أقل بكثير من متوسط ما قبل الأزمة والبالغ 4.1 مليون طن، في الوقت الذي بلغ إنتاج الشعير فيه نحو مليوني طن متري، وهو أكثر من 5 أضعاف ما كان عليه في العام 2018 الماضي، وأعلى بنسبة 150% من متوسط الإنتاج قبل الأزمة.
وقال المتحدث باسم البرنامج هيرفيه فيرهوسل، إنّه رغم تحسن الإنتاج فإنّ الأمن الغذائي في سوريا لايزال يمثل تحديا خطيرا بسبب استمرار الأعمال العدائية المحلية والتشريد الجديد والمتواصل، إضافة لتزايد أعداد العائدين حديثا والتآكل المستمر لمقاومة المجتمعات بعد قرابة تسع سنوات من الصراع.
وأشار فيرهوسل إلى أنّ التقرير اعتمد على زيارات أجراها الفريق المشترك لبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة "فاو" والذي زار 10 محافظات من 14 محافظة في كل أنحاء البلاد ولم يتمكن فقط من الوصول إلى الرقة وإدلب، وحيث أجرى الفريق مقابلات وأعد دراسات استقصائية وجمع البيانات الوطنية كما استعرض المعلومات والصور من الاقمار الصناعية.
من جانبه، قال ممثل المنظمة الدولية في سوريا مايك روبسون، إنّه رغم الأمطار الجيدة فإنّ المزارعين في المناطق الريفية مازالوا يواجهون العديد من التحديات، مثل عدم الحصول على البذور والأسمدة وارتفاع تكاليف النقل ووجود الذخائر غير المنفجرة في بعض الحقول وفرص التسويق المحدودة، مشيرا إلى أنّه لم يكن هناك دعم متزايد لسبل العيش الزراعية ولاسيما لأكثر الأسر ضعفا في سوريا فإنّ الاعتماد على المساعدات الغذائية سيظل قائما.
وتابع البرنامج الأممي أنّ نحو 6.5 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وهناك 2.5 مليون شخص إضافي معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي ويحتاجون إلى دعم سبل كسب العيش لتعزيز قدرتهم على الصمود، مشيرا إلى أنّ قلة فرص العمل وزيادة أسعار الوقود والسلع أدت إلى الحد من القدرة الشرائية للأسر، ما تسبب في تبني المزيد من الأسر استراتيجيات سلبية للتكيف مثل استهلاك طعام أقل تفضيلا وأقل تكلفة وخفض عدد الوجبات اليومية أو سحب الأطفال من المدرسة من أجل العمل .
وأضاف المتحدث باسم "برنامج الغذاء العالمي"، أنّ الحرائق الميدانية لم تكن عادية في أثناء الحصاد وكانت أكثر توترا وشدة هذا العام، حيث قدّرت الحكومة السورية أنّ نحو 85 ألف هكتار من المحاصيل حرقت، وبعض تلك الحرائق كانت بسبب النزاع النشط في بعض المناطق.