أول قتيل فى «ماسبيرو»: مشاجرة بين 3 عمال تنتهى بمقتل أحدهم فى «استوديو 6»
ضحكات «خالد عبدالعليم» كانت تملأ جنبات «استوديو 6» فى قطاع الأخبار، داخل مبنى ماسبيرو العريق، وسرعان ما تحولت هذه الضحكات إلى صرخات بسبب مشاجرة مع زميليه «خالد وعماد» حول طبيعة العمل لم تستمر سوى دقائق معدودة ثم انهالا عليه ضرباً بقطعة خشب على رأسه داخل الاستوديو، ليلفظ على أثرها أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى قصر العينى الفرنساوى، بعدما فشلت محاولات إسعافه داخل غرفة الرعاية المركزة.
الجريمة البشعة التى حدثت داخل أروقة مبنى ماسبيرو العريق، وبالتحديد داخل استوديو 6، هى أول جريمة قتل يشهدها مبنى التليفزيون، الجريمة بدأت بين المجنى عليه خالد فتحى عبدالعليم، فنى فى قطاع الأخبار، وزميله «خالد. م»، بمشادة كلامية بينهما تطورت إلى التشابك بالأيدى، وحضر عدد من زملائهما وتمكنوا من فض المشاجرة، وتم استدعاء أفراد الأمن الإدارى الذين تمكنوا من الصلح بينهما داخل مكتب الأمن.
عاد الاثنان إلى العمل فى الاستوديو وانضم إليهما زميلهما عماد.. وتجددت المشاجرة بين الطرفين مرة أخرى وتعالت الأصوات والصرخات، بعدما أمسك المتهم خالد بقطعة خشب وضرب بها المجنى عليه خالد فتحى بعدما تمكن المتهم الثانى عماد من شل حركته، سقط الضحية غارقاً فى دمائه وفاقداً للوعى، ولم تفلح محاولات المتهمين فى إفاقته، اصطحباه بعد إبلاغ الأمن الإدارى إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى، ليرقد داخل غرفة الرعاية المركزة قرابة 3 ساعات ويفارق بعدها الحياة.
التقارير الطبية التى تسلمها المستشار أحمد معاذ، مدير نيابة حوادث وسط القاهرة، أكدت أن الوفاة ناتجة عن تعرض المجنى عليه لنزيف فى المخ، بسبب تهشيم رأسه بواسطة قطعة خشبية، وكدمات فى مختلف أنحاء الجسد، وعندما وجهت النيابة للمتهمين تهمة القتل العمد، أنكرا هذه التهمة وبررا الجريمة بأنهما حاولا تأديب المجنى عليه، الذى سبهما بألفاظ نابية، وأنهما لم يخططا للجريمة بل كانت مشاجرة داخل أحد استوديوهات ماسبيرو، وأنهما لم يضربا المجنى عليه بقطعة خشب، بل دفعه أحدهما فسقط على رأسه ما تسبب فى حدوث جرح كبير فى رأسه، فأسرعا بنقله إلى المستشفى، وبقيا معه حتى عرفا بخبر وفاته، وبعدها تم التحفظ عليهما واقتيادهما إلى قسم شرطة بولاق أبوالعلا وتحرر ضدهما محضر بمعرفة العميد أحمد فرج، مأمور قسم شرطة بولاق أبوالعلا.
«أنا عاوزة دم أخويا ما يروحش هدر، مش عارفة إيه اللى حصل، أنا كنت موجودة فى البيت لما جانى الخبر عن طريق أحد أفراد المباحث»، هذه الكلمات تحدثت بها شقيقة المجنى عليه وتدعى عزة التى قالت فى تحقيقات النيابة إن شقيقها خالد كان يتصل بها على فترات متباعدة، وإنه كان يقيم بمفرده فى منطقة روض الفرج بعد أن طلق زوجته، والمرة الأخيرة التى اتصلت به كانت قبل الواقعة بقرابة 15 يوماً، وإنها لم تعرف بوجود أى خلافات معه فى الشغل، وإنها فوجئت بالحادث، وأسرعت إلى مستشفى قصر العينى بصحبة زوجها لتجده جثة هامدة فى ثلاجة المستشفى.[FirstQuote]
8 ساعات هى مدة التحقيقات التى باشرتها نيابة حوادث وسط القاهرة، بإشراف المستشار وائل شبل، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، مع المتهمين اللذين اعترفا بتفاصيل الجريمة، وسردا الخلافات التى دارت بينهم قبل الجريمة، إلا أنهما أنكرا التخطيط للقتل أو الانتقام من المجنى عليه وأن الجريمة حدثت بالمصادفة بعدما حاولا تأديبه.
تفاصيل الجريمة التى لم تستغرق سوى 7 دقائق يحكيها أحمد زملاء القتيل، الذى رفض ذكر اسمه، قائلا: «فى البداية الميت لا تجوز عليه سوى الرحمة، بس المرحوم خالد كان كثير افتعال الخلافات والمشاكل مع زملائه، وأنا ما بقولش كده لتبرير الجريمة»، وأضاف أنه كان شاهد عيان على هذه الجريمة التى حدثت أمامه داخل الاستوديو، وعندما حضر فى ساعات الصباح الأولى من اليوم الذى حدثت فيه الجريمة وجد المجنى عليه «خالد» واقفاً أمام باب الاستوديو، وفى يديه كوب شاى، وأثناء محاولته دخول الاستوديو التفت إليه خالد وقال له دعابة «ما لسه بدرى يا عمنا»، وتبادلا الابتسامات، وبعد مرور قرابة نصف ساعة حضر زميلنا «خالد. م» المتهم الأول فى القضية، ودارت بينه وبين المجنى عليه مناقشات حول طبيعة العمل، وكانت ضحكات المجنى عليه تملأ جنبات الاستوديو، وحينها خرجت من الاستوديو من أجل التحدث فى الهاتف المحمول بعيداً عن الاستديوهات التى لا تصل إليها شبكات المحمول، وعندما رجعت بعد مرور قرابة 10 دقائق سمعت أصواتهما العالية وهما يتبادلان الضرب بالأيدى، فأسرعت إليهما بعدما أبلغت أفراد الأمن الذين حضروا وتمكنوا من تسوية الخلاف والصلح بينهما داخل مكتب الأمن، وعندما عاد الطرفان بصحبة زميلهما «عماد» المتهم الثانى إلى الاستوديو لمتابعة مهام عملهم تجددت المشاجرة بين الطرفين إلا أنها فى هذه المرة لم تكن بين المجنى عليه وزميله خالد بل انضم إليهما عماد، لكنه كان فى طرف المتهم خالد، وعندما تطورت الأمور بينهم تمكن المتهمان «خالد وعماد» من تهشيم رأس المجنى عليه بقطعة خشب وفارق على أثرها الحياة.
العميد أشرف عز العرب، رئيس قطاع مباحث شمال القاهرة، انتقل إلى مبنى ماسبيرو، بعد أن وصلت إليه إشارة من أحد الضباط الموجودين فى مستشفى قصر العينى يخبره بوفاة خالد عبدالعليم، فنى فى قطاع الأخبار، وعاين مكان الواقعة واستمع إلى شهود العيان وتبين من التحريات أن الجريمة لم تكن مع سبق الإصرار والترصد وأنها حدثت بالمصادفة بسبب مشاجرة بين المجنى عليه واثنين من زملائه نفذا الجريمة داخل استوديو 6 انتقاماً من المجنى عليه الذى وجه إليهما وصلة من السباب بعد مشادات حول طبيعة العمل.