مساحة شاسعة أمام منزله خصّصها لتكون ورشة يصنع بها عربات «كارو» من الصاج، الحرفة التى ورثها عن والده، وكان يتمنى أن يورثها لأبنائه، قبل أن يتوقف حالها بفعل ارتفاع أسعار الحديد، ولجوء الباعة الجائلين إلى بديل أسهل هو «التروسيكل».
عربات «كارو» تنتظر الزبائن، قام حسن إمام برصها أمام الورشة، التى تقع فى أحد شوارع منطقة أبوزعبل، وتفرغ من العمال، حيث ذهبوا للبحث عن لقمة عيشهم فى مجال آخر أكثر رواجاً، للإنفاق على أسرهم، بينما يعتمد هو على زبائنه من المزارعين، الذين ما زالوا يستخدمون عربات «الكارو» لنقل الغلة وأدوات الزراعة: «كل فين وفين لما حد يشترى كارو، أغلب أصحاب المشاريع التجارية بيعتمدوا على عربات التروسيكل، علشان أريح وسريعة، ومش هتكلفهم شرا حمار».
كل صباح يجلس الرجل، صاحب الستين عاماً، أمام ورشته، التى أوشكت معداتها أن يصيبها الصدأ من قلة استخدامها، بعدما كانت تنعشه مادياً، قبل أن يصل سعر العربة الواحدة إلى ما يزيد على 7 آلاف جنيه، بخلاف سعر الماشية التى تجرها: «كل حاجة غليت، وارتفاع سعر الحديد رفع سعر العربيات، وخلى الناس تستغنى عنها، وبقيت مش عارف أسوقها بعد ما كانت بتدخل لنا فلوس كويسة».
من خلال التواصل مع أهالى المناطق الريفية، والسفر إليها، يحاول «حسن»، تسويق عرباته، حيث لا تتناسب مع طبيعة عمل وحياة المزارعين، ولديهم ما يكفى من الماشية لجرها: «باحاول أتعامل مع الوضع الحالى، لأنى ماعرفش لقمة عيش غيرها».
تعليقات الفيسبوك