رسم مشاهير لاعبي كرة القدم أمر معتاد للمشجعين الموهوبين، يعبرون بها عن إعجابهم ببطلهم، ويتخذون منها وسيلة لتقدير موهبته وبراعته، لكن أن يتحول الإبداع الفني لأحد المشجعين كي يكون وسيلته للإشادة بمشجع آخر، هو وسام انتماء عالٍ يعبر عن ترابط جمهور النادي الأهلي.
تجلى ذلك في لوحة فنية قام بتصميمها محمد البسيوني لتحمل صورة مشجع الأهلي محمد سمير، بعد أن تعرض لبتر قدمه بعد مشاهدة مباراة نادي الأهلي المصري ونادي "اطلع برة" السوداني، في دور الإياب بدوري ابطال أفريقيا، حيث اختل توازنه وسقط تحت عجلات القطار.
البسيوني: "حمصة" بقى رمز من رموز الأهلي الكبار وأثبت إن التضحية مش أغاني بس
"بحاول أشجعه وأقوله إحنا مقدرين تضحيتك ولازم تكمل"، بهذه الكلمات بدأ البسيوني، 26 سنة، حديثه لـ"الوطن"، عن لوحة نفذها بتقنية ثلاثية الأبعاد، تحمل صورة "حمصة"، والتي بدأها بمجرد سماعه خبر الحادثة، مستخدما مهاراته الفنية كمصمم جرافيك ورسام حر، معتبرا إياه رمزا من رموز الأهلي الكبيرة التي يجب تكريمها.
فتش الفنان العشريني في صور المشجع الأهلاوي المنشورة بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعد أن أرسله له مشجع آخر، حتى حصل على صورتين يمكن أن تسهم زاويتهما في تأكيد رسالته الداعمة، ثم قام بطباعتهما بعد إجراء تعديلات بواسطة برامج الصور، وبطريقة تقسيم الصورة إلى أجزاء طولية متساوية يتم وضع كل جزء بجوار الآخر، بحيث يترك بينها مسافات متساوية، هي الأخرى، على قطع من الخشب "بالطريقة دي لما حد يبص على البرواز من اليمين هيشوف صورة ومن الشمال هيشوف صورة تانية.. ماحبتش أبعتله علشان أطلب صور منه وقولت أخليها مفاجأة".
" زي نسر الأهلي طاير" كلمات يتغنى بها مشجعي المارد الأحمر، وكتبها البسيوني على أحد جوانب لوحته الفنية، ليتمنى أن تصبح حقيقة مرة أخرى، ويظل "حمصة" بعد الحادثة كما كان وكما تقول كلمات أغنيتهم "وراك يا أهلي أنا كعب داير"، وهذا ما يؤكده حمصة بصفة دائمة من وقت الحادثة، معبرا عن دعمه وانتمائه للنادي حتى بعد الحادثة، ليجعل ذلك منه بطلا في عيون البسيوني.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يصمم الفنان العشريني لوحة أهلاوية، لكنها المرة الأولى التي يقدم من خلالها مشجعا لناديه المفضل "رسمت صالح سليم وأبو تريكة ووليد سليمان، كنوع من التقدير لكن المرة دي الأمر مختلف.. حمصة خلاني شايفه زي أي حد من رموز الأهلي بتضحيته دي واللي بعدها ما قالش ياريتني ماروحت، بالعكس بيحمد ربنا وهيكمل يروح ورا النادي ودة اللي كان نفسي أوصله ليه".
"تسلم إيديك مفاجأة حلوه أوي وفرحتني بجد أنا مش عارف أشكرك إزاي الصراحة، شكرا بجد على الفرحة "، بهذه الكلمات عبر حمصة عن سعادته عندما شاهد لوحة البسيوني، لتكتمل سعادة مصمم الجرافيك والذي بادر وعرض عليه أن يقوم بإيصالها إليه في قريته بكفر الدوار قادما من القاهرة.
تعليقات الفيسبوك