"الوطن" داخل "بيت التطوع".. أول مركز لمكافحة الإدمان بجامعة القاهرة
مقر "بيت التطوع" بجامعة القاهرة
«بيت التطوع» هو أول مقر دائم لصندوق مكافحة الإدمان وتعاطى المخدرات بجامعة القاهرة، افتتحه رئيس الجامعة، الدكتور محمد عثمان الخشت، ووزيرة التضامن الاجتماعى، الثلاثاء الماضى، ويهدف إلى توعية الشباب بمخاطر التدخين والإدمان.
مهامه: استقطاب المتطوعين وتدريبهم على مساعدة زملائهم للإقلاع عن التدخين والابتعاد عن المخدرات
«الوطن» تجولت داخل المقر، الذى يقع على بعد 40 متراً فقط، يمين الباب الرئيسى للجامعة، والذى تمت تهيئته بما يتماشى مع أفكار ورؤى وعقليات شباب الجامعات، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و22 عاماً، مقاعده مرصوصة فى أشكال دوائر مستديرة، ويضم كتباً كثيرة تناسب الجميع، ويمتلئ بالشباب المتطوعين من مختلف الكليات، الذين يؤدون الدور المنظور بـ«البيت»، وهو استقبال زملائهم لنصحهم وتوعيتهم بأهمية الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن المخدرات، ومن ثم التطوع لمساعدة الآخرين على النجاة من الكارثة.
وفاء مختار، متطوعة بالصندوق، حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية، من جامعة حلوان 2019، قالت إنها قررت التطوع منذ ٣ أعوام، لتكون أداة فاعلة من أدوات القضاء على المخدرات، مؤكدة أن «تجربة الجامعات فى محاربة المخدرات جيدة، وفكرة توعية الشباب بمخاطر هذه الكارثة لا بد أن تكون محل اهتمام من الجميع».
وأضافت لـ«الوطن» أنها فوجئت بإقبال كثيف من طلاب كلية الآداب وعدد من الكليات المجاورة لمقر «البيت» بجامعة القاهرة، مشيرة إلى أن هناك عدداً من البرامج المميزة لمكافحة الإدمان والمخدرات بالصندوق تستهدف الجميع بداية من طلاب المدارس وحتى الجامعات، عبر كورسات مكثفة عن طريق الاحتكاك والممارسة الفعالة. وأشارت إلى أنه «على سبيل المثال يتم تدريب الطلاب وتوعيتهم عن طريق القصص القصيرة المصنوعة، وكذلك الألعاب المثيرة لجذب الانتباه والتى تؤكد خطورة التدخين والتعاطى».
وتابعت وفاء أن هناك عدداً من البرامج التدريبية لطلاب الصفوف الإعدادية والثانوية تعتمد على المهارات الحياتية لتوعيتهم للإقلاع عن التدخين وغيره من السلوكيات بطرق غير مباشرة، فضلاً عن البرامج التى تعتمد على النزول إلى الميادين والنوادى، وتهدف لنشر الوعى بمخاطر التدخين والمخدرات.
وأشادت وفاء بسياسة وزارة التضامن بالتنسيق مع الجامعات للتوسع فى تأسيس مراكز الإقلاع عن المخدرات، وتدريب طلاب الجامعات على توعية زملائهم المدخنين بضرورة الإقلاع عن التدخين وغيره، مؤكدة أن الصندوق والوزارة، بدعم منن القيادة السياسية، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، سيكونان من أهم أدوات الدولة للقضاء على الإدمان. من جهته أكد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان، التابع لوزارة التضامن، أن فكرة مشروع «بيت التطوع» بإنشاء عدد من مراكز مكافحة الإدمان والتعاطى من المخدرات بالجامعات، انبثقت عن رؤية ورغبة وتطوع شباب الجامعات للمساهمة فى القضاء على المخدرات، خاصة طلاب جامعة القاهرة، حيث تمنح كلية الآداب دبلوماً فى مكافحة هذا السرطان.
وأوضح «عثمان» لـ«الوطن» أن الصندوق لديه خطة للتوسع بتأسيس مقار جديدة لـ«بيت التطوع» فى كل الجامعات المصرية، بداية من العام الدراسى الجديد، لافتاً إلى أنه سيتم افتتاح مقر ثان للمركز بالحرم الرئيسى لجامعة حلوان خلال أيام.
وأضاف أن هذه البيوت ستكون فرصة كبيرة لجذب أكبر عدد من المتطوعين من شباب الجامعات، مشيراً إلى أن الصندوق لديه حالياً أكثر من ٢٨ ألف متطوع من مختلف المحافظات. وقال: «فى إحدى المحاضرات وجدت عدداً كبيراً من الشباب يرغبون فى التطوع، فشباب مصر يرغبون فى أن يكونوا نافذة للنهوض بوطنهم».
وتابع: «من أول يوم عمل للمقر بجامعة القاهرة، استقبلنا عدداً كبيراً من الطلاب، يريدون العمل معنا»، موضحاً أن رحلة التطوع تبدأ من تدريب الشاب على عدد من المهارات حول كيفية التواصل والتعامل مع الشباب بمختلف أعمارهم، بالإضافة إلى عدد من التدريبات الخاصة التى تهتم بالاطلاع والمعرفة عن كل ما يتعلق بالإدمان، وأخيراً توظيف كل متطوع وفقاً لمهاراته، فمنهم من يتخصص فى التوعية عن طريق الاحتكاك المباشر مع الطلاب، ومنهم من يختار الإعداد للبرامج الإعلامية، وغيرهم من يتمتع بمهارات التواصل عن طريق «الكول سنتر» أو صفحات «السوشيال ميديا»، وغيرها.
وأشار إلى أن خطط صندوق مكافحة الإدمان تعتمد أولاً على التوعية والتجربة، مؤكداً أن اختيار الشباب للتوعية شىء إيجابى نظراً لقرب الأعمار بين الطلاب وبعضهم البعض. ولفت إلى أنه تم الإعلان عن مسابقة لأفضل بحث علمى يحمل أفكاراً جديدة تساعد الشباب على الإقلاع عن المخدرات، وهى بمثابة توعية غير مباشرة، فضلاً عن أنها تساعد الصندوق على إيجاد أفكار جديدة يدخل بها إلى الشباب، والجائزة تصل لـ٢٠ ألف جنيه للبحث الفائز.
وأوضح أن مراكز «بيت التطوع» بالجامعات تضم شباباً من الكليات المختلفة بكل جامعة، لاستقبال زملائهم الراغبين فى التطوع لملء نموذج الاشتراك «الأبليكيشن»، فضلاً عن عدد من الطرق المحفزة على الاطلاع والقراءة، مثل «كتب التعافى بطريقة برايل للطلاب المكفوفين»، كذلك قصص المتعافين، بخلاف كتب الإرشادات والنصائح كـ«كتب تأثير المخدرات على صحة الإنسان».
ولفت إلى أن الصندوق لديه ٢٤ مركزاً علاجياً على أعلى قدر من الخصوصية والسرية، مؤكداً أن أى حالة ترغب فى العلاج يتم إرسالها لأى مركز ويتحمل الصندوق تكاليف علاجها بالكامل، مشيراً إلى أن الطلاب المتطوعين بالجامعات هم بمثابة سفراء الصندوق بالجامعات.
وأضاف أن خطة الصندوق تستهدف تغطية كل محافظات الجمهورية بمراكز العلاج بحلول 2022، لافتاً إلى أن تكلفة إنشاء المراكز فى الجامعات لها سياستان، الأولى أن يتحمل الصندوق التكلفة كاملة، والثانية أن تكون مناصفة بين الجامعة والصندوق.
40 متراً..
المسافة بين الباب الرئيسى للجامعة والمقر، والذى تمت تهيئته بما يتماشى مع أفكار شباب الجامعات