العائدون من داعش.. 42 ألف قنبلة إرهابية بشرية تهدد 120 دولة حول العالم
عناصر داعش
على مدار 3 عقود مضت، عانت دول العالم من ظاهرة "العائدين" ابتداءً بالعائدون من أفغانستان وألبانيا والبوسنة والهرسك والعراق واليمن، ثم العائدون من داعش خلال السنوات الماضية، وباتت ظاهرة العائدين قنابل بشرية تهدد دول العالم، وأصبحت بوابات لإنطلاق مصانع للإرهاب المسلح
وخلال فاعليات جلسة تقييم تجربة مكافحة الإرهاب محلياً وإقليميا، بمنتدى الشباب تحدثت تقى النجار إحدى المشاركات في برنامج الأمن والدفاع بمؤتمر الشباب، عن خطر "العائدون من داعش" كما حذرت من تكرار سيناريو 11 سبتمبر واستهداف مناطق حيوية، حال عودة هؤلاء الارهابيون لبلادهم، مشيرة إلى أن الغرب متخوف من عودتهم.
4 احتمالات للعائدين.. أبرزها تكرار سيناريو 11 سبتمبر واستهداف مناطق حيوية
وأوضحت تقى، خلال الجلسة التي شهدت حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الاحتمال الثاني يتمثل في تنفيذ عمليات إرهابية تتخذ نمط "الذئاب المنفردة" أو "الإرهاب العائلي" أو "الإرهاب الانتحاري"، مؤكدة أن التنظيمات الإرهابية في الفترة الأخيرة أصبحت تعول على الإرهاب الانتحاري بصورة كبيرة، كما أن احتمالية لتحول العائدون للفكر المتطرف من خلال تجنيد أفراد عائلاتهم والأفراد المحيطين حال عودتهم، أما الاحتمال الرابع فيمثل توظيف عناصر كجسور ما بين التنظيمات الداخلية والتنظيمات الخارجية، وبالتالي الضغط على مقدرات وأمن الدول.
18 ألف مقاتل إرهابي يهددون دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
أوضحت تقى، أن عدد المقاتلين الأجانب في داعش نحو 42 ألفًا منهم 7 آلاف عادوا لبلادهم، وتتنوع الجنسيات الخاصة بالعائدون، فالاتحاد الأوروبي ذكر أنهم من 120 دولة حول العالم، فيما أكدت الأمم المتحدة أنهم من 80 دولة، منهم 18 ألفا و800 مقاتل من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأكثر من 7 آلاف من شرق أوروبا و6 آلاف من آسيا.
4700 امرأة حاضنة للإرهاب والفكر المتطرف الداعشي
وكشفت تقى، عن وجود 4 آلاف و700 امرأة حاضنة للارهاب والفكر المتطرف الداعشي، كذلك هناك عائلات إرهابية كاملة "معيل إرهابي، امرأة ارهابية، طفل تربى على الارهاب والفكر المتطرف"، كما أشارت إلى ضبابية مسار العودة.
الإفتاء: 20% من مقاتلي داعش من الغرب.. والمغرب ومصر واليمن ونيجيريا والكاميرون وتشاد والصومال أبرز بؤر التمركز
بدوره قال حسن محمد مدير مرصد الفتاوى التكفيرية بدار الإفتاء المصرية، أن المقاتلين العائدين من صفوف "داعش"، معضلة تواجه مختلف دول العالم، وتكمن المشكلة في تخوفات مختلف الدول والحكومات من إقدام الفارين من التنظيم الإرهابي على ممارسة العنف والإرهاب داخل حدود دولهم وعلى أراضيهم، ما يعرض سلامة الوطن وأمن المواطنين للخطر، خاصة مع عدم وجود بيانات واضحة وتفصيلية لهؤلاء العائدين، وإمكانية تسللهم إلى داخل الدول دون لفت انتباه أجهزة الأمن وجمع المعلومات، ما يشكل تهديدًا آخر.
وأوضح مدير مرصد الفتاوى التكفيرية بدار الإفتاء لـ"الوطن"، أن خلايا تابعة لتنظيم "داعش" تتركز في بقعة بعينها، منها المغرب العربي ومصر واليمن ونيجيريا والكاميرون وتشاد والصومال، مشيرا إلى احتمالية الانتقال بين التنظيمات التكفيرية والإرهابية، كما هو الحال بين "القاعدة" و"داعش".
وأضاف: "داعش جنَّد نحو 20% من مقاتليه من الدول الغربية؛ مما يمثل تحديًا رهيبًا أمام تلك الدول، لما يشكله هؤلاء العائدون من مخاطر محدقة على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي والفكري فيها، فأوروبا باتت تعيش حالة من التأهب لمواجهة تهديدات مقاتلي داعش العائدين إليها، خاصة دولًا مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا، حيث دخل الإرهاب الداعشي مستوًى خطيرًا من خلال شن هجمات إرهابية في العديد من المدن الأوروبية انتقامًا من الهزائم المريرة التي لحقت به في سوريا والعراق وليبيا".
ودعا مدير مرصد الافتاء، جميع دول العالم إلى مراجعة السياسات الأمنية والدفاعية وتشديد الإجراءات على حدودها البرية والبحرية وفي موانيها الجوية أيضًا مما لا يدع مجالًا لتسلل مقاتلي "داعش" أو غيره من التنظيمات المتطرفة، خاصة أن هؤلاء المقاتلين أصبحوا على دراية بسلوك طرق ملتوية واستخدام وثائق سفر مزورة للعودة إلى أوطانهم، فضلًا عما يحملونه من أفكار متطرفة وأساليب مخادعة يمكنهم بها جذب المزيد من العناصر لتشكيل خلايا صغيرة تعمل على تنفيذ عمليات انتحارية وإثارة القلاقل في تلك الدول
دراسة: تهديد عودة الجهاديين إلى أوروبا يمكن تصنيفها أربعة أنماط طبقًا لدرجة الخطورة
وعرض مرصد الإفتاء، عبر موقع دار الافتاء الرسمي، دراسة صادرة عن معهد العربية للدراسات أوضحت أن تهديد عودة الجهاديين إلى أوروبا يمكن تصنيفها 4 أنماط طبقًا لدرجة الخطورة وتشمل ما يلي:
النمط الأول: عدم التكرار مرة أخرى
هؤلاء يكون لديهم الحماس الشديدة للانخراط في القتال دفاعًا عن الدين، ولكنهم يكتشفون بعد ذلك مدى بشاعة القتال وما تعرضوا له من عمليات خداع، ويقررون عدم المشاركة مرة أخرى، وهذا النمط لا يمثل خطورة.
النمط الثاني: الانزواء النشط
وهؤلاء لا يقتصرون فقط على الانزواء والندم، ولكنهم يحاولون منع ذويهم من المسلمين من الذهاب وخوض التجربة نفسها.
النمط الثالث: السياح المجاهدون
وهؤلاء يحملون في البداية أفكارًا مثالية عن القتال، ثم يصطدمون بالأمر الواقع، ولكنهم يحاولون خداع الآخرين بنشر أفكار عن "عظمة" الجهاد عند عودتهم إلى ديارهم، وهذا النمط يشكل خطورة على الدول الأوروبية.
النمط الرابع: الجهاد العابر للقارات
وهؤلاء لديهم التزام أيديولوجي للعنف باسم الإسلام في الداخل والخارج، وهؤلاء لا يعودون إلى ديارهم إلا بعد تنفيذ عدة هجمات في الخارج، وهو النمط الأشد خطورة والأكثر انتشارًا. .
زعيم تنظيم الجهاد الأسبق: الذئاب المنفردة والانتحاريون سيكون لهم دورا كبيرا في أوروبا
فيما قال الشيخ نبيل نعيم زعيم تنظيم الجهاد الأسبق، إن "العائدون مثلوا خطرا كبيرا خلال السنوات الماضية، خاصة من النواحي الليبيبة عبر انتقالهم إليها من خلال البوابة التركية"، معتقدا أن تحركات مصر في ليبيا من خلال دعم المشير خليفة حفتر مثلت أكبر مواجهة لتلك الجماعات، أيضا كان هناك جزء يتم تجهيزه للتواجد في الشيشان؛ واجهت تلك التحركات بقوة.
وأوضح زعيم تنظيم الجهاد الأسبق، أن التواجد في أوروبا سيكون الخطر الأكبر فهناك خلايا عادت إلى دولهم لكنها ساكنة خلال الفترة الحالية، وسيمثلون خطر مستقبل خاصة الذئاب المنفردة والانتحاريون فسيكون لهم دورا كبيرا في أوروبا.
وأكد نعيم أن سيناريو 11 سبتمبر صعب تحقيقه خلال الفترة الحالية لكنه غير مستبعد في ظل ظاهرة العائدين، موضحا أنه سيتم استهداف مناطق حيوية،خاصة مع وجود 70 داعشي في السجون الإسرائيلية.
أبو السعد: يجب إنشاء مراكز تأهيل للعائدين للتخلص من الفكر الإرهابي
وقال طارق أبو السعد القيادي الإخواني المنشق: "يجب تطعيم المجتمع ضد هذه الافكار المتطرفة، فالعائدون سيمثلون خطر وتلوث فكري، فقد تمكنت جماعات الإرهاب في العقود الماضية من تحويل المجتمعات الغربية والشرقية إلى بيئة حاضنة لهم ولأفكارهم، ويجب أن يصبح المجتمع طاردا لأفكارهم لا حاضنا لها، وهذه الخطوة ليست إعلامية ولا أمنيه بل تحتاج إلى دراسة ومراكز بحثية وعلماء اجتماع ونفس".
وأضاف: "يجب التعامل مع المصابين بفيروس الجماعات المتطرفة من خلال إنشاء مراكز تأهيل للعائدين من أي تنظيم إرهابي، ويتم تحويلهم بالتدريج للتخلص من هذا الفكر، وفي هذه المراكز يجب أن يكون هناك مفكرين وأعضاء تائبين من الجماعات المتطرفة، ويكون هناك مناقشات فردية وجماعية".
وحذر القيادي الإخواني المنشق، من الإعداد التي ذكرت، قائلا: "مرعبة ومخيفة في خال تواجدهم في المجتمع دون تدابير لأزمة وكافية، فمن السهل في ظل مجتمع متبني أفكار الجماعات الإرهابية، ومع هذه الأعداد سيتساق إليهم أعضاء جدد وأن يتم تحديث التنظيمات بأفراد جدد ونظل في هذا المستنقع لا نخرج منه".
الزعفراني: تكرار سيناريو 11 سبتمبر أمر وارد
وقال خالد الزعفراني القيادي الإخواني المنشق أن تكرار سيناريوا 11 سبتمبر أمر وارد في ظل وجود العائدون كذلك هناك خطر من الذئاب المنفردة والانتحارية، لكن خلال الفترة الحالية العائدون سيكون ضعفاء نفسيا وفكريا ولن يكونا أبدا بالقوة التي ظهروا بها في داعش، وفهنا ب التركيز على تلك النقطة من خلال المواجهة الفكرية وفي ظني أنه سيكون هناك تواجد قوي لهم في أفريقيا ووسط آسيا".
نور الدين: يجب أن يكون هناك اتفاق دولي ضد الدول الراعية الارهاب
من ناحيته، قال اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني، إن "تركيا وقطر هما بوابات العائدين من داعش حول العالم، فهناك تمويل قطري كبير للعائدين تحصل تركيا علي جزء من ذلك التمويل لإبقاء العائدين على أرضها من أجل نشرهم حول العالم، فهناك تحرك كبير للعائدون في ليبيا، ولابد من اتخاذ قرارات صارمة ضد حاضنات الإرهاب".
وأضاف الخبير الأمني: "يجب أن يكون هناك اتفاق دولي ضد الدول الداعمة والتي ترعى الإرهاب وتموله، وللأسف مصر تواجه أزمة العائدين من داعش بشكل كبير في المجال الليبي والحدود التي تمثل 1180 كيلومترا".