تلاميذ سعد جاويش لـ الوطن: علمنا أن "العلم الشرعي" طب القلوب
الدكتور سعد جاويش أستاذ الحديث
بشوش الوجه ومتواضع القلب، هيبته يغذيها علمه، وصوته ودودا كما لو كان صديقا مقربا لكل طلابه ومن يتعامل معه، ورغم رحيل الدكتور سعد جاويش، أحد علماء الحديث في جامعة الأزهر، إلا أنّه لا يزال يعيش بقلب كل من مر به، تاركا إرثا علميا لكل تلاميذه.
عن عمر ناهز 78 عاما قضى منها أكثر من 60 عاما في خدمة الدعوة الإسلامية، رحل العلامة سعد جاويش أمس وشيّعت جنازته من الجامع الأزهر الذي امتلأ بطلابه ومحبيه.
يقول أحمد جاويش حفيد الشيخ سعد جاويش إنّ أهم المواقف التي جمعتهما كان عند تقديمه للدراسات العليا: "جلس معي جلسة الأب لأبنائه، وكان السبب الرئيسي في أن التحق بقسم الشريعة الإسلامية وأستكمل الدراسات العليا حتى التحقت في رسالتي بقسم الفقه".
وتابع أحمد لـ"الوطن" أنّ جده وأستاذة كان دائما يقول "العلم الشرعي طب للقلوب قبل الأبدان والعلم يرفع صاحبه وليس المال"، مشيرا إلى أنّه حين نصحه بدراسة الشريعة تحدّث معه عن الفقه الإسلامي ومرونته حتى أرشده إلى كلية الشريعة ثم إلى الدراسات العليا ثم الماجستير في الفقه.
وأضاف أنّ "الشيخ سعد" كان دائم الزيارة لقريتهم وحاضرا في الأحزان والأفراح والمناسبات، ولم تقل زياراته إلا في الآونة الأخيرة نظرا لحالته الصحية، فكان أحيانا يؤدي صلاة الجنازة أو يقيم صلاة العيد بالقرية مع أهله.
وقال محمد زهراء إنّه كان يدرس بكلية الشريعة والقانون، وفي أحد المرات ذهب بعد انتهاء محاضراته مع رفيقيه الذي يدرس في كلية أصول الدين، ليجد أنّ الدكتور سعد جاويش هو المحاضر، ويتابع: "كان الدكتور سعد جاويش يُبسط العلم لطلاب الدرجة الأولى الذين لا يعلمون الكثير عن هذا العلم فاستمتعت كثيرا بهذا اللقاء".
ويتابع زهراء لـ"الوطن" أنّه "بعد المحاضرة ذهب إليه وقبّل يده، ومن حينها كنت أترك محاضراتي في الكلية الخاصة بي وأذهب إلى محاضراته، إلى أن عرفني فكان يمنعني من ذلك ويقول إنّ العلم تخصصات، ويحببني في دكاترة الفقة وأصوله إلى أن أصبحت محبا لهما، ورغم ذلك كنت دائما أذهب إليه لأسلم عليه وأقبّل يده وبعد التخرج حضرت له كثيرا في الجامع الأزهر".