عمر المختار
شيخ المجاهدين "عمر المختار" شخص خلد ذكراه بسبب إيمانه بقضيته، فرغم تجاوزه الـ 73 من عمره، ومحاولة الجنرال رودولفو جراتسياني قاد القوات الإيطالية في أفريقيا، الذي حاول حتى آخر لحظة أن يتفاوض معه، إلا أنه فضَّل الموت على أن يبيع القضية.
وجسدت شخصية عمر المختار في واحد من أهم أفلام السير الذاتية تحت عنوان باللغة الإنجليزية "أسد الصحراء.. Lion of the Desert"، وترجم باللغة العربية "عمر المختار"، للمخرج السوري العبقري الراحل مصطفى العقاد والفنان أنطوني كوين، الفيلم الذي عكس مدى شجاعة الثوار الليبيين في مواجهة الاحتلال الإيطالي.
ورغم نجاح الفيلم والجهد الذي بذل فيه، إلا أن هناك بعض الأخطاء التاريخية التي وقعت بالفيلم، وعلق عليها المخرج "العقاد" ...
وإليكم 5 أخطاء تاريخية في فيلم "عمر المختار"
بعد نجاح فيلم "الرسالة" من إخراج مصطفى العقاد، طلب منه الرئيس الأسبق لليبيا "معمر القذافي" وقتها، إصدار فيلم يتحدث عن أحد رموز الجهاد الليبي، وتم اختيار شخصية "رمضان السويلحي" وهو أحد زعماء الجهاد في ثورات طرابلس الغرب بليبيا على الإيطاليين.
لكن تم إلغاء الفكرة بسبب رفض القذافي التحدث عن بعض المواقف التاريخية، ما دفع "العقاد" إلى اختيار شخصية "عمر المختار"، لأنه شخصية ناضلت وكافحت ضد الغزو الإيطالي، وفضَّل الموت على الحياة، رغم أنه عرض عليه معاش تعاقدي وحياة كريمة مقابل تسليم السلاح، لكنه رفض، وبلغت ميزانية الفيلم 35 مليون دولار أمريكي.
تُعتبر جملة "لا نستسلم.. ننتصر أو نموت"، التي ذكرت على لسان "شيخ المجاهدين" في نهاية الفيلم لم تكن حقيقية، وإنما وضعها "القذافي" على لسان البطل، وحتى الطفل الذى أخذ نظارة المختار بعد إعدامه لم تكن واقعية، وإنما كانت رمزية إلى استمرار الجهاد من جيل إلى آخر.
وفقًا للقصة الحقيقية لسيرة شيخ المجاهدين فإنه تعرض للخيانة من شخصيات كانت قريبة منه، لكن القذافي رفض الإشارة إلى هذا بحجة أنه قد يسيء إلى الليبيين، وقد وافق المخرج، وتم الاكتفاء بتصوير غراب فوق رأس عمر المختار خلال اعتقاله، كرمزية على الخيانة.
وفقًا لأحداث الفيلم فإن جنديا إيطاليا هو من وضع حبل المشنقة حول رقبة "عمر المختار" وهو الأمر الذي أثار غضب الإيطاليين، حيث إن الواقع أن من قام بهذا الفعل هو رجل سكير من أهل قريته يُدعى "محمود" ويلقب بـ "اللونقو" أو الطويل.
وعلق العقاد عن هذه النقطة أنه لا يهتم من وضع الحبل حول رقبة المختار، فسواء كان الجلاد "محمود السكير" أو "أحد الجنود الإيطاليين"، فالتاريخ لن يرحم أولئك الذين أرادوا التقرب من رودلفو جراتسياني سفاح ليبيا، وكل ما نهتم به هو أننا أوضحنا جزءا من تاريخ ليبيا.
من الأخطاء التي وقع فيها مصطفى العقاد خلال الفيلم هو أنه استخدم نوعا من السيارات الحربية أثناء حصار شيخ المجاهدين لاعتقاله، وكانت العربات من نوع حديث لم تستخدمه إيطاليا في أفريقيا.
وقال عن هذا العقاد إن إعدام شيخ المجاهدين كان في السادس عشر من سبتمبر 1931، بينما بدأ التصوير في أواخر سبعينيات القرن الماضي، وتم الاستعانة بخبراء لكنهم لم يستطيعوا إحضار سيارات من الطراز المطلوب لأنها لم تكن متوفرة، وهذا ما فرضته علينا الظروف.
تعليقات الفيسبوك