"The Irishman" يفتتح فعاليات "نيويورك" السينمائي وينطلق في جولة من المهرجانات إلى "أوسكار"
مشهد من فيلم «The Irishman»
أسابيع قليلة تفصل الجمهور عن واحد من أكثر الأفلام المنتظرة فى 2019، «The Irishman» الذى يحمل توقيع المخرج مارتن سكورسيزى، حيث يعرض للمرة الأولى فى افتتاح الدورة الـ57 من مهرجان نيويورك السينمائى، الذى تنطلق فعالياته فى 27 سبتمبر الجارى وحتى 13 أكتوبر المقبل، على أن يتم عرضه فى دور العرض السينمائى بشكل محدود فى بداية نوفمبر ولمدة 4 أسابيع، قبل أن يبدأ عرضه على منصة «Netflix»، فى 27 نوفمبر.
هناك مجموعة واسعة من المهرجانات المقرر أن يشارك فيها الفيلم خلال الفترة المقبلة، حيث يختتم مهرجان طوكيو السينمائى فعالياته بعرض الفيلم فى 31 أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى مهرجان «هامبتونز»، وختام مهرجان لندن السينمائى، ومن المتوقع أن يوجد الفيلم فى قوائم ترشيحات النسخة الـ92 من حفل توزيع جوائز أوسكار.
الفيلم مأخوذ عن كتاب سيرة ذاتية من عالم الجريمة بعنوان «I Heard You Paint Houses» للكاتب تشارلز براندت، وقام بكتابة السيناريو ستيفن زايليان، وتدور الأحداث حول زعيم المافيا فرانك شيران، المعروف بلقب «الأيرلندى»، وتحوله من جندى من أبطال الحرب العالمية الثانية أثناء خدمته فى إيطاليا، إلى قاتل مأجور محترف، ويتطرق الفيلم إلى ذلك التحول فى حياته أثناء التحقيق معه فى اختفاء زعيم نقابة العمال الأمريكى جيمى هوفا.
يعتبر الفيلم هو التعاون السينمائى الأول الذى يجمع المخرج مارتن سكورسيزى مع آل باتشينو، كما يعيد التعاون مع روبرت دى نيرو منذ آخر أعمالهما معاً «Casino» عام 1995، كما يشارك فى بطولة الفيلم مجموعة من ألمع نجوم هوليوود من بينهم هارفى كيتل، جو بيشى، وراى رومانو، وبدأ «سكورسيزى» العمل على الفيلم فى مرحلة التطوير منذ عام 2014، حيث كان مشروعه التالى بعد فيلم «Silence»، وكشف أن السيناريو الذى قام بكتابته ستيفن زايليان، يقوم على «الفلاش باك»، لـ«فرانك شيران» الذى يتذكر العديد من أنشطته الإجرامية على مدار عقود، وانطلق التصوير فى أغسطس 2017، وتم الانتهاء من الفيلم بشكل نهائى فى 5 مارس 2018.
ميزانيته ارتفعت إلى 200 مليون دولار بسبب تقنية "إزالة الشيخوخة".. وعرضه 4 أسابيع فقط
«The Irishman» من الأعمال الأضخم إنتاجياً فى تاريخ شبكة البث المباشر «Netflix»، حيث اقتربت الميزانية من 200 مليون دولار، حيث كان إنتاجه بمثابة مخاطرة لعدد من شركات الإنتاج بسبب التكلفة، ففى عام 2016 عرض المنتج المكسيكى فابريكا دى سين 100 مليون دولار لتمويل الفيلم، بجانب شركة «باراماونت بيكتشرز»، بحلول فبراير 2017، أسقطت الشركة فرق التوزيع المحلية للفيلم بعد انسحاب «دى سينى» من تمويل الفيلم بسبب ارتفاع الميزانية، وقامت «Netflix» بشراء الفيلم بعد ذلك بمبلغ 105 ملايين دولار، ووافقت على تمويل ميزانية الفيلم البالغة 125 مليون دولار مع تحديد تاريخ الإصدار لشهر أكتوبر 2019، وفى مارس 2018، تم الإبلاغ عن ارتفاع ميزانية الفيلم من 125 مليون دولار إلى 140 مليون دولار، ويرجع ذلك فى جزء كبير منه إلى المؤثرات البصرية اللازمة لإظهار الممثلين فى مراحل عمرية أصغر بـ30 عاماً دون الحاجة إلى مساحيق تجميل، وارتفعت التكلفة مرة أخرى فى أغسطس من العام نفسه إلى ما يصل إلى 175 مليون دولار، لينتهى بها الحال بـ200 مليون دولار.
أدى استخدام تقنية المؤثرات البصرية «De-Aging» أو «إزالة الشيخوخة» إلى ارتفاع ميزانية الفيلم، حيث تقوم على إظهار الممثلين فى مراحل عمرية أصغر أو أكبر دون استخدام مكياج، فيقوم الممثل بتأدية دوره ثم تتولى تلك التكنولوجيا إظهاره فى العمر المطلوب، حيث يظهر «دى نيرو» فى الفيلم بأعمار مختلفة ما بين الـ39 والـ50، وأشار المخرج إلى أنه تم تجربة التقنية أكثر من مرة فقاموا بتصوير مشهد لـ«دى نيرو»، وأظهرته التقنية وهو فى عمر الـ20 عاماً، ثم الـ40 عاماً، ثم الـ60، وبالتالى يظهر بنفس المرحلة العمرية التى ظهر بها فى فيلم «The Godfather» عام 1974.
وأشار «سكورسيزى» خلال مقابلة مع مجلة «Empire»، إلى أنه وافق فقط على مواجهة تحديات المؤثرات البصرية الخاصة بالفيلم، بعد أن تمكن من اختبار التكنولوجيا بنفسه لمعرفة ما إذا كان من الممكن تقديم سن ممثليه بطريقة يمكن تصديقها، حيث اختبر تلك التكنولوجيا من خلال إعادة تصوير روبرت دى نيرو لمشهد حفلة عيد الميلاد الشهيرة فى فيلم «Goodfellas»، وذلك فى أغسطس 2015، قبل ما يزيد قليلاً على عامين من بدء التصوير الرئيسى فى الفيلم، موضحاً: «لقد صنعنا مجموعة صغيرة تشبه إلى حد ما الفيلم الأصلى، ثم بدأ دى نيرو القيام بتعابيره المختلفة، ثم مر بسلسلة من عمليات الكمبيوتر، وكانت النتائج جيدة لإقناعنا بالمضى قدماً بالفيلم».