"مطبعة برايل".. سبيل المكفوفين إلى قراءة الكتب الدراسية والثقافية
«عبدالرحمن» يراجع البروفات بطريقة «برايل»
بعد استجواب سابق فى مجلس النواب عن تأخر الكتب المدرسية المطبوعة بطريقة برايل والخاصة بالمكفوفين، كلفت الحكومة هيئة المطابع الأميرية بالتدخل لمنع تكرار هذه المشكلة، والتى استحدثت بدورها منذ نحو عام فقط قسماً جديداً للطباعة بطريقة برايل.
يقول هشام أنور، رئيس قسم طباعة برايل: هذه السنة الثانية لعمل المطبعة التى تطبع الكتب الدراسية والجريدة الرسمية ومجلات تخص وزارة الثقافة للأطفال، فضلاً عن «الجريدة الرسمية» وملحقها «الوقائع المصرية».
ويوضح «أنور» أن القسم يعمل به 3 ماكينات؛ ماكينة «ويب» (بكرة ورق) «نرويجى»، وماكينتان «شيت» (فرخ ورق) «سويدى»، كما يعمل به مصححون من متحدى الإعاقة ممن يجيدون القراءة والكتابة بطريقة برايل، لمراجعة وتصحيح المحتوى.
من بين هؤلاء كان سعيد عبدالرحمن، الشاب الذى تخرج حديثاً فى كلية الألسن جامعة عين شمس، تخصص لغة إنجليزية وألمانية، الذى يستعرض مراحل العمل بالقسم، مشيراً إلى أنها تبدأ بإدخال البيانات أو «الداتا إنترى» حيث يتم كتابة الكتاب الورقى على الكمبيوتر باللغة العادية، فى قسم الجمع، ليتم تحويله لطريقة برايل وضبط صفحاته ثم طبعه على بروفة.
هنا يأتى دور «عبدالرحمن» حيث يأخذ الكتاب ليراجعه، ويحدد الأخطاء اللغوية فى القواعد أو الإملاء، ويكتب تقريراً بهذه الأخطاء، ليأخذه متخصصون فى الكمبيوتر ليبدأوا تصحيحها طبقاً لطريقة «برايل». وبعد تنفيذ التصحيحات، حسبما يروى «عبدالرحمن»، يتم إرسال بروفة لوزارة التربية التعليم، التى إما أن تطلب تعديلات أخرى وترسل لنا الكتاب مرة أخرى لتنفيذها وإرسال بروفة أخرى لها، أو تقول لنا إن العمل الذى قمتم به جيد جداً، وتعتمده وتقول إنه صالح للطبع.
عند هذه المرحلة تقوم المطبعة الأميرية بطبع الكمية التى تطلبها الوزارة وبذلك يكون قسم الطباعة بطريقة برايل قد وصل لمرحلة المنتج النهائى له.
وإلى جانب الكتب الدراسية التى تطبعها الهيئة لصالح وزارة التربية والتعليم، طبعت كذلك أشعار أحمد فؤاد نجم، ومجلة «قطر الندى» التى تصدرها وزارة الثقافة للأطفال بطريقة برايل.