ماراثون دراما رمضان يشتعل مبكراً والمنتجون يرفعون شعار «البقاء للأقوى»
الأرقام وحدها لا تكفى لتحديد ملامح موسم الدراما الرمضانية المقبل، فهى تشير إلى أن الموسم الذى سيبدأ بعد أقل من أربعة أشهر، سوف يشهد عرض ما يقرب من 40 مسلسلاً تصل ميزانياتها إلى مليار جنيه، ولكن هذه الأرقام لا تضع فى الاعتبار حالات التأجيل واعتذارات النجوم فى اللحظات الأخيرة، وكذلك خريطة التسويق التى تطيح ببعض الأعمال من ساحة السباق.
ولكن يبقى فى هذا الموسم عدد من الملامح العامة التى يمكن رصدها، بداية من احتوائه على عدد كبير من نجوم الصف الأول من أجيال مختلفة، والذين لم يسبق اجتماعهم فى موسم درامى واحد، مروراً بانضمام عدد من الكيانات الإنتاجية الجديدة إلى حلبة السباق، فى مقابل تراجع بعض المنتجين، وتردد البعض الآخر فى خوض تجربة الإنتاج، التى باتت مغامرة غير محسوبة، فى ظل تراجع نسبة الإعلانات ولجوء عدد كبير من الفضائيات لتقسيط مستحقات المنتجين لفترات زمنية تتجاوز الثلاث سنوات.
وبعيداً عن الأعمال التى لم يتم تحديد موقفها بعد، هناك عدد كبير من المسلسلات التى حسم صناعها قرارهم بالاشتراك فى الموسم الرمضانى، خاصة تلك التى تتكلف ميزانيات مرتفعة تتجاوز 30 مليوناً، وأول تلك المسلسلات «صاحب السعادة»، الذى يشكل التعاون الثالث لعادل إمام مع المخرج رامى إمام، والمؤلف يوسف معاطى، والمنتج تامر مرسى، الذى رصد ميزانية مفتوحة للعمل، حيث يجرى تصويره فى عدد من المحافظات من بطولة خالد زكى، وأحمد عيد، وإدوارد، ولبلبة.
ومن إخراج عادل أديب يقدم الفنان محمود عبدالعزيز مسلسله الجديد «أبوهيبة فى جبل الحلال»، تأليف ناصر عبدالرحمن، وإنتاج شركة فنون مصر، التى يملكها ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، فى ثانى إنتاج درامى لها بعد مسلسل «باب الخلق»، المسلسل بطولة طارق لطفى، ووفاء عامر، وخالد سليم.
وبعد غياب العام الماضى عن شاشة رمضان، يعود يحيى الفخرانى للتعاون مع نجله شادى كمخرج، والمؤلف عبدالرحيم كمال، من خلال مسلسل «دهشة» للمنتج صادق الصباح، بطولة يسرا اللوزى، وفتحى عبدالوهاب، ونبيل الحلفاوى، وياسر جلال.. وغيرهم.
ويأتى مسلسل «سرايا عابدين» لينضم للماراثون الرمضانى، بعد أن كان مقرراً له العرض فى شهر مارس الجارى، وهو يمثل الإنتاج الأضخم فى رمضان هذا العام نظراً لاحتوائه على عدد كبير من النجوم فى مقدمتهم يسرا ونيللى كريم ونور اللبنانية وغادة عادل، بجانب تكلفة بناء الديكورات التاريخية والملابس التى تعود إلى فترة حكم الخديو إسماعيل، ولقد تصدت لإنتاج العمل شركة O3 التابعة لمجموعة قنوات mbc.
ويخوض المنتج وائل عبدالله تجربة الإخراج الدرامى للمرة الثالثة بعد مسلسلى «السيرة العاشورية» و«حياة الجوهرى»، وذلك من خلال مسلسل «إكسلانس» بطولة أحمد عز، ونور اللبنانية، وصلاح عبدالله، وأحمد رزق، والذى يعود به «عز» إلى التليفزيون بعد غياب أربعة أعوام منذ آخر مسلسلاته «الأدهم»، وقد رصد وائل عبدالله ميزانية كبيرة للعمل الذى سيتم تصويره فى أكثر من دولة أجنبية.
وفى نفس إطار الإنتاج الضخم يأتى مسلسل «فرق توقيت» بطولة المطرب تامر حسنى ونيكول سابا، وهيثم زكى، وحسن يوسف، وعفاف شعيب، وهو من تأليف محمد سليمان، وإخراج إسلام خيرى، وإنتاج أحمد عبدالعزيز والذى رصد للمسلسل ميزانية تقديرية تقترب من 40 مليوناً.
ورغم عدم عرض مسلسلها الأخير «مولد وصاحبه غايب»، فإن اللبنانية هيفاء وهبى اختارت أن تكرر التجربة مرة ثانية من خلال مسلسل «كلام على ورق»، للمخرج محمد سامى، وتأليف ورشة كتابة يشرف عليها محمد أمين راضى، ويشاركها البطولة روجينا وعبير صبرى وماجد المصرى، وهو إنتاج شركة جديدة يديرها مصطفى سرور، وسيتم تصوير معظم مشاهد العمل بين القاهرة وبيروت.
أما غادة عبدالرازق فتقدم مسلسل «السيدة الأولى» من إنتاج مها سليم، وبطولة ممدوح عبدالعليم، وباسل خياط، وريهام حجاج، وأحمد فؤاد سليم، وأحمد صيام، وتأليف ياسر عبدالمجيد وعمرو الشامى، وإخراج محمد بكير، فى حين يشارك المنتج طارق الجناينى فى الموسم الدرامى بعمل واحد فقط هو «مصر الجديدة» للمؤلفة غادة عبدالعال، وبطولة هند صبرى، وإخراج مريم أبوعوف.
وتشارك شركة «العدل جروب» بثلاثة أعمال دفعة واحدة تنتمى لفئة الإنتاج المتوسط، أولها مسلسل «سجن النسا» عن قصة بنفس الاسم لفتحية العسال، وسيناريو مريم ناعوم، وإخراج كاملة أبوذكرى، وبطولة نيللى كريم، وروبى، ودرة.
أما المسلسل الثانى فهو «تفاحة آدم» تأليف محمد الحناوى وإخراج على إدريس، فى أولى تجاربه التليفزيونية، بطولة خالد الصاوى، وريهام عبدالغفور، وهشام سليم، وصلاح عبدالله، وأخيراً مسلسل «فيفا أطاطا» بطولة محمد سعد، وإيمى سمير غانم، وتأليف سامح سر الختم، ومحمد نبوى وإخراج سامح عبدالعزيز.
وبعد أن عاد لمصر عقب تسوية مديونياته، يخوض إيهاب طلعت تجربة الإنتاج من خلال عملين بشراكة مع رجل الأعمال نجيب ساويرس، ينتج من خلالها مسلسلين هما «صديق العمر» عن قصة لممدوح الليثى، سيناريو وحوار محمد ناير، وإخراج عثمان أبولبن وبطولة جمال سليمان وباسم سمرة، ودرة، والمسلسل الثانى «السبع وصايا» تأليف محمد أمين راضى وإخراج خالد مرعى فى ثانى لقاء بينهما، وبطولة رانيا يوسف وآيتن عامر وهيثم أحمد زكى وهنا شيحا.
ومن إنتاج محمود شميس يقدم مصطفى شعبان مسلسل «أمراض نسا» بطولة حورية فرغلى وصابرين، وأحمد بدير، وأشرف زكى، تأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج محمد النقلى.
وبعد أكثر من بطولة مطلقة فى الدراما اللبنانية تشارك سيرين عبدالنور فى الموسم بمسلسل «سيرة الحب» تأليف محمد سمير مبروك، وإخراج محمد العدل، وإنتاج أحمد عبدالعزيز.
وفى أول بطولة فى الدراما التليفزيونية يقدم محمد رمضان مسلسل «ابن حلال» من إنتاج صادق الصباح ويشاركه البطولة وفاء عامر، وهو تأليف حسان دهشان وإخراج إبراهيم فخر، ومن إنتاج أحمد نور وخالد حلمى، ويقوم يوسف الشريف ببطولة مسلسل «صياد» تأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج أحمد مدحت.
وبعد العديد من الاعتذارات استقرت المنتجة دينا كريم، على داليا مصطفى لتشارك أمير كرارة بطولة مسلسل «أنا عشقت» المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب محمد المنسى قنديل، وسيناريو هشام هلال وإخراج مريم أحمدى فى أولى تجاربها الإخراجية، وبطولة منذر رياحنة ونجلاء بدر وهالة فاخر وإدوارد، ومن إنتاج ممدوح شاهين يواصل المخرج أحمد صقر تصوير مسلسل «كيد الحموات» تأليف حسين مصطفى محرم، بطولة ماجدة زكى وهالة فاخر.
ومن إنتاج المخرج شريف مندور بدأ المخرج عادل الأعصر تصوير مسلسل «الصندوق الأسود» بالمشاركة مع مدينة الإنتاج الإعلامى، بطولة رانيا يوسف، وتامر هجرس، وسميرة صدقى، وأحمد صيام، وإيهاب فهمى.
ويلاحظ فى هذا الموسم غياب كيانات إنتاجية كبيرة مثل المنتجين صفوت غطاس ومحمد فوزى وشركة كينج توت التى لم تحسم بعد موقفها من مسلسلى ليلى علوى، ونور الشريف، فى حين لم يحسم المنتج محمد فوزى موقفه من المشاركة فى الموسم بسبب عدم تسويقه لمسلسلين من العام الماضى وهما «مولد وصاحبه غايب» و«كيكا ع العالى»، وكذلك لم تحسم إلهام شاهين موقفها من المشاركة، حيث تكرر تجربة إنتاجها هذا العام من خلال مسلسل «اضطراب عاطفى».
وجاء خروج عدد كبير من الأعمال من السباق ليفسح المجال من جديد لأعمال أخرى ويعطيها فرصة لزيادة مساحة التسويق، وفى مقدمة تلك المسلسلات «الشهرة» بطولة عمرو دياب، الذى قرر التأجيل بعد أن تحدد موعد لبدء التصوير والانتهاء من التعاقد مع كافة أبطال العمل، وكذلك مسلسل «دموع السندريللا» بطولة شريهان وإنتاج عصام شعبان، وكذلك مسلسل «حارة اليهود» تأليف مدحت العدل، وإخراج محمد العدل وبطولة هانى سلامة، وإنتاج العدل جروب.
الناقد طارق الشناوى يحلل ملامح الموسم قائلاً: «فى تصورى سيكون من المواسم القوية فى السنوات الأخيرة بسبب كثرة عدد النجوم والأعمال المقدمة، ولكنه فى الوقت نفسه يعكس ملامح عدم الاستقرار فى السوق الدرامية والتى جعلت الكثير من المنتجين والنجوم يترددون فى الاستمرار بالساحة، وفى نفس الوقت اقتحم السوق الدرامية عدد من الكيانات الجديدة بأموال تضخ ولكن تحت رغبة إثبات الوجود، كما فى حالة إيهاب طلعت، الذى عاد لمصر بعد ثمانية أعوام، ويبقى أمام الموسم كله بجميع نجومه تحدٍ كبير هو بطولة كأس العالم التى ستتزامن مع رمضان، وبالتالى ستؤثر على نسبة المشاهدة وحصيلة الإعلانات».
المنتج أحمد نور يتحدث قائلاً: «لم يتعثر الإنتاج الدرامى منذ سنوات بهذا الشكل غير المسبوق، ولم تشهد السوق هذه الحالة من الارتباك، فنحن كمنتجين الآن نواجه عدداً كبيراً من المشكلات، أهمها التسويق الذى أصبح غير مضمون فى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى طالت الجميع، وكذلك أزمة التمويل الناتجة عن قلة عدد الفضائيات التى تشارك فى الإنتاج، وعجز بعضها بعد التراجع الحاد فى السوق الإعلانية».