م الآخر| "أصل أنا تايه وسط الأيام".. عن الشباب اللي حاسس بالوحدة مع الناس
مين فينا مجاش وقت وحس إن مشاعره المتلخبطة كلها جمعتها الجمله دي؟، مين فينا مجاش عليه وقت وكان حاسس إنه عايش لمجرد إنه عايش وخلاص؟، المجتمع وكل اللي حواليه بيسيب بصماته جواه، وهو لسه مش عارف يلاقي لنفسه مكان ممكن إنه يسيب لنفسه بصمه جواه.
مين فينا مجاش عليه وقت معين حس فيه بالوحده رغم الناس الكتير أوي اللي حواليه؟!، حاله غير مفهومه من العته واللامبالاه والسكون التام للعقل، علي فكره الحاله دي طبيعيه جدا، لأن في الوضع اللي إحنا بنعيشه ده لو محستش الإحساس ده مره واحده علي الأقل، اعرف إنك انسان مش طبيعي، ولازم تشوف دكتور نفسي.
وعشان تعرف إنت وصلت للحاله دي قبل كده ولا لا؟، لازم تكون علي علم بأعراضها الاول:
- ساعات تلاقي التليفون بيرن بس إنت مش مع الجرس، ومش عايز تشوف مين اللي بيتصل، لانك كده كده مش ناوي ترد.
- ساعات تبقي ماشي جنب صاحبك بيكلمك وإنت مش معاه خالص، بتبصله وبتبتسم ليه لمجرد إنك تحسسه إنك مركز معاه وخلاص!.
- ساعات كده تفتح تلاقي انبوكس، ماتفتحوش أصلا وتكتفي إنك تشوفه من بره!.
- ساعات بتبقي فاتح ومش بتعمل أي حاجه لكن غصب عنك بتختار Not here now.
- ساعات تبقي لابس الهيدفون، وبتسمع أغنية معينة، بس مش حاسس بالهيدفون ولا بالمزيكا اللي شغاله!.
- ساعات تبقي منور الأوضة، وإنت أصلا مش فيها، ولما ماما تيجي تطفي النور تقولها بصوت عالي "لا" متطفيهوش!، احساس إنك عايز تدخل تاني وتكمل اللي كنت مشغول فيه بس في حاجه بتمنعك!.
- ساعات بتكون قاعد بتاكل علي السفره وعمال تحرك الشوكة أو المعلقة جوا الطبق وفي الأخر تقوم من غير أكل!.
- ساعات كده تبقي في الكلية، تلاقي ده بيزعق وده صوته عالي وده بيأنبك علي حاجة، والدنيا حر وزحمة، وفي نفس الوقت إنت ولا إنت هنا.. "متنح"!.
- ساعات كده بابا وماما يكلموك وإنت بتبقي في حالة توهان فتلاقي السؤال المعتاد "إنت شارب حاجه؟، مالك متنح كده!".
- ساعات بتبقي موجود، بس مش موجود، واخد أجازة غصب عن الكل، وغصب عنك إنت كمان حتي وإنت موجود في مكانك الطبيعي كل يوم، أوقات العقل بيختار ينسحب بمزاجه، قبل ما ينسحب غصب عنه.