"السمك فيه مبيد قاتل" إعدام طالب قتل أسرته بسموحة قبل 9 سنوات.. ما علاقة السادات؟
طلعت السادات
أسدلت محكمة جنايات الإسكندرية، الستار على المذبحة التي هزت عروس البحر الأبيض المتوسط، والتي تخلص فيها طالب بالأكاديمية البحرية من والده ووالدته وشقيقته بوضع مبيد حشري في "وجبه سمك" وتوفوا على الفور، بعدما قضت محكمة جنايات الإسكندرية بعدم قبول طعن المتهم بالإعدام شنقًا ليصبح الحكم واجب النفاذ.
تعود القضية إلى عام 2010، عندما تلقى مأمور قسم شرطة سيدي جابر إخطارًا من شرطة النجدة بالعثور عللا جثث كل من "خ.م" (50 سنة - مهندس" وزوجته (40 سنة - محاسبة) وابنتهما (20 سنة - طالبة) داخل شقتهم بمنطقة سموحة، وبالانتقال والفحص والمعاينة تبين العثور على الجثث الثلاثة في أماكن متفرقة بالشقة محل البلاغ.
الأب يدعم ابنه قبل الجريمة بأسبوعين.. عربية هدية حتى لا يصاب بالاكتئاب
كما تبين العثور على بقايا وجبه سمك، و3 أكواب عصير ليمون وكوب فارغ بجوارهم، كما تبين وجود نجل الأسرة (19 سنة - طالب بالأكاديمية البحرية) في حالة انهيار تام، مع وجود أقارب المجني عليهم.
تُحفظ على بقايا الطعام تحت تصرف النيابة العامة، ونقلت جثث المتوفيين إلى مشرحة "كود الدكة"، وقررت النيابة تشريح جثامين المتوفين وصرحت بالدفن، وإرسال بقايا الطعام إلى معمل الطب الشرعي للتحليل لمعرفة سبب الوفاة.
حفظ القضية قبل 9 سنوات بسبب انتشار حالات تسمم من وجبات السمك بالإسكندرية
وكشف تقرير الطب الشرعي، أنَّ السمك به سم وهو سبب وفاة الضحايا، بينما باقي الطعام خال من أي سموم، وبسبب ظهور بعض حالات التسمم في الإسكندرية بسبب تسمم بعض الأسماك، حفظ القضية وبعد مرور 8 أشهر؛ طلبت والدة المهندس المتوفي لقاء رئيس مباحث قسم شرطة سيدي جابر، ورويت له أنَّها سمعت مكالمة هاتفية لحفيدها يروي لزوج خالته أنَّه قتل والده ووالدته وشقيقته وذلك بسبب طلبه أموالًا منه من الميراث الضخم الذي تركه له والده ووالدته، لكونه الوريث الوحيد.
مكالمة هاتفية تكشف الجاني الحقيقي.. استمعت لها الجدة بالصدفة
جرى تحرير محضر بأقوال والدة المجني عليه، وقررت النيابة فتح القضية، وإجراء تحريات حول الواقعة وتبين أن المجني عليه مهندس، ومن أسرة فقيرة وتزوج من زوجته -التي تنتمي لأسرة ميسورة الحال- ونظرًا لكونه مهندس معماري طلب من زوجته بيع نصيبها في ميراث والدها، وبالفعل أخذ منها الأموال وأنشأ شركة مقاولات، وبمرو الوقت كبرت الشركة واشتري "فيلا دوبلكس" بمنطقة سموحة وكتبها باسم زوجته، كما كتب الشركة وجميع حسابات البنوك باسمها، وأنجب منها "أحمد" و"أمينة".
"عاوز ميراثي".. كلمة السر في مقتل أسرة كاملة بالإسكندرية
وتابعت التحريات، أنَّ الزوج كان لا يساعد والدته وأخواته، معللًا ذلك بأن أمواله ليست ملكه بل هي أموال زوجته وهو من يديرها فقط، ومع حصول نجله على الثانوية العامة التحق بالأكاديمية البحرية بمصروفات باهظة، ونتيجة خوف الأب من انحراف نجله، كان يتعامل معه بشدة، ويطالبه بالابتعاد عن أصدقاء السوء سواء في الأكاديمية أو في النادي، كما كان يرفض استضافة أي من أصدقاء ابنه بحجة وجود شقيقته.
"متسهرش برة" وابعد عن أصدقاء السوء.. آخر نصائح الأب لنجله
وأوضحت التحريات، أنَّ المحني عليه في الأيام الأخيرة طلب من نجلة عدم السهر خارج المنزل، وقبل الواقعة بـ15 يومًا اشترى المجني عليه سيارة حديثة لابنه حتى لا تصيبه حاله اكتئاب، ولكي يبعد عن أصدقاء السوء.
وأكّدت التحريات، أنَّ الابن وراء دس السم في الطعام لأسرته، وعقب تقنين الإجراءات جرى ضبط المتهم، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات أيدها، واعترف بأنه لم يقصد قتلهم بل كان يريد أن يبعدهم عن المنزل لفترة حتى يسهر مع أصدقائه في الفيلا محل إقامتهم.
الطالب المتهم، أضاف في اعترافاته، أن والده يرفض أن يستضيف أي شخص من أصدقائه وزملاءه، وذلك بسبب وجود شقيقته، موضحا أنه كان يريد أن يشاهد زملاءه الفيلا التي يقيم فيها لكونهم استضافوه جميعا.
الابن في اعترافاته: كنت فاكرهم هيتسمموا ويتنقوا المستشفى.. وفي الوقت ده أعرف أسهر مع صحابي
وعن كيفية تخطيطه للجريمة، اعترف الابن، أنه خلال جلوسه مع أسرته سمع من والده بأنه اشترى سم لكي يضعه لكلب الجيران بسبب توحشه وخشية عليهم منه، خاصة بعد رفض الجيران إبعاده من أمام باب المنزل، وفكر حينها بأن يضع لهم السم في الطعام على أن يذهبوا إلى المستشفى، وفي ذلك الوقت يحضر زملاءه وأصدقائه والسهر في الفيلا.
ويوم الواقعة، ارتدى الابن ملابسه وفي أثناء خروجه وجد والدته تجهز طعام الغذاء وانتهز فرصة خروجها من المطبخ، ووضع السم في السمك، وخرج وجلس على السفرة بجوارهم خلال تناولهم للغذاء، رافضا تناول ه معهم بحجة الغذاء في النادي، معهم، واكتفى بتناول كوب من عصير الليمون وخرج وظل جالسا في النادي، وبعد فترة اتصل بوالده ولم يجد ردا، ثم اتصل بوالدته ولكن دون جدوى، ثم حاول الاتصال بزوج خالته وأخبره بعدم رد والده ووالدته على هاتفيهما.
بعدها، وذهب إلى الشقة مسرعا وبفتح الباب لم يجد أحدا، ثم دخل المطبخ ووجد شقيقته على الأرض ووالده ووالدته في غرفتهما، ثم اتصل بالإسعاف وحضر زوج خالته، وإذا بالمسعفين يخبروهم بأنهم توفوا جميعا.
طلعت السادات يدافع عن الجاني بوجبة سمك في المحكمة
وجرى تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأحالته إلى محكمة الجنايات، وحضر مع المتهم المحامي الشهير طلعت السادات، ودفع بوجود خلافات بين أسرة الأب المجني عليه، وحفيدهم بسبب الميراث، وأن الاعترافات كان في الشرطة.
حاول طلعت السادات، أن ينفي اتهام وضع السم في السمك وذلك بسبب رائحة السم النفاذة، والتي تجعل أي شخص يكتشفها ويرفض الأكل، وأحضر "طلعت" ومعاونيه من العاملين معه في المكتب، "وجبة سمك وأرز وسلطة" وطلب من رئيس المحكمة أن يتقدم بها إلى المنصة لكي يثبت لهيئة المحكمة أن رائحة السم نفاذة وأي شخص سوف يكتشفها دون أن يتناول الطعام، ولكن المستشار رئيس الجنايات رفض وطلب منه أي يخرج السمك من قاعة المحكمة، وطلب منه يستمر في دفاعة شفويا، وفي النهاية قررت المحكمة بحجز القضية للنطق بالحكم لجلسة 20 نوفمبر.
وفاة طلعت السادات صباح جلسة النطق بالحكم
وصباح جلسة النطق بالحكم، توفي المحامي الشهير طلعت السادات، وخرج القاضي ليصدر حكمة بإحالة أوراق المتهم للمفتي، ثم الحكم بالإعدام.
قبل 5 أيام.. حكم نهائي بإعدام قاتل أسرته
يُذكر أنَّ طلعت السادات من محافظة المنوفية، وعُرف بأنه معارض لنظام مبارك وكان عضوًا بمجلس الشعب ورُشح لمنصب رئيس الحزب الوطني الديمقراطي في 13 أبريل 2011 خلفَا للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وعل الاسم إلى الحزب الوطني الجديد، إلا أن الحزب وجد طريقه للحل نهائيا بموجب حكم قضائي في 16 أبريل 2011، ليؤسس بعدها حزب مصر القومي الذي أنشأه في أعقاب ثورة 25 يناير، رفقة الدكتور روفائيل بولس، واللواء إسماعيل مكي، وتوفيق عكاشة.
وتوفي "السادات" في 20 نوفمبر عام 2011، إثر أزمة قلبية تعرض لها، ونقل بموجبها إلى مستشفى البنك الأهلي بالقطامية ليفارق الحياة عن عمر 57 عاما.
وجرى نقض الحكم، وإعادة محاكمة المتهم أمام محكمة جنايات أخرى، لتقضي كذلك قبل 5 أيام، بتأييد إعدام المتهم شنقًا ليصبح حكمًا نهائيًا واجب النفاذ.