بدأها السيسي.. سد النهضة يتصدر اهتمامات مصر في الأمم المتحدة
سد النهضة
احتلت قضية سد النهضة الإثيوبي صدارة اهتمامات مصر خلال أعمال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث كانت أحد محاور بيان مصر أمام الجمعية، والذي ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، ثم أصبحت في قائمة اهتمامات وزير الخارجية خلال لقاءاته على هامش أعمال الجمعية، وصولًا إلى محمد أبو العينين، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي.
كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تطرقت للحديث عن أزمة سد النهضة، حيث أكد الرئيس أن مصر أعربت عن تفهمها لشروع إثيوبيا فى بناء "سد النهضة"، رغم عدم إجرائها لدراسات وافية حول آثار هذا المشروع الضخم، بما يراعي عدم الإضرار بالمصالح المائية لدول المصب، ومنها مصر.
وواصل السيسي حديثه عن سد النهضة، قائلًا إن مصر بادرت بطرح إبرام "اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة"، الموقع في الخرطوم.. في 23 مارس 2015، والذي أطلق مفاوضات امتدت لأربع سنوات، للتوصل لاتفاق يحكم عمليتي ملء وتشغيل سد النهضة، إلا أنه –ومع الأسف– لم تفض هذه المفاوضات إلى نتائجها المرجوة.
السيسي أمام الأمم المتحدة: استمرار التعثر في المفاوضات حول سد النهضة سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار
وأبدى الرئيس رغبته وأمله في التوصل لاتفاق نهائي، حيث إن استمرار التعثر في المفاوضات حول سد النهضة، سيكون له انعكاساته السلبية على الاستقرار، وكذا على التنمية في المنطقة عامة، وفي مصر خاصة، متابعًا: "فمع إقرارنا بحق إثيوبيا في التنمية، فإن مياه النيل بالنسبة لمصر، مسألة حياة، وقضية وجود، وهو ما يضع مسؤولية كبرى على المجتمع الدولي، للاضطلاع بدور بناء، في حث جميع الأطراف على التحلي بالمرونة، سعيا للتوصل لاتفاق مرضٍ للجميع".
وعقب انتهاء مشاركة الرئيس في الجمعية العامة للأمم المتحدة وعودته لأرض الوطن، أجرى سامح شكري وزير الخارجية عدة لقاءات، احتل فيها الحديث عن سد النهضة صدارة الاهتمامات، حيث حرص خلال لقائه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، على تقديم شرح حول آخر تطورات مفاوضات سد النهضة، مؤكداً أن مسألة مياه نهر النيل تعد مسألة حياة ووجود بالنسبة لمصر، ومعربًا كذلك عن عدم ارتياح الجانب المصري لطول أمد المفاوضات مع إثيوبيا حول ملء وتشغيل السد.
سامح شكري يعرب لوزراء خارجية روسيا وجنوب السودان وبوروندي عن عدم ارتياح مصر لمفاوضات سد النهضة
وخلال لقائه نظيرته الجنوب سودانية "أوت دينق أشويل"، أكد شكري كذلك على عدم ارتياح مصر لطول أمد المفاوضات، وأهمية سير عملية التفاوض بحُسن نية بما يُساعد على التوصل لاتفاق عادل ومنصف يُراعي مصالح الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان، وهو نفس ما أكده خلال لقائه مع وزير الخارجية البوروندي "إيزيكيال نيبيجيرا".
محمد أبو العينين، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، ناقش كذلك في لقائه مع تيجاني محمد باندي، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن أزمة سد النهضة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتحذيره من خطورتها على المنطقة، ومدى تأثير السد على مصر، وتعنت أديس أبابا في التعامل مع تلك الأزمة.
أبو العينين يناقش أزمة سد النهضة مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة
وأكد "أبو العينين" لـ رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الرئيس السيسي استعرض أزمة سد النهضة أمام المجتمع الدولي، لخطورتها على المنطقة، وكذلك للتدخل، وحل الأزمة سياسيا، عبر التفاوض بشكل سلمي، يحفظ حقوق مصر في حصتها بمياه النيل، وكذلك الحق المشروع لإثيوبيا في التنمية، مشيرا إلى أن ذلك جاء لحرص الرئيس على العلاقات القوية بين دول القارة، فالموقف الأثيوبي تجاه الأزمة يعد تعديا على القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية الخاصة بالمياه وبدول حوض النيل.
من جانبه، أكد تيجاني أنه ليس من حق أي دولة، أن تمنع المياه أو تنقض اتفاقياتها مع دولة أخرى، حتى في حالة الحرب بينهما، فالمياه حق من حقوق الإنسان، وأن أزمة سد النهضة تكمن في إثيوبيا (دولة المنبع) وأن تلك المشكلة يجب أن تحل عن طريق التفاوض، وستكون أولى اهتماماته خلال الفترة المقبلة، وسيتدخل بشكل سريع، ويعقد اجتماعا مع الأطراف الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا) للوصول إلى حل دبلوماسي لها.