قراءة نفسية فى «لغة الأيدى بين المشير وزواره»
لغة خاصة للأيدى بدأها المشير عبدالفتاح السيسى، ولم يلبث زواره أن أتقنوها على اختلاف جنسياتهم وألوانهم وانتماءاتهم، ظهرت فى سلام المشير على أهالى الشهداء فى أكثر من جنازة عسكرية، احتضنت يداه خلالها أيديهم، قبل أن يحتضن بعضهم فعلياً، الطريقة الخاصة فى السلام لم تلبث أن ظهرت من جديد خلال زيارات لوفود عدة، كوفد الفلاحين، والوفد السنغالى، حيث ظهروا فى الصور الجماعية وهم يضعون أيديهم فوق بعضها البعض بطريقة خاصة ذكرت الكثيرين بمشهد الضباط الأحرار حين اجتمعت أيديهم فوق المصحف قبيل ثورة 23 يوليو، فيما سخر منها آخرون حين اعتبروهم يلعبون اللعبة الشعبية الشهيرة «كيلو بامية»، قبل أن يحللها خبراء الطب النفسى، مؤكدين أهمية ما تحمله من دلالات.
«دلالة على الشعور بالتكاتف» بحسب د.مصطفى حسين، مدير مستشفى الصحة النفسية بالعباسية، مؤكداً أن لغة الجسد تعكس الكثير من المعانى التى يعجز اللسان عن التعبير عنها: «القرفصاء تعنى الخوف، ورفع الأيدى لأعلى يعنى السعادة، والميل باتجاه شخص عند السلام تعنى الاحترام، والابتعاد الشديد يعنى الخوف، أما مشهد الأيدى المتكاتفة التى رأيناها فى أكثر من مناسبة فتعبر عن شعور الضيوف على اختلافهم بالأمان وطلب الحماية».
تأكيد المعنى جاء على لسان د.أحمد أبوالعزايم، أستاذ الطب النفسى: «استخدام الأيدى بهذا الشكل يرمز إلى الكثير من المعانى أهمها بث الأمان والحماية»، مضيفاً أن هناك رموزاً متوارثة لدى الشعوب تعطى مفاهيم عميقة دون حديث «حركة وضع الأيدى فوق بعضها بهذا الشكل، أو احتضان يد الطرف الآخر، ما هى إلا حركة من أجل التسليم، يقول بها ضيوف المشير إنهم ائتمنوه وفوضوه، هذا الشكل من الرمزية نوع من أنواع الاعتراف بالحاجة الشديدة إلى الأمان».
«أبوالعزايم» قارن بين السيسى وجمال عبدالناصر قائلاً: «إعطاء الثقة العمياء لشخص أمر صعب للغاية، لكنه يحدث فى بعض الأحيان، حدث ذلك مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورغم بلاوى البوليس السياسى، والنكسة والكثير من الأزمات خرجت الملايين تطالبه بعدم التنحى.