عزيزة ذهبت للسجل المدني.. فوجدت نفسها في كشوف الوفيات: "معاش جوزي وقف"
الحاجة عزيزة أحمد أبوالحسن
فوجئت سيدة ستينية عند ذهابها لتجديد بطاقة الرقم القومي بأن موظف السجل المدنى يخبرها بأنها "متوفاة"، ومسجلة بكشوف الوفيات، وأن هناك من أبلغ مكتب الصحة بوفاتها، واستخرج شهادة وفاة لها، ليدلل على صحة كلامه.
لم تستطع السيدة "عزيزة أحمد أبو الحسن" صرف معاش زوجها، نظرا لأن هناك تشابه أسماء بين اسمها مع سيدة أخرى، فلجأت السيدة للقضاء، وأقامت دعوى قضائية أمام مجلس الدولة لتثبت أنها على قيد الحياة، وأن اسمها لا يتشابه مع أحد.
بداية القصة تعود للأرملة "عزيزة أحمد أبو الحسن"، والتى كانت تعتمد على معاش زوجها الأول، حيث كان يمتلك "محل بقالة" واشترك بخدمة التأمينات على متجره .
تروي عزيزة لـ"الوطن" محطات المأساة، فعقب رحيل زوجها الأول بفترة تزوجت مرة أخرى، وتركت المعاش التى كانت تتقضاه من التأمينات، ولم تبلغ أحدا من المسئولين بشأن توقفها عن صرف معاشها، لتتفاجأ بعد فترة بوفاة زوجها الثانى.
لم تجد الأرملة عزيزة مخرجا بعد وفاة زوجها الثانى للإنفاق على احتياجاتها المعيشية سوى مطالبتها بعودة إمدادها بمعاش زوجها الأول المتوفى، ليبلغوها بأن المعاش يصرف بالفعل لها كل شهر ولكنها أنكرت ذلك الأمر، وأطلعتهم على تفاصيل زواجها مرة ثانية، ووفاة الأخير، لكنهم لم يقتنعوا بصدق روايتها، وأكدوا سريان صرف معاشها واستلامها له طيلة فترة زواجها الثانى، فما كان رد فعلها سوى الصمت وانصرافها بهدوء فى الحال.
لم تتوقف معاناة هذه الأرملة عند هذا الحد، فحسب بل تلقت الضربة القاضية عند ذهابها لتجديد رقم بطاقتها القومى الخاصة لترى بأعينها اسمها بكشوف الوفيات، وهى لا زالت على قيد الحياة، وهو الأمر الذى أصابها بالصدمة عندما شاهدت صورتها الخاصة على جهاز الحاسوب الآلى والموظف يقوم يقوم بتسليمها شهادة وفاتها.
بقية أحداث قصتها المأسوية تتفاقم عندما علمت أن أرملة أخرى كانت تتسلم معاش زوجها المتوفى الأول، والتى تشابه اسمها على اسم الأرملة "عزيزة أحمد" ورقمها القومى أيضا معها، فلم تتردد من مطالبة موظف السجل المدنى من إمدادها بكافة البيانات عن هذه السيدة للوصول إليها، ليكون رد الموظف "الست دي قاعدة في القاهرة فى الأميرية، واتوفت، وجه واحد بلغ إنها ماتت".
لم تجد السيدة مخرجا أمامها إلا أن تقيم دعوى قضائية بمجلس الدولة حملت رقم 45116 لسنة 73، طالبت فيها بشطب اسمها من سجلات الوفاة المقيدة بالحاسب الآلي بوزارة الداخلية والسجل المدني لمصلحة الأحوال المدنية ومن دفاتر الوفيات بوزارة الصحة.