محمد محمود زكى يكتب: فشل التحصينات.. مشكلة ما زالت تتجدد
محمد محمود زكى
يعتبر فشل التحصينات مشكلة متجددة وملحة تؤثر سلباً على مزارع الدواجن مسببة أضراراً وخسائر جسيمة، ويمكن بإيجاز تلخيص معنى فشل التحصين بأنه عدم قدرة اللقاح على إحداث مناعة كافية لصد العدوى الحقلية بالأمراض التى تم التحصين ضدها، وهذا يرجع إما لعوامل ترتبط باللقاح أو أخرى ترتبط بالحالة المناعية للطيور.
تتعدد العوامل المرتبطة باللقاح نفسه وتؤدى إلى حدوث فشل التحصين، منها اختيار عترة اللقاح المستخدم، التى يتم تحديدها بناءً على وبائية كل مرض فى نطاق المزرعة وضراوة العترات الحقلية، مثال ذلك لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الشعبى المعدى والجمبورو، ويتضح ذلك جلياً فى اللقاحات التى تغطى أنواع الفيروسات المسببة للأمراض حسب كل منطقة جغرافية، وقد أثبتت التجارب العلمية والحقلية أن أفضل اللقاحات هى المحضرة من العترات المعزولة محلياً، كذا تلعب طريقة تحصين اللقاحات الحية دوراً هاماً فى المناعة المكتسبة، مثال ذلك لقاحات النيوكاسل الحية، فقد وجدنا أنها تعطى أفضل مناعة إذا استخدمت عن طريق الرش يليه التقطير يليه التغطيس وآخره ماء الشرب، وهنا يأتى الدور الهام للسائل المخفف فى الحصول على أفضل كفاءة للقاح، حيث يستخدم الماء المقطر المبرد للرش ومحلول الملح الفسيولوجى المعقم للتقطير فى العين أو التغطيس والماء الخالى من الكلور للتحصين عن طريق ماء الشرب، ويتم تحديد كمية السائل المخفف بواسطة الشركة المنتجة للقاح، ومن الهام جداً الأخذ فى الاعتبار عدم إعطاء المضادات الحيوية اليومين السابقين واللاحقين لتوقيت تعاطى اللقاح إلا للضرورة القصوى وفى الحالات الخاصة جداً، لتجنب أى تأثير محتمل للمضاد الحيوى على تفاعل الجهاز المناعى مع اللقاح، ومن جهة أخرى يلعب توقيت إعطاء اللقاح وبرنامج التحصين دوراً أساسياً للحصول على الاستفادة الكاملة من تلك اللقاحات، ويجب على المربين اللجوء للطبيب البيطرى الاستشارى والمتخصص فى أمراض الدواجن لاختيار اللقاحات والطريقة المثلى للاستخدام وبرنامج التحصين، لأنه لا يوجد برنامج تحصين يصلح لأى مزرعة بل كل مزرعة وكل منطقة لها خصوصيتها.
وعلى الجانب الآخر، فهناك عدة أشياء هامة تؤثر سلباً على الحالة المناعية للطيور، فمن تلك الأشياء الإجهادات المختلفة الناتجة عن تدنى مستوى الرعاية داخل العنابر، التى تؤدى إلى سوء التهوية وتراكم غاز النشادر السام وثانى أكسيد الكربون فى جو العنبر، ولا يمكن عدم ذكر حالة الفرشة ودرجات الحرارة غير المناسبة للغرض من الإنتاج ونوع الطيور، وتعتبر مشكلة تلوث أعلاف بالسموم الفطرية من أكثر الأسباب شيوعاً لتثبيط جهاز المناعة فى الطيور، علاوة على تأثيرها الكارثى على معدلات النفوق وسوء معامل التحويل الغذائى، وقد تلجأ كثير من مصانع الأعلاف لإضافة مضادات فطريات وسموم فطرية على المنتج النهائى، ولا يخفى على أحد أن التخزين غير السليم هو السبب الرئيسى فى حدوث تلك المشكلة.
وتأتى فى النهاية مجموعة من الأمراض الخطيرة المثبطة للمناعة، التى تؤدى إلى تعطل جهاز المناعة الخلوى أو توقف إنتاج الأجسام المضادة للمسببات المرضية، ومن تلك الأمراض التى تؤدى لتثبيط جهاز المناعة الخلوى مرض التقزم (عدوى فيروس الريو) وأنيميا الدجاج المعدية ومرض ميرك، أما الأمراض التى تتسبب فى تثبيط إنتاج الأجسام المضادة فيأتى على رأسها مرض الجمبورو (التهاب الجويرب المعدى)، ويجب التعامل مع تلك الأمراض بحيث يتم التحصين ضدها وتوخى الحذر فى اختيار كتاكيت من أمهات خالية من العدوى، حيث إن كثيراً من تلك الأمراض تنتقل رأسياً مثل مرض التقزم وأنيميا الدجاج المعدية.
من كل ما سبق تتضح أهمية وخطورة فشل التحصين فى قطعان الدواجن، وأن التعامل مع برامج التحصينات يجب أن يتم بواسطة استشاريين متخصصين لتجنب الوقوع فى تلك المشكلة الخطيرة.
استشارى وأستاذ أمراض الدواجن
بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة