مدير "المصري للفكر": "أردوغان" يرتكب جرائم حرب.. وعلى الحكومة السورية التحرك دوليا لمحاسبته
مدير المركز المصرى للفكر والدراسات العميد خالد عكاشة
وصف مدير المركز المصرى للفكر والدراسات، العميد خالد عكاشة، العدوان العسكرى التركى الأخير على شمال سوريا بـ«الاحتلال»، الذى يرتكب جرائم حرب ضد المدنيين معتبراً، فى حواره لـ«الوطن»، أنه مشروع إخوانى بامتياز، مؤكداً أن عناصر الجماعة فى الصفوف الأولى من القوات التى تقاتل فى سوريا.
وإلى نص الحوار:
ما رأيك فى اتهامات قوات سوريا الديمقراطية بتركيا باستخدام أسلحة محرمة دولياً؟
- هذا ليس مستبعداً عن النظام التركى، الذى يدرك أن الضغوط قادمة قادمة لا محالة ويريد تحقيق أقصى مكاسب ممكنة من عدوانه على شمال سوريا، وقد تم توثيق هذه الانتهاكات التى يقوم بها الجيش التركى فى شمال سوريا، وهذه أعمال قذرة وجرائم حرب يحاسب القانون الدولى عليها، إلى جانب أن العدوان نفسه مخالف لقواعد وأحكام القانون الدولى.
الضربات التركية فى الشمال "احتلال صريح ومشروع إخوانى بامتياز".. وتداعياتها ستكون على المنطقة كلها
وما المطلوب أمام هذا الأمر؟
- الحقيقة أن الحكومة السورية باستطاعتها التحرك على الصعيد الدولى ضد الرئيس التركى وجرائم الحرب التى يقوم بها، والحكومة السورية هى المعنية أكثر، كل الأفعال التى يرتكبها «أردوغان» تسمى فى القانون الدولى بالأفعال القذرة، التى يحاسب عليها.
البعض يرى أن تركيا تريد استنساخ نموذج يشبه قبرص الشمالية فى الشمال السورى، إلى أى مدى تتّفق مع هذا الطرح؟
- هذا صحيح، أقصى ما نخشى عليه فى تداعيات العدوان التركى على الشمال السورى أن يرتّب أوضاعاً استثنائية لهذه المنطقة، وهناك إلحاح تركى منذ سنوات على أمريكا والغرب لإنشاء ما أطلق عليه «منطقة آمنة» تشبه الكيان الذى يُعرف بـ«قبرص الشمالية»، التى يريد «أردوغان» إعادة إنتاجها، هذه المنطقة غير المعترف بها كدولة إلا تركيا، ومن المرجّح أن تكون هذه المنطقة التى تخطط لها تركيا «مسماراً» فى جسد الدولة السورية.
وما تداعيات هذا الوضع؟
- التداعيات ستكون خطيرة على المنطقة ككل، وليس على الدولة السورية فقط، السياسات الاستعمارية والاحتلالية التركية بالتأكيد أمر يهدّد الدولة السورية فى الصميم، لكنه فى الوقت ذاته يرتب أوضاعاً تُنذر باشتعال الموقف وتوتره مرة أخرى وتجدّده على مدار فترات متتالية قادمة.
من حديثك يبدو أن الأمر بالنسبة لتركيا ليس مجرد عملية عسكرية مرتبطة بإطار زمنى، وإنما ستبقى القوات التركية طويلاً فى شمال سوريا، أليس كذلك؟
- إذا نظرنا إلى العمليتين العسكريتين اللتين سبقتا العدوان العسكرى التركى الحالى، «درع الفرات وغصن الزيتون»، وتمركز وحدات من قوات الجيش التركى فى هذه المناطق، تحت مزاعم أنها نقاط أمنية، ونقاط حفظ أمن ومراقبة وخلافه، ربما خلال وجود القوات الأمريكية فى ما سبق، حاول الأتراك الإيحاء بأنهم يقومون بدوريات مشتركة مع القوات الأمريكية وأشياء من هذا القبيل ذات طابع مؤقت، لكن بعد السنوات التى مرّت ونحن أمام العملية العسكرية التركية الثالثة على هذا النطاق الواسع، فهذا يعنى أننا أمام أمر ما مخطط وغير معلن له طابع الاستدامة، ليس دخولاً لعملية أمنية أو عملية محدودة والعودة مرة أخرى إلى داخل الحدود التركية، لأن منطقة آمنة تعنى منطقة استثنائية ذات ظروف خاصة، وهذا أمر له طابع الاستمرار، وهذا ما يقودنا إلى مشهد قبرص التركية مرة أخرى.
خالد عكاشة: الرئيس التركى يريد إعادة إنتاج "قبرص الشمالية" فى سوريا
فى شمال قبرص المكون السكانى الموجود تركى.. وربما يأتى الأتراك بسوريين ليقيموا فى شمال سوريا.
- الحقيقة، الصورة ليست مختلفة، تركيا تنتج شكلاً جديداً، إنما على المستوى الاستراتيجى هناك توحّد فى الصورة نفسها، بدليل أنه فى عمليتها الأخيرة، وللأسف الشديد، جرى استخدام اللاجئين الموجودين داخل تركيا، وعلى وجه التحديد من المنتمين إلى الإخوان منهم، لتشكيل ما أطلق عليه «أردوغان» الجيش الوطنى الحر، والذين يوجدون الآن فى الصفوف الأولى والمتقدّمة من عملية الغزو العسكرى فى داخل سوريا.. إذاً إنتاج «قبرص شمالية» جديدة فى سوريا ليس صعباً على الإطلاق، نحن أمام مشروع إخوانى بامتياز، أن يكون هناك سوريون يدينون بالولاء إلى تركيا، باعتبارها تقدم نفسها الراعية للمشروع الإخوانى، وقد يكونون سوريى الجنسية، لكنهم ينتمون بالصبغة السياسية والفكرية إلى تركيا، خصوصاً فى ظل ولاء الإخوان لتركيا، وعدم اعترافهم بالحدود الوطنية.