سياسيون: خطة تركيا لعودة اللاجئين للشمال السوري لن يقبلها الأكراد
الاجتياح التركي للشمال السوري
أكد عدد من السياسيين أن الاتفاق الأمريكي-التركي لوقف إطلاق النار في شمال سوريا والذي تضمن انسحاب الأكراد مسافة 20 ميل من الحدود التركية، الذي عقد أمس، بهدف تهدئة الأوضاع في المنطقة، غير قابل للتنفيذ لأن الأكراد الذين يمثلون عمود المنطقة الفقري لن يقبلوا به، ويجب وقف توغل أردوغان في الأراضي السورية، وإجباره على الانسحاب الكامل من المنطقة التي احتلها عسكريا.
مغاوري: الاتفاق الأمريكي التركي "غامض".. ويجب وقف توغل أردوغان في سوريا
عاطف مغاوي، نائب رئيس حزب التجمع، وصف الاتفاق التركي الأمريكي بـ "الغامض"، قائلا: "إن أردوغان يريد التوغل في شمال وشرق سوريا، بهدف تنفيذ خططه في المنطقة، وتغيير ديموغرافية الأراضي السورية بعودة اللاجئين السوريين في تركيا في منطقة الشمال السوري الذي يمثل الأكراد عمودها الفقري".
وأضاف "مغاوري" لـ"الوطن"، أن "المخطط الأردوغاني" تجاه الأراضي السورية مرفوض تماما، وتركيا لا ترغب في حل الأزمة في سوريا ولكنها تريد تقسيمها وتعميق الصراع بها، بحجة أنها تحارب الإرهاب، بينما هي من تدعم المليشيات المتطرفة وتعزز من فرص وجودها على الأراضي السورية لخدمة مصالحها.
وتابع أن تركيا تزعم أنها تريد عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وهذا غير صحيح لأنه ملف يضغط من خلاله أردوغان على الغرب والولايات المتحدة لتغيير ديموغرافية المنطقة، نظراً للصراع التركي الكردي الموجود منذ وقت طويل.
وأكد "مغاوري"، أن الاتفاق التركي الأمريكي يتضمن عودة اللاجئين إلى سوريا وإذا كان هناك نية لتنفيذ ذلك يجب عدم تغيير ديموغرافية المنطقة، لأن أهل الشمال السوري يرفضون ذلك، ولكن يجب أن يعود النازحين السوريين كلاً إلى مناطقه الأصلية.
فيما قال سيد عبد الغني رئيس حزب العربي الناصري، إن الاتفاق الأمريكي التركي يأتي ضمن الضغط الدولي على أردوغان، ولكن به بنود غير مفهومة مثل تضمنه انسحاب الأكراد 20 ميل من الشريط الحدودي للشمال السوري من تركيا، وهذا ما تريده تركيا وذلك أمر مرفوض ولن يقبل به الأكراد.
"عبد الغني": لابد من إجبار أنقرة على الانسحاب الكامل من المنطقة
وأضاف "عبد الغني" في تصريحات لـ "الوطن"، أن المنطقة الآمنة التي تريدها تركيا في الشمال السوري غير معروف حدودها ولم يتم توضيحها في الاتفاق التركي الأمريكي، مشيرا إلى أن التوغل التركي في الأراضي السورية غير مقبول، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ووقف هذا الاحتلال والعدوان المستمر لأردوغان على الأراضي السورية.
وتابع أن هناك مناطق عدة في شمال وشرق سوريا تحت السيطرة الكاملة للأكراد بدعم ومساعدة من الجيش العربي السوري، ورغم الاتفاق مازالت تركيا تشن الهجمات العسكرية عليها في محاولة للسيطرة على المنطقة بأكملها.
وأكمل "عبد الغني"، أن المجتمع الدولي إذا أراد حل للأزمة عليه أن يجبر أردوغان على الانسحاب الكامل من المنطقة دون شروط، ووقف دعمه للإرهاب، ودعم الجيش السوري الذي استطاع أن يسيطر على أغلب المحافظات السورية في مواجهة التنظيمات والمليشيات الإرهابية.
وأكد أن خطة أردوغان لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم عبر المنطقة الآمنة مرفوضة ويعد احتلال تركي للمنطقة وتعدي على سيادة الأراضي السورية، كما أن سكان المنطقة لن يقبلوا بأن يكونوا تحت سلطة الأتراك في أرضهم.
باحث: خطط تركيا غير قابلة للتنفيذ.. وملف النازحين لم يعد يجدي مع الغرب
وقال كرم سعيد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تركيا منذ بداية الأزمة السورية وهي تستخدم ملف اللاجئين كورقة ضغط، ومع الأزمة الاقتصادية التي ضربت أنقرة انتهت المتاجرة التركية باللاجئين وأصبحوا غير مرغوب فيهم، وخاصة أن الملف لم يعد يجدي لا مع الولايات المتحدة ولا مع الاتحاد الأوروبي، ولا حتى في مواجهة النظام السوري.
وأضاف "سعيد"، أن أطماع أردوغان في سوريا وما يخطط له بعودة اللاجئين السوريين الذين أصبحوا يمثلون عبئا بالنسبة لتركيا لبلادهم عبر الشمال السوري غير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، لاسيما بعد نجاح السوريين في الاندماج وهو ما يدفع تركيا لمحاولة إثارة قضايا جديدة بشأن سوريا من خلال المناورات العسكرية.