الفرق بين الصدقة العادية والجارية.. الأزهر يوضح
سؤال الأزهر
أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوي، الفرق بين الصدقة العادية والجارية، مبينًا أنَّ الصدقة لفظ عام يراد به: كل ما يخرجه المسلم من مال أو غيره للفقراء والمساكين، أو ينفقه في أي وجه من وجوه الخير ابتغاء مرضات الله تعالىٰ دون مقابل، وقد تكون بالمال وبغيره من جميع أنواع البر، فقد ورد عن النبي أنه قال: "كل معروف صدقة".
جا ذلك في معرض إجابة مركز الأزهر العالمي للفتوى عن سؤال تلقاه حول الفرق بين الصدقة العادية والصدقة الجارية، موضحًا خلاله أنَّ الصدقة الجارية، فهي لفظة مخصوصة حملها الفقهاء علىٰ الوقف، والوقف هو: حبس الأصل والتصدق بالمنفعة، أي: بقاء أصل المال كما هو، والتصدق بالربح الناتج عن ذلك المال على الفقراء والمساكين، وصرفه في جميع وجوه الخير، ابتغاء مرضات الله.
وبناء على ذلك، فالصدقة غير الجارية هي أي مال يعطىٰ للفقير لينتفع به فقط دون حبس الأصل كإعطائه طعاما، أو كسوة، أو مالا ينفقه كيف شاء.
وذكر المركز الأزهر العالمي للفتوي في إجابته أنه: "رغب الإسلام وحث علىٰ الصدقة والإنفاق في سبل الخير؛ حيث قال تعالىٰ: (يا أيها الذين امنوا أنفقوا مما رزقناكم)، وقال النبي: (ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة)"
كما استشهد مركز الأزهر العالمي للفتوي، بما رواه عبدالرحمٰن بن عوف أن رسول الله قال: "ثلاث، والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفا عليهن: لا ينقص مال من صدقة، فتصدقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله؛ إلا رفعه الله بها عزا".
وعن الصدقة الجارية أيضا، أوضح مرك الأزهر، أنها ما يحبس فيها أصل المال، كبناء المساجد والمستشفيات، أو كوقف بعض الأنشطة التجارية، وصرف ربحها علىٰ الفقراء والمحتاجين، وغير ذلك من وجوه الخير.
وأكد مركز الأهر للفتوى أن ثواب الصدقة الجارية مما ينفع المسلم أكثر من الصدقة العادية؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، وعنه أيضا رضي الله عنه أن رسول الله قال: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته".