تعليم وتهذيب، مهمتان أساسيتان تسعى مؤسسات التربية والتعليم لتحقيقهما، غير أنَّ هناك من يضيف إليهم مهام أخرى، غايتها الاضطلاع بمسؤوليتهم الاجتماعية بأعمال خيرية، وهذا ما تفعله مدرسة "موط الثانوية الفنية" للبنات بالوادي الجديد، عبر إنتاج مستلزمات توزعها مجانًا على من يحتاجها، سواء ملاءات لأَسِرة المستشفيات أو بالطو للطلبة والطالبات من الأيتام ومرضى السرطان، لتفعل بذلك مشروع رأس المال الذي تقره وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني.
وكيلة المدرسة: الفكرة هدفها تأهيل الطلبة لسوق العمل والمشاركة المجتمعية
ماكينات الخياطة والأيدي الماهرة وأيد متحمسة كي تتعلم بالإضافة إلى عامل الوقت متمثلا في أيام العملي، 4 عوامل جعلت مدرسة "الموط" تفكر في كيفية الاستفادة من مشروع "رأس المال" الذي تقره الوزارة بهدف إتاحة فرصة أكبر للتدريب في مشروعات حقيقية تحقق دخل إضافي للمعلمين والطلبة "فكرنا إننا نتعاون مع جمعية الرعاية الصحية لمرضى السرطان علشان نعمل بالطوهات للطلبة عندنا ويتم توزيعها على الطلبة مرضى السرطان والطلبة الأيتام وغير القادرات بشكل مجاني"، وذلك بحسب زينب مهران، وكيل المدرسة في حديثها لـ"الوطن".
مدير مدرسة موط الثانوية بالوادي الجديد يطلق عام 2019 عام الإبداع
تقدم الجمعية الخامات أو التمويل للمدرسة ليبدأ تصميم القطع التي جرى الاتفاق عليها مسبقا، فالعام الماضي كان لعمل مستلزمات الأَسِرّة والتي تم تخصيص جزء منها لمستشفى الداخلة بالوادي الجديد، أما هذا العام فكان الاتفاق على عمل "بالطوهات"، مستغلين بذلك أيام العملي لتكون فترة إنتاج مثمر، يتم تسويق بعض منتجاته للمستهلك العادي والبعض الآخر يوزع مجانا، فيتعلم الطلبة مهارات تهيئهم لسوق العمل ويمارسون فعل الخير بشكل حقيقي.
"من أول السنة ولحد دلوقتي عملنا 235 بالطو والمدرسين بيشرفوا على الطلبة علشان يطلعوا شغل مايفرقش عن شغل المصانع، جزء بيتوزع مجاني لمرضى السرطان في مدارس الوادي الجديد والجزء التاني الجمعية هتبيعه وتاخد جزء من الأرباح تصرفه عندها في الخير وجزء من الأرباح بيتوزع على المدرسين والطلبة علشان نحفزهم ونستفيد من مشروع رأس المال".
"2019 عام الإبداع" هو شعار يرفعه محمود رفاعي، مدير المدرسة التابعة لإدارة الداخلة التعليمية، مستفيدا بأقسام المدرسة المختلفة وخصوصا قسم الملابس الجاهزة، القسم الأكبر بها، وما يمتلكه من سواعد قوية وأنامل ذهبية، بحسب وصفه، ليطلق لهم العنان في تصميم منتجات حقيقية تؤهل الطالبات للخروج إلى سوق العمل كي ينفعن المجتمع ويتعلمن المشاركة المجتمعية، ليعقب الانتهاء من انتاج كل مرحلة حفل تكريم في الطابور الصباحي للطالبات والمعلمات المشاركات في المشروع، وتختتم وكيلة المدرسة حديثها بأن الفكرة تهدف في النهاية لخلق "مدارس منتجة ومشاركة مجتمعية".
تعليقات الفيسبوك