لا لتدمير أطفالنا.. طالب "دمج" رفض يشارك في تنظيف الفصل فضربه المدرس "علقة سخنة"
آثار الضرب على وجه «محمد»
دق الجرس معلناً انتهاء حصة وبداية أخرى، هرع بعض التلاميذ نحو الباب وآخرون أحدثوا حالة من الهرج والمرج، مرت دقائق قليلة كانت كفيلة بتحويل الفصل إلى فوضى، دخل معلم الحصة الجديدة فالتزم الجميع الصمت، لم يرض عن الحالة التى وصل إليها الفصل وطلب من التلاميذ جمع القمامة الملقاة على الأرض، استجاب البعض لأوامر المعلم بينما وقف الطالب محمد سليمان الديب، 10 سنوات، صامتاً فكونه واحداً من ذوى الاحتياجات الخاصة، وطالب دمج فى مدرسة سعيد عوض التابعة لإدارة زفتى التعليمية فى محافظة الغربية، جعله لا يستجيب للأمر بسرعة كأقرانه، مما دفع المعلم إلى ضربه عدة لكمات فى وجهه أحدثت به إصابة بالغة.
سليمان الديب، والد الطفل، قدم بلاغاً ضد المدرس متهماً إياه بضرب طفله وإصابته بكدمات وسحجات بالغة، أدت إلى شعوره بحالة نفسية سيئة، ويرفض الذهاب إلى المدرسة بعد ما تعرض له أمام زملائه: «ابنى رجع من المدرسة مصاب بكدمات، وشه أزرق من الضرب، ولما سألته مين عمل فيك كده، قال لى المدرس عاقبنى علشان مارضيتش أجمع الزبالة من الأرض». طالب ولى الأمر بالتحقيق فى الواقعة ومحاسبة المدرس المتورط فى التعدى على نجله، مؤكداً أنه تقدم بمذكرة رسمية إلى يسر عبدالغنى، مدير إدارة زفتى التعليمية، طالب فيها بنقل المدرس المعتدى على ابنه إلى مدرسة أخرى لاحتواء أزمة ابنه النفسية: «ابنى اتعرض للقهر النفسى والمدرس لم يراعى حالته وأنا مش هسيب حق ابنى، لازم المدرس يتحاسب على اللى عمله فيه».
حزن شديد ما زال الطفل «محمد» يشعر به، مؤكداً أنه تعرض للإهانة أمام زملائه: «أنا ماعرفش المدرس عمل فيا كده ليه، وليه ضربنى بالعنف ده، زمايلى قالوا لى علشان ماسمعتش الكلام ورفضت تشارك فى تنظيف الفصل، بس أنا واثق إن بابا مش هيسيب حقى».
محافظ الغربية: لن أسمح بأى تجاوز فى المدارس
من جانبه تابع اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، شكوى ولى أمر الطفل محمد سليمان الديب، الطالب بالصف الرابع الابتدائى، وشدد على أهمية التحقيق فيها واتخاذ جميع الإجراءات القانونية مع المدرس واستبعاده من العمل وسماع أقوال الطالب حول حيثيات الواقعة.
وقال المحافظ إنه لن يتهاون فى حق أى مقصر يعرض حياة الأطفال داخل المدارس للإيذاء، وأضاف: «كلنا إيد واحدة للحفاظ على حقوق الطفل المصرى كى يكون قادراً على البناء والعطاء لوطنه مستقبلاً، ولن نسمح بأى تجاوز فى حقه».
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.