المهندس شريف خيري يتطوع بعربته الجيب لمساعدة المتضررين من الأمطار
بين ليلة وضحاها، امتلأت شوارع العاصمة بمياه الأمطار التي غطت مساحات كبيرة من المناطق، عجز المواطنون على السير فيها، تعطلت الحركة وتأجلت الخطط، ما دفع عدد كبير من الأشخاص للنزول لمساعدة مواطنيهم بدون مقابل.
ففي مشهد بطولي لافت للأنظار بادر عامل بنك بنقل الموظفين على كرسي بـ"عجل" من وسط المياه التي تركزت في مدخله، وشخص آخر كانت مهمته مساعدة المواطنين تجاوز المياه في إحدى الشوارع العمومية عن طريق نقلهم في الونش الخاص به، وفي إمبابة نزل "محمد جبل" و30 شابا لإزاحة المياه والطين المرتكز في المناطق الشعبية من أمام كبار السن، بمساعدة رئاسة الحي.
وفي التجمع الخامس نشر شريف خيري صورة لسيارته الجيب يعلن عن استعداده لمساعدة أي شخص في محيط القاهرة الجديدة بدون أي مقابل: "عربيتي مجهزة وحبيت أشارك في الخير".
يرى "خيري" أن الحكومة وحدها لا تكفي لتلبية احتياجات كافة المواطنين وأن واجب على كل مواطن المبادرة بمد يد العون بقدر استطاعته في الظروف التي يتوجب عليه فيها المشاركة مثل أزمة هطول الأمطار الأخيرة: "السنة اللي فاتت في بيوت غرقت وعربيات باظت وفرش راح بالكامل السنادي مش عايزين ده يحصل تاني".
جاء للمنطقة منذ ثلاثة أشهر ووجد جروبا خاص بملاك السيارات الجيب انضم لهم على الفور، ونشر رقم هاتفه المحمول لاستقبال طلبات المساعدة، تلقى العديد من الاتصالات، كان معظمها من خارج نطاق مسكنه بل ومن خارج القاهرة الكبرى: "ناس كلمتني من شرم بس كان صعب أروح وأسيب الناس هنا والمشوار بعيد مش هلحق أنقذهم"، أكثر من 16 سيارة في انتظار المساعدة لتفادي أي خسائر جديدة تذكرهم بمرارة العام الماضي: "موسم الشتا بالنسبة لنا رعب".
في إمبابة قرر محمد جبل، النزول برفقة 30 شابا من طلاب معهد الخدمة الاجتماعية لمساعدة كبار السن عن طريق رصف الطرق وإزاحة المياه الأمطار والطين بمساعدة رئاسة الحي، من خلال النزول في أماكن شعبية مثل أرض عزيز عزت والبصراوي: "ده واجب علينا" مؤكدًا أنها ليست المرة الأولى بل في كل حالة طوارئ يبادر بالنزول للشارع وتقديم المساعدة اللازم لافتًا إلى أنه سبق وشارك في تشجيع وتنظيف منطقته ونشر ثقافة التطوع.
تعليقات الفيسبوك